صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الفساد الإداري يساهم في زيادة نسب البطالة
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشكل البطالة في جميع دول العالم ومنها بلدنا ثقلاً كبيراً ومشكلة تعرقل الحركة في الجوانب الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية وتساهم في زيادة نسب الجريمة والأعمال الإرهابية وتتفاقم تلك الأزمة عندما ينتشر معدل ارتفاع  نسب الفساد الإداري لأي بلد وهي أيضا تعتبر محرك للدوافع السلبية لشل الحياة وتعطيل عجلة التقدم والبناء وتنذر بخطر يحدق بالأمن والآمان . كما أن ارتفاع البطالة يوسع من حواضن الإرهاب وتتسع فجوة انتشار العمليات التخريبية ومنها المسلحة  لتشمل مناطق واسعة في البلاد ولايمكن السيطرة عليها ألا بوضع حلول جذرية ومراقبة شعبية تتسم بالشجاعة وتتكاثف فيها كل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ذات العهد الحديث في تأسيسها ونشاطها الذي يفتقر في بعض الأحيان للموضوعية والشفافية  رغم أنها تسير ببطء في هذا الاتجاه لعدم وجود الخبرة الناضجة والمساحة الكافية من التحرك ,وعليه يجب أن تتكاثف جميع الجهود من اجل محاسبة المفسدين وكشف منابع الخطر وردمها في مهدها ويحتاج أيضا إلى المحاسبة الشديدة وقلعهم من جذورهم لكي لاتتفرع وتنمو من جديد بل لا يسمى إلى المحاسبة الإدارية والمجاملات السياسية على حساب الشعب وحالة التطور الذي يراد به نقل البلد من حالة الوضع السيىء الى حالة أحسن وأكثر تقدم , البطالة تزداد في حالة وجود الفساد الإداري والذي يسيطر بها المفسدون على دور وأراضي والآليات التابعة الى الدولة كذلك استغلال مواقع العمل والأموال العامة واستثمارها لمصالحهم الشخصية في حين لو مارس الوزير أو المدير العام أو أي مسؤول لا على التعين الطرق الشرعية لاستحصال الأموال ودوره الإنساني والوطني من خلال تأدية واجبه ونكران الذات ومحاربة المحسوبية والمنسوبية لفسحنا للكثير من الشباب العاطلين عن العمل أن يجدو لهم فرص للعيش ويمارسوا دوراً مهماً في البناء والتقدم , كما خفضنا بشكل ملحوظ نسب معدلات البطالة وقضينا على شطر كبيرا من الجريمة والعمليات الإرهابية , الكثير من أبناء الشعب عندما لايجدو عمل وتغلق أمام مستقبلهم فرص الحياة الكريمة ولم يحصلوا على أموال من عرق الجبين سيصبحون في أعداد العاطلين عن العمل مما يضطر قسم منهم للحصول على الأموال بطرق غير شرعية كالتسليب والخطف وزرع العبوات الناسفة والعمل مع المجاميع الإرهابية , وربما يشترك معهم في هذا الأعمال من الذين لايحصلون أيضا على أعمال وهم من البطالة المقنعة وتكون أعمالهم غير منتجة ورزقهم يتذبذب نتيجة الوضع الاجتماعي والتنظيمي أمثال أهل الجنابر أو الذين يقفون لبيع الماء أو السكائر فهم على شفير حفرة مابين تركهم للعمل لكون الجهات المسؤولة أمثال أمانة بغداد تحاسبهم وتمنعهم كل فترة مما يؤدي الى قطع أرزاقهم وتذمرهم من أعمالهم الغير منتجة , في حين أن هذا الحل لايحتاج الى تخطيط اودراسة شمولية بقدر ما توفر أماكن مناسبة  تتبنها أمانة بغداد وتراعي الجانب الأمني لهم وان لأتحملهم بدل إيجارات عالية دعما للقضاء على اخطر ظاهرة , اليوم تتفاقم هذا الأزمة وتتسع بسبب غياب التنسيق بين الجهات صاحبة العلاقة والوزارات الخدمية والمؤسسات الجامعية حول أيجاد مخرج للطلبة الذين يحصلون على شهادات حال تخرجهم وضمهم للعمل في دوائر الدولة والاستفادة من خبراتهم ,ولا تتركهم يتسربون الى الشارع وهذه غلطة كبيرة أن لم يضع لها مخرج فأنها تخلق حالة يأس لدى الفرد العراقي فيلتجئ الى أيجاد عمل مبكر ولايذهب الى مقاعد الدراسة  التي يعول عليها في جميع الدول على اعتبار أن الكوادر المتخرجة هم من الذي سيبنى البلد وتنعكس حالة التقدم والرقي بما يتعلمه أبناء البلد وحصولهم على الشهادات ليأخذوا دورهم  الريادي ,قبل عام 2003 كانت أعداد العاطلين كبيرة وضخمه جدا ولكن استوعبتها المؤسسات العسكرية في زمن الطاغية صدام مرة يدخل هذه المؤسسة العسكرية ( الجيش ) في حرب وأخرى زج بها الشباب فأصبح الجيش مستهلك غير منتج ورواتبه ضئيلة لاتكفي ليوم واحد ولكن القسوة واستخدام الأساليب الإجرامية بحق العسكريين جعل هذه المؤسسات قمعية ومارست بحق مئات الألوف من أبناء الشعب سياسة إجرامية رادعة والحقيقة أن الجيش هو البطالة بحد ذاتها لان الكثير من العسكريين الذين دخلوا الجيش في عهد صدام كانوا يتقاضون رواتب مخجلة والجندي يبعد عن أهله لمسافة المئات من الكيلو مترات فيضطر أن يهرب أو يلتجئ الى السرقة أو أن يعمل وهو بعيد عن أنظار المجتمع , ناهيك عن خروج خمسة الى ستة ملائين خارج العراق وأكثرهم من حملة الشهادات , وللقضاء على ظاهرة البطالة في العراق والتقليل من حجمها وإخطارها فأتصور , أن التعداد العام الذي من المؤمل أن يجري سيحل إشكاليات كثيرة من خلال استمارة البيانات الإحصائية التي ستوزع أثناء التعداد للعوائل وفيها أكثر من 40 فقرة على شكل سؤال , وإذا  نفذت وتعاملت معها وزارة التخطيط ضمن السياسة الاقتصادية وان يكون هنالك تنسيق واضح بينها وبين جميع مؤسسات الدولة سيشهد البلد انخفاض من نسب البطالة بشكل كبير والذي سينعكس على الاستقرار الأمني للشارع العراقي وتظهر ثمرة النجاح والتطور الذي يطمح إليه المواطن العراقي.
 sadikganim@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/15



كتابة تعليق لموضوع : الفساد الإداري يساهم في زيادة نسب البطالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net