صفحة الكاتب : واثق الجابري

الجامع والجامعة وكأس العالم
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تعد كرة القدم مجرد لعبة ساحرة بين فريقين، بقدر إنعكاسها سياسياً وسياحياً وإقتصادياً وإجتماعياً، وتعبير عن رقي الشعوب وتقدما بشتى المجلات، وكم علاقة دولية إنصهرت في بودقة السلام، بمباراة كرة قدم بين فريقين ربما لا يفهم أحدهما لغة الآخر، وأحياناً تصل للتشنج والتصعيد الإعلامي بين دولتين لدرجة  قطع العلاقة الدبلوماسية، والتهديد بالحرب بعد نهاية مباراة كرة قدم كما حدث بين مصر والجزائر في سنوات سابقة.
يبدو أن عالم الشرق متأخر بمختلف المجلات، وأن إشترى الحضارة بالبترول، أو إدعى الحرية والتحضر في ظل  قيود حكام وتقاليد معقدة.
 كأس العالم واحدة من أهم الفعاليات الدولية، لتلاقح الأفكار وتقارب الشعوب، ويعمد رؤوساء الدول لحضور المباريات، تعبيراً عن دعمهم لمنتخاباتهم وشعبيتهم ومشاركتهم  في الصغيرة والكبيرة،  وما يمكن أن يضيف الحضور في المحفل الدولي مردودات إقتصادية وسياسية وإجتماعية على الدولة.
 الشرق الأوسط والعرب تحديداً، من أكثر الشعوب تراجعاً في شتى المجالات ومنها كرة القدم، وهذا لا ينفي وجود طاقات لا تُكتشف إلاّ حينما تعمل في الدول الغربية، ومنهم برز محمد صلاح كأفضل لاعب في الدوري الانكليزي لهذا الموسم، لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب مع المنتخب المصري، وهذا الحال عند الأطباء والمهندسين والمفكرين العرب، وهم لا يبذلون كل طاقاتهم في بلدهم حرصاً على مستقبلهم، وعدم ضمانهم مكافئة إنجازهم.
 الجوامع من أموال الشعوب إستغلتها الحكومات والجهات المتطرفة، بينما الجامعات من واجب الحكامات، وفشلا معاً بأداء دورهما معاً، وتقدم الغرب على العرب بمستوى التعليم وعدد القراء والتخصص الأكاديمي حتى في أبسط المهن، والقوانين أعراف لا تحتاج الى قوة السلطة، وبدل تأدية الجامع لدوره التربوي والأخلاقي والديني، أصبحت أكاديمة للقتل والذبح ونشر الكراهية، ناهيك عن المناهج  التدرسية، التي تبدأ بالاطفال لتعليم  التكفير.
 نفس المجتمعات التي أنجبت محمد صلاح وزها حديد، وتأثرالغرب بطريقة سجوده عند تسجيل هدف، وعمارة زها حديد التي أبهرت العالم، تلك المجتمعات أنجبت أسامة بن لادن وأيمن الظواهري  وأبو بكر البغدادي، وعشرات آلاف من الشباب القتلة، وشتان بين صنفين متناقضين أحدهما عايش الحضارة والتقدم العلمي وصار مبدعاً متفوقاً بأدواتها، فيما الفريق الآخر إستغل فسحة الحرية ليعكر صفو الشعوب الآمنة، وتشدد في ديار يعيش على موائدها.
أظهرت نتائج كأس العالم هذا العام، تأخر العرب وسيكون أول المغادرين، لولا لقاء السعودية ومصر الذي سيضمن فوز أحدهما أو نقطة لكل منهما.
ظاهر المنتخبات العربية كحكوماتهم، لا يستطيع أحدهم أن يتفوق أو يتعادل إلاّ مع عربي، ونجاح محمد صلاح وغيره في الغرب وفشله مع دولته سببه سوء إدارة هذه الدول، وجامعاتها لم تعد تختلف عن كثير من جوامعها بتصدير الإرهاب،  فيما أشارت التغريدات المتصدرة للمواقع العربية، بأن منتخب السعودية أدخل بعض اللاعبين على أساس محسوبيات، فيما ذكرت تعليقات تهكمية عن عدم إستجابة دعاء المصريين،  لأن السعودية خسرت بخمسة أهداف وهي قرب الكعبة، فيما لن يخيف أبو الهول طلائع الحضارة القادمة بضراوة لعرب يجترون الماضي، ومعتمدين المحسوبية والسلطة في إدارة شؤونهم، ويرفعون أيديهم بالدعاء من جوامع للتكفير بالنصر على الأعداء الكفرة، وحالهم كطالب لا يقرأ يوم الإمتحان، ويتمنى النجاح بالدعاء، هكذا أفهمتهم جوامعهم وجامعاتهم!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/22



كتابة تعليق لموضوع : الجامع والجامعة وكأس العالم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net