صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

رؤية خاصة لغدير خم
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يهل علينا فجر عيد الغدير, والذي يمثل العيد الاكبر للمسلمين, ففيه اكتمل الدين ونزلت الآية الاخيرة من القران ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) -3- سورة المائدة, بعد ان نصب الرسول الاعظم (ص) الامام علي وصيا وخليفة من بعده في غدير خم, وبنص حديث الغدير الوارد في جميع كتب وصحاح المسلمين على اختلاف مدارسهم الفقهية والفكرية, فالاحتفال بعيد الغدير هو استذكار للقيم السامية والمبادئ الانسانية العظيمة, ودعوة الامة للعمل بسيرة النبي ووصيه وليس مجرد احتفال لتبادل التهاني, بل هو دعوة للانطلاق كي يصبح الانسان حرا, من قيود الكذب والنفاق والرذيلة, فالإنسان الحر هو من كان بسلوكه محمدي علوي.

ويمكن لنا ان ننظر للغدير من زوايا متعدة كلها تعطينا ثمار عظيمة, ومن هذه الزوايا المهمة:

 

اولا: من زاوية تاريخية

نقرأه بان حدث تاريخي حصل قبل اكثر من الف واربعمائة سنة, بعد رجوع النبي (ص) من حجة الوداع في مكان يدعى بغدير خم, وهو مكان مفترق الطرق المؤدي الى المدينة المنورة والعراق والشام ومصر, وبالتحديد في اليوم الثامن عشر من ذي حجة, وكان حاضرا اكثر من مائة الف مسلم بحسب الروايات التي ذكرت في الصحاح, قبل ان يتفرقوا نحو مدنهم, حيث طلب النبي الخاتم من التجمع لأمر هام حتى من تقم طلب الرسول الخاتم ان يستدعوه, ومن تأخر طلب ان يستعجلوه للحضور, وهذا يدلل على اهمية الامر الذي يريد ان يفصح الرسول عنه.

وحديث الغدير يبدأ بتساؤل مهم من قبل الرسول الاعظم (ص) حيث يخاطب الجمع الغفير في غدير خم مخاطبا: " ألست اولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى." حيث دل السؤال بأسلوب تقرير الحال, على بالغ الاهتمام, مع اهتمامه للإفصاح عن ما في الصدور لان الموقف كان حاسما, ثم تقول الرواية:" وقد اخذ بضبعي الامام علي فرفعهما حتى رئي بياض ابطيهما وقال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله".

فالكلام واضح لا يحتاج للشرح والتفسير, فهو يوم تنصيب الامام علي (ع) بشكل رسمي اماما للامة وخليفة للرسول الاعظم (ص), وقد بايع كل من الجمع حضر من المسلمين الامام علي (ع), كما تواتر الحديث ومن كل الفرق الاسلامية.

وهكذا نزلت الآية تتحدث عن اكمال الدين, وتربطه بإعلان البيعة من قبل المسلمين للأمام علي (ع).

ثانيا: من زاوية فكرية

يمكن التذكير ببعض الآيات التي تضع قواعد اساسية للمسلمين ومنها: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ"-24- الانفال. فعلى كل من يؤمن بالرسول محمد (ص) ان يلتزم بهذا النص, والا عد مخالف للآيات القرآنية التي تدعو المسلمين لطاعة اوامر الرسول, فالذي يعصي اوامر الله ورسوله بشكل متعمد تصور معي اين ادخل نفسه.

هنالك الكثير من الآيات القرآنية التي لو طبقتها على قصة غدير خم, تكتشف امرا عظيم, ومنها الآية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " -59- سورة النساء.

فهنا امر اللهي بطاعة وربطت بين الطاعة وبين الايمان بالله ويوم القيامة, فبعد ان ربط الايمان بالطاعة, عندها يمكن القول بان العاصي لأمر الله ورسوله هو برتبة الكفر بالله وبيوم القيامة! فلا تنسجم الطاعة مع عصيان الله ورسوله.

فهذه دروس ومنهج من يوم الغدير للامة الاسلامية كي تستفيد من اكمال الدين, ولا تجعله منقوصا فالولاية هي شرط الاكتمال.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/30



كتابة تعليق لموضوع : رؤية خاصة لغدير خم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net