صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الكرسي الأمير والخراب المرير!! 
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"كلنا نعشق الوطن ومن شدة عشقنا للوطن قتلناه"

تحية وطنية تؤمن بالحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ، ونأمل أن يعيش الناس في بلادٍ تتمتع بالعدل والمساواة والأمن والسلام والسعادة والمحبة ، والأمل بأن الشمس مشرقة وتمنح الوجود طاقات إنطلاقٍ متواصلة.
أيها الكرسي المُعلّى ، لا أظن أن واحدا من الذين جلسوا ويجلسون وسيجلسون عليك لا يغضب إذا إتهمه أحدٌ بأنه لا يحب الوطن ولا يسعى لخدمة المواطنين ، ويحسب ذلك المدّعي بأنه ضده وعدوه ، ولابد من الخلاص منه لأن مَن يعاديه يعادي الوطن , وهذا قانون فاعل في وعيه ولا وعيه وعرفه.
ويبدو أن الجالس على الكرسي من شدة حبه للوطن والمواطن ، ينتهي بقتلهما ومحق وجودهما لتأكيد دوره وصيرورته وتفاعلاته المؤذية , وإعلاء رايات إستبداده وطغيانه ، لكي يتمكن من التعبير عن آيات حبه وتفانيه في سبيل الوطن والمواطن.
ويبدو أيضا ، أن العاشق السياسي ، لا يمتلك الآليات والمهارات المناسبة اللازمة للتعبير عن حبه الفائق ومدى شغفه بالحالة التي يمارس مسؤوليته بصددها. 
وهذا الإفتقار الفاضح لأدوات تحقيق الحاجات العاطفية ، هو الذي يتسبب في صناعة الموت والدمار في بلداننا التي يدير أمورها عشاق وطنيون ، أعماهم العشق حتى تحولوا إلى أعداء لأنفسهم وأوطانهم.
فعلاقتهم بالكراسي تشبه علاقة قيس بن الملوح بليلى العامرية ، التي جعلته يهيم في الصحارى ولا يراها كما هي بل يراها في خياله ، ويطارد سرابَ صورتها في آفاق الرمال المتوهجة ولهيب الشمس المتأججة.
وبسبب ما هام به وتصوره وطارده سقط مغشيا عليه ومات ، فتناهبته أوافي الصحارى وذاب في بدن البيداء.
وهكذا وفقا لآليات عشق إبن الملوح ، فأن الذين في الكراسي  يَهيمون ويتوحدون مع الصورة المتأكدة في خيالهم ، وبذلك يندفعون نحو سلوكيات ذات نتائج مأساوية وخواتم إنتحارية ، تقضي عليهم وعلى محيط الكراسي من حولهم. 
وكأنهم يترجمون سلوك أباطرة الصين التي يتم القضاء فيها على جميع من كان معهم ، لكي تصفو الأحوال للقادم من بعدهم ، والفرق أن المولعين بالكراسي في مجتمعاتنا يقضون على الوطن والمواطن.
إنهم يسحقون الأجيال بالأجيال ولا يكتفون بالقضاء على الحاشية أو أخذها معهم إلى عالم آخر سيحكمون فيه ويبطشون.
وهكذا فأن العلة التي يعاني منها الكرسي ، هي علة خرافية تتمتع بالدماء وتؤدي طقوس الفناء وفقا لإرادة رؤاها السرابية. 
ولهذا عجزت عن بناء الوطن رغم توفر جميع العناصر والقدرات ، لأنها إستثمرتها من أجل الحيلولة ما بين الإنسان وطنه.
وأمعنت في إمتلاك البشر، وصناعة العبيد المرصوفين في طوابير الإذعان والخنوع , والصلاة في محراب الكرسي  لكي يتمتعوا ببعض حياة؟
فشكرا للكرسي الأثير، مع خالص الإمتنان لإنجازه الكبير في دحر المصير!!
فكل كرسي أمير ما دام الخراب مريرا !!
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/01



كتابة تعليق لموضوع : الكرسي الأمير والخراب المرير!! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net