صفحة الكاتب : واثق الجابري

 عدالة مفقودة في الإستثمار
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يُعاني المواطن العراقي من إغتراب غائر في أعماق ذاته، لإحساسه أن الحاضر لا يتناسب مع ما تحت أقدامه من خيرات وفي سماءه من مسممات، وفي داخله براكين خارقة قد تثور بأية لحظة، وهي تتطلع الى عالم من نوافذ عدة ويرى التعاظم والتكامل والبناء، بينما هنا تتآكل الأمكانيات وتقص الأطراف، ويتأخر البلدعن مواكبة الأمم، في بناء دولة مدنية حديثة، تضمن رفاهيتها خروجه من حالة التفكك والتمزق والتشرذم والصراعات، التي حولت التنافس في الأداء الى معارك دامية للمكاسب.

إستقرار الوطن يُعيد للمواطن هيبته ومكانته الحقيقية، بالإمكانيات البشرية والمادية وخصوبة التربة وإنبساطها، وفرص آخرى لم تتحقق يمكن أن تكون بديل أفضل.

جزء من حيوية الشعوب غذائها بما تزرع، وإستخدامها لما تصنع، ومن الطبيعي حتى الأغنياء يبحثون عن مدخولات يومية لأن الإستهلاك يومي أيضاً، ومن الغباء إستهلاك الميراث بالعد التنازلي، لإنتظار ميراث غير معلوم وقد يكون وهماً.

تشهد المدن  العراقية منذ سنوات، تطوراً في مراكز التسوق، وربما بناءَ على إعتقاد قياس تقدم الشعوب بأسواقها، على مقارنة أن الدكان بلد فقير، والأسواق لمتوسط والمول بلد متطور، وفي العراق إستحوذت المولات والمطاعم، وقد ملأت بالبضاعة المستوردة والمأكولات الجاهزة، التي أنست العائلة العراقية عراقة موائدها، وما يُباع لا يحتاج سوى شيء من الحرارة، فيما تنتشر مطاعم الأكلات السريعة وتجتذب معظم الشباب والى ساعات متأخرة، وكأنهم بلا عمل في اليوم التالي.

أصبحت محلات التسوق بأضعاف بمئات آلاف أو ملايين أضعاف المزارع والمصانع ومَحال بيع الخضار والفواكه واللحوم العراقية، وصار الفرد يستهلك أكثر ما ينتج، بتوقف 166 معملاً في القطاع العام، ووما يُقارب 40 ألف من القطاع الخاص بين صغير وكبير، فيما الدول التي تؤمن بالإقتصاد الحر والشركات المتعددة الجنسيات، فأنها تتحكم بنوع المنتوج والعرض والطلب، والجهة التي تصدر لها أو تستورد منها، ليلعب الإقتصاد كواحد من أهم أدوات السياسة ورفاهية الشعوب.

واجب الدولة التحكم بنوع الإستثمار، ومنه يمكن التحكم بتحريك اليد العاملة، وعند تحسين إقتصاد بلد ما بفرده ومجتمعه، فيستعيد للدولة هيبتها.

أخذت السياسة العراقية على عاتقها، إتباع سياسة السوق الحر وتنمية رؤوس الأموال الفردية، فيما لم تضع نفسها شريكة أو بديلة او متبادلة، فإعتمدت المشاريع الإستثمارية الإستهلاكية على حساب الإنتاجية، وإذا كان البلد يحتاج مواكبة التطور والإختلاط بالعالم، لكن على أن يكون الإستثمار في المناطق الميتة لإحيائها ولا يقتصر على مراكز المدن المتخمة، وكجزء من التوزيع العادل للثروات والفرص، والبدء بالمناطق أكثر محرومية لمساواتها بالحقوق وهي متفوقة بالواجبات، ويمكن جذب رؤوس الأموال العراقية والمستثمرة الخارجية، وبدل بناء مولاً بكذا مليار، يمكن أن يكون مزرعةً أو مصنع، فتُحيى منطقة وتشتغل أياديها العاطلة، ويُنفس عن بركان يغلي في عمق الأرض والإنسان، وفي الإستثمار عدالة مفقودة على الحكومة مراعاة عدالتها، وبما أن الإحتباس الحراري سبب للإنفجارات البركانية، ففي العراق حرارة عالية طبيعية وحرارة ألم على ضياع الواردات، وهشاشة الإدارة كما في طبقة أرضية قابلة للتفت تحت ضغط حمم تغلي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/04



كتابة تعليق لموضوع :  عدالة مفقودة في الإستثمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net