صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

أيها السياسيون العراقيون أنتم أمام خيارين لاثالث لهما.
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن أجتماع أربيل ألا حلقة أخرى من حلقات الخيبات المستمرة والمتلاحقة التي عاناها ويعانيها الشعب العراقي المظلوم الذي ابتلاه الله بسياسيين ملأوا صدره قيحا وألما ودما  بنرجسيتم وضيق أفقهم وعدم  مبالاتهم بالأخطار المحدقة  بوطنهم الذي أقسموا على الأخلاص له والدفاع عنه وحمايته من كل خطروأعداء العراق يتربصون به الدوائر فسياسيوا العراق الحاليون  لايرون أكثر من أصابعهم نتيجة تمسكهم بمواقفهم وتكرار مطالبهم  وكأنها  نزلت من السماء و التي حفظها الشعب العراقي عن ظهر  قلب دون أن يمنحوا بارقة أمل واحدة على صعيد الواقع لشعبهم طيلة
 ثمانية أشهر  من السجال الذي مازال  على أشده وبات مثارتعليقات واهتمامات  معظم  وسائل الأعلام في العالم نتيجة ديماغوئية رؤساء الكتل السياسية وأنانيتهم   المفرطة وحبهم للسلطة والمناصب حبا جما حتى أصبحت لديهم أهم من المال والبنين  اللذين ذكرهما الله في  القرآن الكريم  وهذه حقيقة ناصعة كقرص الشمس وأن أنكروها. 
لقد حبس العراقيون أنفاسهم ليروا ماذا سيتمخض عنه أجتماع أربيل الذي احتل مساحات كبرى من الأعلام العراقي وغير العراقي ومن قبل الكتل السياسية التي أصبح همها الوحيد هو أرضاء  الحزبين الكرديين اللذين أصبحا بيضة القبان كما يقولون  وقيادة الحزبين الكرديين تعرفان جيدا   كيف  تتعاملان بذكاء مع هذه الكتل اللاهثة خلف المناصب بأي ثمن على حساب بقية مناطق العراق التي تعاني من أشد حالات الفقر والتعاسة والحرمان والأمراض وانعدام الخدمات والفساد الأداري الرهيب والمتفشي في معظم دوائر الدوله وكأن العراق أنقسم فعليا ألى قسمين قسم  يسعى  على
 جني المزيد من المكاسب ويتطور بسرعة مذهلة في جميع مجالات الحياة الخدمية والعمرانية والصحية باستقطابه الشركات الأستثمارية الكبرى للعمل في معظم مساحة كردستان مستفيدة من حالة الأمان السائدة و نتيجة العقل السياسي الناضج  والذكي الذي يحكم المنطقه وأقول لهم هنيئا من كل قلبي هذا هو عالم اليوم  أنها سياسة المصالح واغتنام الفرص وما زالت الفرص متاحة فلماذا لايستغلونها ؟ وقسم آخر من العراق يعيش حالة مزرية في جميع مجالات الحياة الصحية والخدمية نتيجة صراعات السياسيين التي لاتنتهي والتي فعلت فعلها فانعكست نتائجها السلبية على مناطق
 الوسط والغرب والجنوب واستغل الأرهابيون القتلة هذه الصراعات ليسفكوا المزيد والمزيد من الدماء الطاهره على مدار الساعة في هذه المناطق المحرومة البائسة التي أصبح التخلف والفقر والتعاسة والمرض والحرمان   من علاماتها  المميزة  دون أن تحرك هذه  الظواهر السلبية  غيرة وحمية ووطنية من يدعون كثيرا ولا  يقدمون شيئا أيجابيا ملموسا  لهذه المناطق  .
لقد كان العراقيون ينتظرون من أجتماع أربيل  خطوة أيجابية نحو الأمام باتجاه أنقاذ الوطن من حالة التردي الذي يقيع فيه وبقيت الملايين من الشفاه اليابسة والعيون الزائغة في حيرتها وانتظارها ليوم الفرج الذي بات مجهولا ولا يعلم ألا الله متى سينزل على العراقيين ويتمخض عن تأليف حكومة صالحة مخلصة تنفذ     العراق من حالة التردي المستمرة التي هو فيها. لقد انتهى الاجتماع البروتوكولي والتقطت الكثير من الصور وأعلن السيد مسعود البارزاني بأن الاجتماع الذي دعا أليه في أربيل قد كسر الحاجز النفسي بين السياسيين العراقيين وكأن هؤلاء الذين قارب
  عددهم 45 سياسيا ويتعلق مصير العراق بهم في هذه المرحلة  قد جاء كل واحد منهم من بلد معين ليحلوا مشاكل العالم برمته لامشكلة وطنهم العراق فياللعجب  لقد تمخض الجبل فولد فأرا فماذا تريدون أيها العراقيين أكثر من ذلك ؟ لقد كسر الحاجز النفسي بين السياسيين الذين يتهيأون لقيادة سفينة العراق للسنوات الأربع القادمة بعد ثمانية أشهر من الأتهامات والوعود والصراعات والأجتماعات المتوالية والأبتسامات المتبادلة وكلام الليل يمحوه النهار كل يوم وهكذا  ألا يكفيكم هذا ؟ ولا أدري متى ستنزل الرحمة عليكم أيها العراقيون وكم من الأشهر سيستغرق كسر
 الحاجز الثاني والثالث ربما ثم تتبعها قضية الاتفاق على الوزراء  ولمن ستكون الوزارات السيادية وكيف يتم تقاسم السلطة   والعلم عند كبار القوم  فاصبروا أيها العراقيون ألستم شعب الصبر والمعاناة  ؟ وليسفك الإرهابيون القتلة المزيد والمزيد من  دماءكم فأنها ثمن ديمقراطيتنا الجديدة  العتيدة التي تحتاج ألى عشرات السنين لكي تكون راسخة الكيان ثابتة الأركان !!! 
أيها السياسيون العراقيون كل الدلائل تشير أن الشعب العراقي على وشك الانفجار وفرصتكم الوحيدة الباقية هي اجتماعكم الأخير في عاصمتكم الحبيبة النازفة بغداد بغداد الجرح .. بغداد الإباء .. بغداد التأريخ والحضارة التي تنظر أليكم بعينين حزينتين ملؤهما العتاب المر ولسان حالها يقول كفاكم صراعا .. كفاكم ظلما لشعبكم  كفاكم  تجاهلا للدماء الطاهرة التي تسفك في شوارعي وحاراتي .. كفاكم تجاهلا لصرخات أيتامه..  لنواح أرامله وأمهاته الثكالى وأنين مرضاه.. واستغاثات  شيبه وشبابه . أنا بغداد أم الدنيا .. لماذا لاتحترموا تأريخي وعراقتي وأصالتي  ؟ أنا
 بغداد أمكم الرؤوم لماذا تعرضوا عني وتشٍِرقون وتغربون في هذه العاصمة أو تلك لتحلوا قضايا شعبكم وتؤلفوا حكومتكم  تحت رعاية هذا الملك وهذا الرئيس؟ ألا يكفيكم تلك الأشهر الثمانية التي أطلقتم فيها أطنانا من الكلام في الفضائيات التي لم تكن ألا محض خواء وهباء ؟ الحل أيها السادة لاينبع ألا من قلب أمكم وعاصمتكم الحبيبة بغداد والأمل لاينطلق ألا من عينيها الجميلتين اللتين أصيبتا بحزن عميق نتيجة نهجكم المغلوط  واللامسؤول  فثوبوا ألى رشدكم قبل حدوث الكارثه .فمتى تنتصرون على أنفسكم وتكونوا بمستوى مسؤولية شعبكم ووطنكم العراق الجريح الذي
 أقسمتم على حمايته والتفاني من أجله ضد الأخطار المحدقة به؟ متى تستجمعون شجاعتكم  وتحاسبوا أنفسكم وتقولوا لها كفى لقد طفح الكيل وبلغت القلوب الحناجر وقد مل شعبنا من صراعاتنا العقيمة التي لم تنتج ألا الجراح  والخراب والدمار والفساد والأفساد.وقد قال الشاعر:
وما استعصى على قوم منال- أذا الأقدام كان لهم ركابا
أقدامكم أيها السياسيون العراقيون على الخروج من المأزق الذي وضعتم أنفسكم فيه هو أرقى وأنبل وأشجع أقدام للتكفير عن ذنوبكم وأجحافكم بحق  وطنكم وشعبكم  ولابد  أن  تنقذاهما من هذه الدوامة القاتلة.ولا خير في سياسي عراقي يتخلى عن شجاعته في مداواة جراح شعبه ويستجدي الحلول من عمان أو طهران أو دمشق أو الرياض. أن الحل يكمن في عاصمتكم الحبيبة بغداد ليكون حلا عراقيا مئة بالمئه ولم يعد التباكي على آلام الشعب ومعاناته مجديا لكم في الفضائيات دون أن تقوموا بعمل صادق جدي لإنهاء معاناة شعبكم. ولم يتسع الوقت للمزيد من المماطلة والتسويف والتأجيل
 لتنتظروا مايقوله عبد الله السعودي أو بشار الأسد السوري أو أوباما الأمريكي أو نجاد الإيراني  لترتبوا أوضاعكم ومطاليبكم وفق تصريحاتهم وتستهدوا بما يقولون أو يأمرون خلافا لرغبة الشعب العراقي الذي منحكم القيادة لتصلوا به ألى شاطئ الأمن والأمان بعد هذه المعاناة الطويلة والرهيبة .أنهم يقولون عنكم في الفضائيات المغرضة (أن الجميع يخاف من الجميع ) و(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) فهل ترضون بذلك؟ وهل يرضى شرفكم العراقي وغيرتكم وشهامتكم العراقية بأن تثبتوا صحة قولهم وتقدموه لهم على طبق من ذهب؟والله أن دماء الضحايا لن تغفر لكم  خطيئتكم
 الكبرى أذا تم تأجيل عمل مجلس النواب ألى شعار آخر  وأذا حققتم انتصارا على بعضكم البعض حسب مفهومكم بأبقاء خلافاتكم وتعميقها بالخطب المتشنجة والاتهامات المتبادلة في الأعلام  فأنكم  ستخسرون شعبكم وتفقد آخر حلقة بينكم وبين شعبكم الذي يمكنني أن أصفه بأنه تحول ألى جبل من نار وبركان ينذر من أساء أليه وأن حب السلطة والصراع من أجلها فقط هي أصل الشر الذي سيحرق صاحبه أذا لم يكن السعي ألى السلطة من أجل السلطة والحصول على الأمتيازات فقط  وأذا كانت       كل كتلة سياسية   لاترغب بأن تكون في جانب المعارضة لتنتقد  و ترصد الخطأ   الذي تقع فيه
 السلطة التنفيذية كما  يحدث في دول العالم فليس أمامكم أيها السياسيون العراقيون ألا خيارين لاثالث لهما يوم الخميس القادم فأما أن تكونوا عونا لشعبكم في الخروج بنتيجة ترضي الشعب باختيار رئيس لمجلس النواب ولنائبيه ورئيس للعراق وبذلك تكونوا قد وفيتم بوعدكم ووضعتم قسمكم في موضع الصدق والوفاء لشعبكم وأما أن لاتتحملوا المسؤولية الكبرى  الملقاة  على عواتقكم وتتركوا وطنكم في مهب الريح  يعبث به الإرهابيون والقتلة والعصابات السائبة  ومخابرات الدول التي يهمها بقاء العراق هكذا تمزقه الأجندات الطائفية والعنصرية . لقد قرب يوم الحسم وهو
 يوم الخميس الحادي عشر من شهر تشرين الثاني فأما أن تكونوا بارين بشعبكم وأما أن تخرجوا بخفي حنين وتعرضوا شعبكم لأفدح المخاطر والكلام المعسول لايطهو الجزر بعد اليوم لقد انتزعتم من قوت العراقيين 460 مليون دولاركرواتب لكم وأنتم غائبون عن مكانكم الحقيقي  ولم تقدموا شيئا ألا الوعود الفارغة فلا تجعلوا أعداء العراق يشمتون.   وكل مواطن عراقي شريف في العراق وفي خارج العراق يعلل النفس وبالآمال يرقبها عسى أن تكونوا بمستوى المسؤولية الأخلاقية يوم الخميس القادم. فلا تخيبوا هذه الآمال مرة أخرى  وستكون الخيبة الكبرى لاسامح الله في ذلك اليوم
 أذا خرجتم  بنتيجة عنوانها صفر كما في أجتماع أربيل.  والشعب لايرضى بأنصاف الحلول بعد اليوم  وانتخاب رئيس مؤقت كما يروج له البعض أمر معيب ولا قيمة له بعد هذه المعاناة وأذا كنتم لاتقرأون مقالاتنا فهذا شأنكم  ولكن يمكنني أن أدعي  أن شعبكم اليوم  يخاطبكم بقول الله جل وعلا  (وأوفوا بعهد الله أذا عاهدتم ) (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا ) . أن كل عراقي شريف يحبس أنفاسه ويتمنى من كل قلبه أن  يردد يوم الخميس القادم  قول الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها- فرجت وكنت أظنها لاتفرج وهذا الأمر يفرح قلوبنا ويمنحنا دفقا من الأمل بلأم الجراح العميقة التي يعاني منها وطننا الغالي عراق الأكرمين  وأن غدا  لناظره قريب والله من وراء القصد.
جعفر المهاجر/السويد 
9/11/2010
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/09



كتابة تعليق لموضوع : أيها السياسيون العراقيون أنتم أمام خيارين لاثالث لهما.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net