صفحة الكاتب : واثق الجابري

معارضة بوزن الحكومة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا أحد يستطيع السير بهدوء وسط الضجيج، ولا يمكن التماسك وسط الإنهيار، ومن الصعوبة تشخيص المباديء القويمة وسط المتاجرات، ومن حق المواطن أن لا يثق بأغلب الطبقة السياسية. معظمهم ساستنا، يبحثون عن مجد دون تهيئة المقومات، وجل إعتمادهم على تزعم مفترض مبني على تكثيف ظهور إعلامي، ومناكفة خصوم، ومع دوام الممارسة السياسية يزداد التعلق بالسلطة، بل وصل الإعتقاد على أن بعض العوائل من نسل يتوارث السياسة.

المسؤولية قدرة على إصدار قرار مناسب وقدرة على التنفيذ، والتضحية في سبيل القرار الصائب، بما في ذلك الإستقالة أو الذهاب للمعارضة البناءة، والقيادة معناها مصلحة العامة وإيثار.

التعلق بالسياسة دون مقومات، تأخذ من الشخص أكثر مما تعطيه، وهي فن ممكن وموهبة تحتاج لإبداع، وصقل دائم وعمق شخصية ترتبط بتاريخ، يُحاكي الحاضر ويستثمر تجارب الشعوب، وإلا تعرض التكلس ثم الإندثار والاضمحلال، والمسؤولية قرار قابل للتنفيذ، والتضحية في سبيل القرار الصائب، بما في ذلك الإستقالة والذهاب للمعارضة، وأهم صفات القيادة تقديم مصلحة الآخرين على المصلحة الشخصية.

تعد بعض القوى أن الذهاب للمعارضة كارثة لسببين؛ لطمع بالسلطة وعدم ثقتها بغيرها، وفي الأولى إعتقاد بأهمية مكسب السلطة لما يرافقه من واردات، وقدرة على إستغلالها للتسلط وتمرير ما هو غير مشروع، وهذا ما يبرر القول الشكلي: أن عدم المشاركة خسارة لقوى تعتقد الوطنية والمشروعية بنفسها فحسب، والمعارضة تنصل من المسؤولية في تصورها ويؤدي الى فشل الحكومة، وسماح لقوى تلتئم على أساس التقاسم، لتأخذ زمام الأمر وتهمش الآخر، فيلتحق بركب المشاركة وأن كان شكلاً.

هنالك مطالب شعبية تقابلها طموحات سياسية، منها الشخصي والحزبي، وآخرى ترى الإصلاح ملحاً، وتغيير أساليب إدارة الدولة، إلاّ أن معظم القوى تضع في أولوياتها في مفاوضات تشكيل الحكومة شخصية رئيس مجلس الوزراء والمواقع المهمة، ومستعدة للتنازل للحصول على مآرب تحققها من خلال السلطة، وأن كانت الإتفاقات مرحلية تنفرط بعد تشكيل الحكومة بفترة وجيزة.

تصدم الإصلاحات بطبيعة تقاسم السلطة، ومقاومة مؤسسات تشهد نفوذاً حزبياً، وسيطرة أرباب فساد بحماية مؤسسات حكومية.

تشكيل حكومة لها معارضة بوزنها، سيعيد هيبة الدولة، وتأخذ السلطة موقعها، بوجود توزيع أدوار بين مشاريع لا تتوائم، فتتنافس بين حكومة ومعارضة يمكن أن يكون دورها أهم، لإزاحة اتفاقات جذرت الفساد ووفرت له حماية حزبية ومقايضات، وعدم الإشتراك في منظومة غير منتجة، خير من الإلتحاق بمشاريع يؤطرها الظلام.

وفي تاريخ العراق الحديث بعد 2003م، لم يفرز المجتمع ولا القوى السياسية؛ طبقة سياسية منها الحاكم والمُعارض، والتبادل أشبه باللاسلمي للسلطة، وخلال هذه السنوات تكرست معظم الأفعال السياسية، على السير بعيد عن الواقع المجتمعي، وإفتقد العراقيون هيبة الدولة وقيمة الديموقراطية، التي تعطي للمعارضة وزن بوزن الحكومة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/17



كتابة تعليق لموضوع : معارضة بوزن الحكومة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net