صفحة الكاتب : د . سعد الحداد

خطباء حلّيّون ( الحلقة الثانية) محمَّد القَيّم الحلّيّ
د . سعد الحداد


الشَّيخ أَبو الحسن محمَّد بن يوسف بن ابراهيم بن اسماعيل بن سليمان بن عبد المهدي الشهير بـ(القَيّم الحلّيّ)
ولد في الحلّة سنة1217ه/1802م.
كان من مشاهير خطباء الحلّة المنبريين في عصره ، تخرَّج على يديه الأَديبان الشهيران المُلَّا عباس المعروف بابن قوزي البغداديّ المتوفى في البصرة والمدفون فيها سنة 1332ه , والثاني صهره السيد عباس الموسويّ البغداديّ. وخلّف ولداً أَحيا ذكره وشهرته هو الشاعر والخطيب الفحل الشَّيخ حسن القَيّم الحلّيّ.
سكن بغداد رغبة من أَهاليها فيه، فصار له شأَن فيها, وذاع صيته, وكان يتردد على موطنه الاصلي الحلّة حيث كانت عائلته تتولى سدانة مقام الغَيبَة في الحلّة.
وهو شاعر نظم في عدد من أغراض الشعر ، كالرثاء، والمديح، وله مقطوعات تشطير لعدد من قصائد معاصريه، التزمت قصائده العروض الخليلي، ولم تخرج عن نطاق مفهوم الشعر السائد في زمنه. وله مجموعة شعريَّة مفقودة.
ذكره السيد حيدر الحلّيّ في كتابه(دُمية القصر) وأَورد له مجموعة من أَشعاره، ومنها قوله في رثاء الحاج مهدي كُبَّة المتوفى سنة 1271هـ:
أَدَرى الزمانُ لأيّ عضبٍ كهَّما
 
أم أيّ لدنٍ للعُلا قد حطّما؟
  
أم أيّ عرشٍ للعُلا قد ثَلّه
 
أم أيّ ركنٍ للمعالي هدّما؟
  
أم أيّ عين للكرام أذالها؟
 
أم أيّ قلبٍ للمكارم كلَّما؟
  
ويحًا له أَدَرى الفتى المهديَّ مَن
 
عُمُدَ الهدَى والفضلِ قِدْمًا قوّما
  
بالرغم مني قد قضى القرمُ الذي
 
لا زال آنافَ الحواسد مُرغِما
  
يا راحلاً أورى بقلبي جذوةً
 
جرّعْتَني كأسَ النوائبِ عَلقما
  
قد قُوّض العيشَ الهنيَّ بفقده
 
والهمُّ ما بين الجوانح خيّما
  
ذهب الذي قد كان وَكْفُ أكفِّه
 
للوافدينَ كأنه بحرٌ طمَى
  
حاز المكارمَ عن أَبيه أَبي العُلا
 
مَنْ قد سما بالفخر عيّوقَ السما
  
يا أيها الشهم الذي في حلمه
 
وحِجاه وازن يَذْبُلاً ويَلَمْلُما
  
صبرًا أبا الندبِ الرضا إنَّ الذي
 
أشجاك أمسَى في الجِنان منعَّما
  
فلك السلوُّ بنجله الهادي الذي
 
فخرًا على أقرانه طرّاً سما
  

صبرًا جميلاً آلَ بيتِ المصطفى
 
فيمن له المجد الأثيل قد انتمى
  
لا زال رضوان الإله يحفُّه
 
ما انهلَّ صوبُ المزن أو قَطْرٌ هَمَى
  
وقال مشطراً أبيات الشاعر عباس المُلَّا علي البغداديّ:
أبا جعفرٍ شوقي إليك أقلُّه
 
أذابَ فؤادي لوعةً وتوقُّدا
  
وإنَّ بعادي عن علاك أخا العُلا
 
وعينيك لم يُبْقِ لقلبي تجلُّدا
  
على أنني عن شكر فضلك عاجز
 
وما انفك جيدي في نداك مقلَّدا
  
فلم أكُ في حمدٍ لنَعْماكَ موفيًا
 
ولو كنت عمرَ الدهر فيها مخلَّدا
  
فلا زلتَ يا غوثَ الورى ملجأً لهم
 
وحصنًا منيعًا للصريخ مشيَّدا
  
ويا دمْتَ غيثًا للعُفاة ولم تزل
 
مِنَ الدَّهر تحميهم إذا جارَ واعتدى
  
توفي في الحلّة في الخامس من رجب سنة 1293هـ/1876م، ودفن في النجف الأَشرف.

من مصادر دراسته:
البابليات 2/105،شعراء الحلّة 4/416، حلة بابل 3/181, معجم خطباء الحلّة الفيحاء (خ) للكاتب.
د. سعد الحداد 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . سعد الحداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/17



كتابة تعليق لموضوع : خطباء حلّيّون ( الحلقة الثانية) محمَّد القَيّم الحلّيّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net