صفحة الكاتب : فطرس الموسوي

الابداع في فن المغالطة والتدليس ، كمال الحيدري انموذجا
فطرس الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يعد كمال الحيدري ولا " طرائفه الاستدلالية " يهمانني بشيء بعد ان وصل الى مرحلة عدم استحقاق الرد ، ولكن يمكن الاستفادة بإستخدامه كمثال وانموذج سيء لبعض الظواهر السلوكية في الخطابات الدينية .
هناك ظاهرة ومشكلة ايمانية وهي عدم الاذعان والتسليم بمجهولية ملاكات الاحكام وعلل التشريع وان العبادات لا تعلل وان الملاكات الاجمالية لﻻحكام الشرعية هي وجود المصلحة والمفسدة ، وتصور اصحاب الكبر والضلالات والبدع امكانية الوصول الى معرفة مكنونات تلك الاحكام وعلل تشريعها فشرعوا احكاما من وحي اهوائهم المضلة ونعقوا بمنعوقاتهم الى من خلفهم .
ومن منطلق عدم الايمان والاذعان كانت مدرسة الاجتهاد امام النص وكانت السقيفة والفلتة التي لم يق الله شرها وكانت الشورى وعاشوراء .. وما نحن فيه اليوم .
من هذه المنطلقات لا يصحح البعض -ممن يجل القاريء عن ذكر اسمه - قيام النبي صلى الله عليه وآله بتكسير الاصنام وتمزيق الصحائف ، وانه لم يكن له ان يفعل ذلك لانها ليست ملكه وانها التراث والميراث ..
من هذه المنطلقات يرى كمال الحيدري عدم الانصاف لحقوق المرأة وعدم مساواتها مع الرجل في : الميراث ، تولي القضاء ، تولي رئاسة الدولة ، تولي المرجعية الدينية ، تعدد الازواج بالنسبة لها !!! - كما يعبر هو عن ذلك -
وفي هذا السياق اذكر طرفة - من الطرائف الاستدلالية - لكمال الحيدري عبر فيها عما هبط اليه مستواه في التفكير انتصافا للمرأة :
في معرض نقده وتوهينه للمنهج الروائي وان هذا المنهج غير صالح للاستناد وهو لا يفي بالحاجات الانسانية لاختلاف العصور .. وما الى ذلك من ترهات .
ذكر ان المنهج الروائي يشير فقط الى مسألة نشوز المرأة وضرب المرأة ولا يتناول نشوز الرجل من قريب او بعيد ، وتسائل - مؤيدا - اذا نشز الرجل هل يجوز للمرأة ان تضربه ؟ واجاب موافقا - بإبهام - " .. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ .. " اي نعم يجوز للمرأة ان تضرب الرجل ، ذلك ليبرهن خطأ اﻻستناد الى المنهج الروائي لا لشيء الا لانه لا يريد ان يعتقد بالتشريع المستند الى الموروث الروائي لانه لا يرى صحة وصواب ذلك التشريع ولا يجرأ على نفي واسطة صدوره فينفي صحة الاستناد اليه ويزعم اعتماده المنهج القرآني - حسبنا كتاب الله - واين هو من كتاب الله :
لقد انسى الادعاء بمعرفة مﻻكات الاحكام وكذلك الحياء من حضارة الغرب - من موقف الاسلام من المرأة - كمال الحيدري - انساه - آيات القرآن النازلة بهذا الخصوص فابتدع حكما لنشوز الرجل لم يبق له الا ان يصوغه بلسان اية قرآنية ، واعرض عن تكملة آية لمخالفتها لما ذهب اليه ، فقال مستدلا على جواز ضرب المرأة لزوجها الناشز - متبجحا بالمساواة - : " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ .. " واغفل تكملة الاية : ".. وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم "ٌ .
لقد اغفل حكم الله عز وجل بالزوج الناشز : " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ "
لقد سنت الشريعة للمرأة التي تخاف من زوجها النشوز او الاعراض ان ترضيه بما يحول دون ذلك الاعراض او النشوز من مال او اسقاط حق او غير ذلك ، وسنت للرجل مراحل ودرجات علاج وتعامل مع الزوجة الناشز من الوعظ والهجر في المضجع واخرها الضرب ، لكن كمال الحيدري أبى الا المساواة : العين بالعين والسن بالسن وبدأ بالدرجة الاخيرة من العلاج .
كمال الحيدري لم ير حكم نشوز الرجل في القرآن فتكلف الاجتهاد ونصب نفسه مشرعا متجاذبا رداء الكبرياء لله عز وجل ، فهو لم يلحظ تلك الاية لغشاوة عدم الايمان والتسليم لما جاء عن الله ورسوله واهل بيت رسوله صلوات الله عليه وعليهم وكان كمن او ممن " خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
وفي ميراث المرأة زعم ان ملاك الحكم كون المجتمع وقت التشريع كان ذكوريا ومقتضى ذلك ان يكون الرجل عاملا باذلا منفقا على المرأة لذا كان من المفترض ان يكون له مثل حظ الانثيين ، اما في مجتمع اليوم فلو لم نقل - حسب تعبير الحيدري - : ان المجتمع انوثي فلا اقل ان نقول بأنه متساو وبذا تكون المرأة في الميراث على حد المساواة مع الرجل وبذا تكون لنا الحجة على العالم المتحضر بأن الاسلام لا يظلم المرأة .
لقد زعم الحيدري ان هذا هو ملاك الحكم وارسل ادعاءه ارسال المسلمات ولكن المتبين ان ملاك تبنيه لهذه المنطلقات هو ما تربي اليه عينه من تطلعات الى رضا العالم المتحضر عنه في مغالطات شيطانية بمنتهى الابداع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فطرس الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/19



كتابة تعليق لموضوع : الابداع في فن المغالطة والتدليس ، كمال الحيدري انموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو جنان ، في 2019/03/07 .

السلام عليكم
الطريف في الأمر هو : ان السيد كمال الحيدري لم يعمل بهذا الرأي، وتقاسم هو وأخواته ميراث أبيه في كربلاء طبق الشرع الذي يعترض عليه (للذكر مثل حظ الأنثيين) !!

بل وهناك كلام بين بعض أهالي كربلاء: إنه أراد أن يستولي على إرث أبيه (السيد باقر البزاز) ويحرم أخواته الإناث من حصصهم، لكنه لم يوفق لذلك!!




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net