صفحة الكاتب : ابراهيم الأنصاري

توبة الحر
ابراهيم الأنصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"إِلَهِی أَلْبَسَتْنِی الْخَطَایَا ثَوْبَ مَذَلَّتِی وَ جَلَّلَنِی التَّبَاعُدُ مِنْكَ لِبَاسَ مَسْكَنَتِی وَ أَمَاتَ قَلْبِی عَظِیمُ جِنَایَتِی"

و هل هناك ذنب أعظم من الوقوف في وجه سيد شباب أهل الجنّة ، فالقلب قد مات تماما (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ...)(الأنعام/122). (فاحینی بتوبه منك) اللهم اغفر ذنوبنا (فَبِعِزَّتِكَ لا اَجِدُ لِذُنُوبی غافِرا)(فَوَا أَسَفَا مِنْ خَجْلَتِی وَ افْتِضَاحِی) قد أرعبت أطفال الحسين و بنات رسو الله فيا لها من جريمة ! ( إِلَهِی إِنْ كَانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً وَ عِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِینَ) أنا نادم مخطئ آسف . الهی العفو ....الهی العفو .

ابتعد عن الجيش أمرغ جسمه ووجهه بالتراب ولم لا ؟ وهذا هو الإمام الحسين عليه السلام فلذة كبد أبي تراب فلا ضير أن أكون ترابياً ! خلعَ نعليه و جعلها معلقّة في عنقه، و لم لا والله يخاطب موسى (فَاخْلَعْ نَعْلَیْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) فما بال الحرّ لا يخلع نعليه ، هذا هو قمّة الحياء و الأدب ، جاء نحو الإمام عليه السلام نادماً (هَلْ یَرْجِعُ العَبْدُ الآبِقُ إلاّ إلی مَوْلاهُ) مجرّد ما رأى الإمام عليه السلام جعل يبكي بكاء شديداً و هو يسال إمامه (هل لی من توبـه؟!) فقال له الإمام الحسين (ارفع رأسك) فمن التجأ إلى بيتنا بيتِ النبوة و الرسالة فهو مرفوع الرأس ، فكلّ من يرى في نفسه العزّة و الرفعة له أن يرفع صوته (يا حسين).

فاستاذن ولكن :

كربلاء بدأت بزينب ، وهي التّي تمثّل أمّها فاطمة بل هي حلقة وصل بين الأم وبين الناس فهل هناك أمرٌ ذو بال يختتم بخير من دون أن تشرفَ عيليه قرة عين الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام.

فلا بد إذن أن يقصد زينب ويستاذن منها ، فتوجه نحو الخيام ، آه يا حرّ كم أنت مؤدّب ! أفديك يا نموذج الحياء ! بنو هاشم كلّهم أحياء و أنت تريد القتال !

ليتك كنت حيّاً في تلك الساعة التي كان أطفال الحسين يفرّون من خيمة إلى خيمة ليس هناك من محامٍ و معين و بنو هاشم جميعاً مضرّجين كالأضاحي و عمر بن سعد ينادي ( من ينتدب للحسين ويُوطئه فرسه فانتدب عشرة فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضَّوا ظهره وصدره) ثم نادى اللعين أحرقوا خيام الظالمين!! فأضرمت النيران في الخيام.. فجاءت الحوراء زينب إلى الإمام زين العابدين عليه السلام وهي تقول: يا بقيّة الماضين، وثمال الباقين، أضرموا النار في مضاربنا؟! قال: (عمّة) عليكن بالفرار!! ففررن بنات رسول الله صائحات باكيات نادبات.. وا إماماه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم الأنصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/12



كتابة تعليق لموضوع : توبة الحر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net