صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

ومن الأخلاق ما قتل
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل صحيح أننا نزرع الورد، ونحصد الشوك نشك في ذلك؟

 نحن نزرع الشوك لنحصد الصبار.. وأزمتنا أزمة تربية وأخلاق، لا أزمة خدمات.

أغلب العراقيين يعانون بشكل او بأخر، من أزمة خانقة، في نقل وتعليم مفاهيم التربية، وحب الوطن والمواطنة لأبنائهم، وحتى الطبقة المثقفة، غالبيتها يعاني من هذا الداء.

لو عدنا قليلا الى الوراء، في أحداث التاسع من نيسان، وبعد سقوط النظام، أشترك أغلب المواطنون، بتهديم البنى التحتيه والأقتصادية لبلدهم، من خلال سرقة، كل ما يتاح أمام أعينهم.. فلم يسلم شيء مخفي او منظور من الخراب والسرقة, بل أن ما موجود تحت الأرض تعرض للسرقة، من أثار ومعادن.

 الأغرب من ذلك كله، هو ان قسما من اولئك السراق، أخذ يدخل عالم السياسة ليتصدى لمحاربة الفساد والسراق!

 هنا بدأت المرحلة الثانية.. تربية جيل جديد، من قبل سراق العراق ودولته، فتصور سارقا يريبي،  ويكافح الفساد ويبني جيلا يبني الوطن وهو يعاني نقص في هرمون الأخلاق!

نحن لم نبني شعبا ولم نغرس معاني الحب، والتفاني والأيثار والتخادم، والتعاون وحب الوطن، في نفوس اطفالنا.. بل علمناهم الغش في الإمتحانات، والتحايل في الطرقات، والكذب عندما يطرق الباب سائل عنا.

 الأدهى من ذلك، أننا علمناهم القتل، والذبح والحرق، من خلال وسائل التواصل الأجتماعي,  وكيف لا والمتطرفون استباحوا نصف البلاد، في المرحلة السابقة، ليزرعوا أشواكا قاتلة، في أغلب المحافظات التي أحتلوها.

ماذا نتوقع من حاصل بعد هذا كله؟!

 بكل تأكيد سنغرق، بواقع من أنعدام الخدمات والمشاكل الأجتماعية المريرة, 

اما اذا تنبهنا الى أعادة الحياة، الى هذا الجيل، من خلال غرس مفاهيم الأخلاق الحميدة، والحب والتفاني، وحب الوطن والتخادم والتعاون، فيما بيننا فبكل تأكيد سنحصد أزهارا، تزين ارض العراق.

البلد يعاني من ازمة حقيقية،  تخص  الأخلاق لا الخدمات، والمتظاهرون الذين يطالبون بالخدمات، هم وغيرهم، يتحملون الجزء الأكبر من هذه الأزمة, وساسة البلاد والمتصدين لملف الخدمات، والذين بنوا هذا الجيل، شركاء أساسيون، في الفشل.

 تحت شعار ومن الأخلاق ما قتل. كلنا تشاركنا في ارتكاب الجريمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/21



كتابة تعليق لموضوع : ومن الأخلاق ما قتل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net