صفحة الكاتب : حسين فرحان

جحا والحصى والبرلمان العراقي ..
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على رأس كل أربع سنوات تطل علينا حليمة بأشكالياتها الحديثة والقديمة حال تشكيل الكتلة الاكبر التي سيتمخض فيها الجبل عن ذلك الكائن اللطيف المكلف برئاسة الوزراء ، فيختلف القوم ويتنازعون وكأن نزاعهم ضارب في القدم متأصلة فيه روح المسؤولية والحرص وأنه حقيقة التفاني التي لاتشوبها شائبة المحاصصة وانه في خلو من حيلة اصطناع المنافسة أوادعاء الذوبان في الحرص والوطنية ولا لوم على هؤلاء المتخاصمين في خصامهم فأن في الخصومة وادعائها خراج يجبى ومليارات تدر .
كل شيء أصبح واضحا لهذا المواطن الذي فتح عينيه في التيزاب واللبن والظلام ودخان الحروب ، فلم يعد غافلا ولا نائما ولا ساذجا ، وربما تظاهر بالغفلة والسذاجة لدواع واغراض فرضتها عليه متطلبات المصلحة الشخصية ولو بشكل مؤقت أو شغلته عن البوح بنقمته لقمة العيش لكنه بالمحصلة النهائية مواطن فطن ومتيقظ وعارف بالحيل السياسية والحزبية التي اصبحت كأغنية تراثية قديمة مل الاستماع إليها .
في أول جلسة لهم وبأدارة أكبرهم سنا أقسموا كعادة أسلافهم على ما أقسموا عليه ولاشأن لنا بما أقسموا عليه حيث أن حنث اليمين وارد بحكم التجربة ونقض العهود أمر قد أصبح من المسلمات ، ثم أظهروا خلافهم حول تسمية الكتلة الاكبر ولكن هذه المرة بخلاف جديد هو ( هل أن الكتلة الاكبر تتشكل بتواقيع الاعضاء ام بتواقيع رؤساء الكتل ؟ ) .
رفعت الجلسة وأوكل امر النزاع للمحكمة الاتحادية والقضية بحسب التوقيتات تستغرق من سبعة الى عشرة أيام .
ولسنا ندري هل سيكون الحساب بحسب تواقيع رؤساء الكتل ام بحسب تواقيع النواب فيها ؟ وكم سيكون عددهم لو طبقت إحدى الآليات ؟ وهل أن هذه الآليات هي من العرف ام من القانون ؟ وهل ستكفي الايام السبعة أو العشرة ؟ فالعيد الذي سيثبته هلال المحكمة الاتحادية ربما سيكون كالعيد الذي أثبته جحا لقومه حين اختلفوا بحساب أيام شهر الصيام  ورأى اختلاف الناس في كل عام حوله فارتأى أن يضع في جرة يملكها حصاة واحدة عن كل يوم يصومه ولابأس بها كفكرة مضى بالعمل بها موقنا بأن الحصى في مأمن من الزيادة أو النقصان ولم يكن في حساباته أن طفلته ستقلده وتضع ماتشاء من الحصى في جرته ليصبح العدد مئة وعشرون فقسمها الى نصفين مخافة ان لا يصدقه الناس ليعلن في نهاية الشهر وهو الواثق من حكمته وحصاه وجرته أن اليوم هو الستون من شهر رمضان وعلى الناس أن يصدقوا فلا بد لهم من عيد .
أن حصى البرلمانيين أصبحت اليوم في جرة المحكمة الاتحادية وعلينا انتظار الإعلان عن الكتلة الاكبر فلابد لنا من عيد نفطر به  .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/03



كتابة تعليق لموضوع : جحا والحصى والبرلمان العراقي ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net