الشباب وثقافة السلام والسلاح؟
سجاد العسكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سجاد العسكري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد اقترن اسم الشباب بالحداثة والتجديد , والحداثة هي ايجاد انماط تفكير ابداعية متجددة كالشباب , تشمل دائرة التعامل التي توثر بالانسان , فتنمية الشباب وتمكينهم هي التي تنشاء عندهم التفكير البناء والنظرة المستقبلية للشباب , فعن الإمام علي عليه السلام :"وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته" , وفي اغلب الاحيان يتاثر الشباب بالافكار الجديدة المطروحة, بغض النظر عن كونها متطرفة او معتدلة من جهة , ومن جهة اخرى البيئة , والمحيط التي نشاء فيه قد ينمي هذه الافكار او يرفضها , فللشباب الدور الكبير مختلف المجالات , ومنها صنع السلام العالمي واستقرار الشعوب ؛ ذلك لطبيعة الشاب المرنة والروحية المتفائلة ؛ لكن هنالك صراع اخر يظهر على الساحة الشبابية ويصطدم بها , هي طبقة الشيوخ المسيطرة على المشهد السياسي عالميا , ويصل هذا الصراع الى حد لا يقبل كلا بالاخر, فالشيوخ ومن خلال تجاربهم والخبرة المتراكمة , والتي يشوبها الحذر والخوف , لا يرغبون بتكرار اخطاء الماضي - كما يظنون- في افكار الشباب الجديدة , اما الشباب تمتاز افكارهم بالتجديد , ومع توفر مقومات وظروف ما, يكتب لها النجاح, فتكون نقلة مهمة ؛وحتى على مستوى العلاقات هنالك اختلاف بين نظرة الشيوخ والشباب, وتتسم علاقة الشيوخ قد توصف بالحكمة ؛ وانا اقول ليس في كل الاوقات , بل تتصف بالمصحلة او لا تخلوا منها, اما علاقات الشاب فتتسم بالشفافية والمرونة والوفاء والصداقة .., ولتقليل هذا الصراع فنحن بحاجة الى دمج مابين المسارين قاعدة من الخبرة والتجارب + اندفاع وابداع الشباب ؛ ليكون السير وفق المسار صحيح . فنحن بحاجة الى الحوار بدل الجدال, والى السلام بدل السلاح؟!! والشباب هم اكثر من يستطيع صنع الحوار والسلام العالمي , وكيف لا ؟ وهم يمثلون اكثر من نصف سكان العالم !! فرغم التقدم والتطور العلمي والتقني ؛ لكن مازلنا نسمع الدول التي تدعوا الى الحرية , وهي تتكلم بطائفية او عنصرية اللون القومية .. , فمن اين ياتي السلام ؟!! وهي تنمي هذا الخطاب , او تصدر احكام , او عقوبات , حصار.. على شعوب رفضت قرار ما , او رغبتها في امتلاك تقنية علمية ,او مشاريع تنموية اقتصادية , لتجابه بمواجهة عنيفة , واتهامات تصب في سلبها حقها في تطوير , واستثمار طاقتها وفق القانون دولي ؛ ولعلها من اهم مايكرس سياسة الحرب , والسلاح والكراهية بين الحكومات او الشعوب , والتاثير على الراي العام , وبالتالي على الشباب , وايهام الشباب والناس بخلق عدو وهمي يحاول الوصول لهم وقتل مستقبلهم , كما تفعل الدول الكبرى اليوم من تصريحات , وتقوم باعمال تزيد التشنجات, والكراهية لمقاصدهم , ومصالحهم السياسية الضيقة !! فالطبقة الشبابية قادرة على اذابة هذه المخلفات التي يروج لها الاعلام العالمي المزيف؛ ليخدع الشعوب البعيدة عن الاحداث , ويكتفي بما ينقل من فضائيات مدفوعة الثمن . فاول الخطوات لأخذ الشباب دورهم في السلام العالمي واذابة مخلفات السياسة العوراء هي:
• انشاء امم متحدة للشباب ممثلة لجميع دول العالم , وبشكل متكافاء وسعي لاعمام السلام بين الدول والشعوب , والاخذ بقرارته .
• عقد المؤتمرات للشباب من مختلف الدول لتقريب وجهات النظر, وسد الفجوة الوهمية للسياسين .
• التركيز في اشراك الشباب في المراكز الحساسة , والعمل السياسي الهادف لنبذ السلاح والحرب وابدالها بالسلام والحوار العادل.
• رفض السياسات العدوانية ضد الشعوب لغرض مصالح بعض الدول ؛ لكونه يكرس الكراهية , وتعطيل عجلة التقدم والتطور , واقتصارها على البعض دون البعض الاخر.
• انشاء مراكز دراسات , ومنظمات مجتمع مدني, واعلام هادف, خاصة بالشباب , لنشر الحوار والسلام ونبذ الجدال والسلاح , والمطالبة بغلق شركات صنع السلاح ,والتي اسميها شركات (قتل الانسانية).
• العمل على انشاء مجاميع من الشباب في مختلف الدول للاعمال الصالحة والسلام , ونشر فكرالتعايش السلمي في المجتمعات .
• التقريب بين ثقافات الشباب عبر تبادل الزيارات والمعايشة للتعرف على الثقافة الاخرى والاستفادة منها , وتقوية العلاقات عن طريق الانشطة والبرامج الشبابية المشتركة.
كل ماذكرناه يبنى على اساس صنع سلام عالمي بين الشعوب والدول , والذي ينعكس ايجابيا على العلاقات المستقبلية بين الدول بعيدا عن التكبر والتمايز , وينعم بنو البشر بالموارد التي انعم بها , فبعض الشعوب ترمي الفائض من محصول الحنطة او البيض في البحار للحفاظ على اسعاره , وبعض الشعوب تتضور جوعا , وهي تبحث عن فتات بقاية طعام في حاوية النفايات ,او تنتظر موتها ببطء , فاين السبب؟!! الا يمكن الاخذ من البعض الفائض , للبعض الجائع لتحقيق مسمى (الانسانية )؟!! فمن اين ياتي السلام ؟ وشعوب جائعة محاصرة , وقتل فيما بينها , وصناع السلاح تصنع الرصاصة لقتل الانسانية , وتروج للكراهية والعنصرية , ورفع السلاح بدل غصن السلام , والغرض لتبقى تنتج الاسلحة من هذا الترويج ؛ لكسب الاموال من دماء الابرياء , فمتى ما تم هدم شركات السلاح سيعم السلام؟!! والجهود اتركوها على الشباب ؛ لأنهم الامل والطموح والمستقبل والسلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat