يمكن القول أنه كائن طويل وأشيب، يعرفه الجميع من اللصوص والبغايا إلى الشعراء ورجال الشرطة وهيئات الدفاع عن البيئة!، ولهذا السبب أصبحنا نخشى أن نفتقد خطوات هذا الطويل الأشيب نحو متحف التاريخ الطبيعي حيث كان يدعي أن له صديقاً من الديناصورات يعاني من الوحدة والكآبة وأن له قريباً لاحقه الناس إلى النهر أبان الفتنة التي أشعلها الرعاع فتحول إلى سمكة كبيرة بحجم شارع الرشيد تقريباً كما كان يقول!!
لذا يمكن القول أنه يخشى ظهور السعلاة التي قررت اما الزواج به أو الانتحار، لكن بعض المطلعين لم يعولوا على هذا الأمر كثيراً وقالوا انه كان يدخن سكائر غالية الثمن ويحتسي العرق يومياً وهذا الأمر أثار أيضاً الكثير من التقولات الوضيعة بعض الأحيان والدهشة المقترنة بالاهتمام.
لقد كنا نراقب ظهور عيون إضافية له في جبهته وأصابع إضافية تشبه الأطفال بعمر سبع سنين، لكنه كان ماكراً وهو يحيط تلك الأمور بسرية وكتمان شديد عن الأزقة التي تظهر فيها عقارب سوداء قبيحة تعتقد دائماً أن ظهورها مرتبط بفرصة ظهور بالبراءة، ولكنه كان ينظر إليها بعين مستعارة سوداء جداً، لكي يختفي بعدها منتظراً ولادة طفل آخر، ربما يشبه قنينة العرق له ملامح العقرب القديم!.
كنا نراقبه بحذر يفضح توجساتنا ويخفي عينيه بجدار سميك مدور ثم يبتسم ابتسامة غير معنية بشيء ثم يختفي فجأة، هكذا كان يختفي فجأة بعد افتضاح علاقته بالجن والشياطين والعرق والسعلاة مع أنه مدين لأحد الملائكة بطوق من الزهور وجناح فضي بعد أن أشعل شمعة أحرقت إحدى جناحيه سهواً وتم اعتبار الموضوع في حينها قضاءً وقدراً!.
الحقيقة أنه أتعبنا كثيراً فقد أردنا السطو على قلبه لكي نرى الشارع الذي طوله ثلاثون متراً ولكنه وضع عيوناً زجاجية كثيرة تطلق صافرات إنذار مختلفة وبشعة إلا أن هذا لم يمنعنا طبعاً من رؤية أحشاؤه الأخرى التي وضعنا فيها ألغاماً ومتفجرات تنفجر عندما ينظر يميناً أو شمالاً ولقد أراحنا وأراح نفسه عندما بقى ينظر إلى الأمام فقط مع أننا كنا نقف على جانبيه دائماً.
بالنسبة لي فقد وجدت مفتاحاً صدئاً كنت أفتح فيه أذنه اليمنى لكي أصرخ فيها -أنا هو -ولكنه ينكر بشدة علاقته بالدراويش ويهرب إلى جانب أخر من المقهى لكي يقفل أذنه فاتسلل بهدوء لكي أفتحها وأصرخ فيها -أنا هو -فيغمض عينيه ثم يصمت ويسعل بقوة وهو ينظر إلى باب المقهى هكذا كنت ألاحقه أينما ذهب وأمسح على عيونه الزجاجية وأخفي في جيبه السيد الضفدع الذي قتل في المشاجرة الأخيرة التي راح ضحيتها الكثير من الفئران والصعاليك.
لقد اضطر أخيراً على الاعتراف بأنني كنت ألاحقه وهذا ما جعل أعصابي تهدأ وأكف عن ملاحقته كما يفعل الآخرون وهذا ما جعلني أيضاً أحلم.
Haithamtaib66@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat