صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

أقلام مأجورة تقلب الصورة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    يعيش العراق؛ مخاضات تشكيل الحكومة الجديدة، وتصارع الكتل السياسية فيما بينها للظفر بها، وقيادة البلاد لأربع سنوات قادمة، حيث أخذ هذا الصراع إتجاهات متعددة.

    بعض من الكيانات إصطف قوميا كالكتل الكردية، والأخرى مذهبيا كالكتل السنية، بينما الكتل الشيعية إنقسمت الى فريقين، يتصارعان فيما بينهما على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وأخذ الصراع بينهما طابعا مختلفا عن السنوات السابقة، وصل الى الإستقواء بالخارج، واتهامات بالعمالة والتخوين، وتولت أقلام مأجورة تأجيج الصراع، والتشويش على المواطن العراقي.

   هذه الأقلام التي تصدت لبث إشاعات الفرقة والتناحر، والترويج للفاسدين الذين يدفعون الورق الأخضر، وأغمضت عينها عن الفشل والفساد، ونهب ثروات البلاد، وراحت تروج للقائد الضرورة، محاولة إيهام الناس بوجود بطل مذهبي جديد، يسقي العطشى ويشبع الجوعى ويكسي العرايا، تحاول أن تبشر بولاية جديدة للفاشلين، وتسوق هزيمته وخذلانه على أنه نصر، ناسية أو متناسية أن الجماهير لم تنسى، سنوات الفساد والفشل والخوف والإرهاب.

    فيما ذهب بعضهم لاتهام أطراف مهمة في العملية السياسية، بأنها تتبع محور الغرب، وأنها جزء من المشروع الأمريكي - السعودي في العراق، الهادف الى معاداة إيران وإبعادها عن الساحة العراقية، وأن هذه الجهات السياسية ضد الحشد الشعبي وتهدف الى القضاء عليه، وغيرها من الفبركات والأكاذيب، لكن هذه الأقلام جف حبرها وتوقفت عن الكتابة، حين رأت من تؤيدهم وتدعمهم يجلسون مع السفير الأمريكي، رغم أنها كانت تروج لهم، بأنهم مشروع المقاومة ضد الوجود الأمريكي في العراق.

   بينما البعض من أصحاب الأقلام الزائفة، تتصدى لأي شخصية يظهر إسمها في الإعلام، على إنها مرشحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء، فيأخذ بالقدح فيها وإتهامها بشتى الأتهامات، ويكتب فيها جميع العبارات التي تنتقص منها، خوفا من ضياع ملك الري من صاحبه الذي سيجن لفقده الولاية والحكم، فهذه المرة تغيرت المعادلة السياسية ولن تنفع أي حيلة.

   لقد خبر العراقيون خلال السنين الماضية، جميع الكتل والاحزاب السياسية، وعرفوا إتجاهاتها والى أي جهة تميل إقليميا ودوليا، بل إن بعض الجهات السياسية ما عادت تستحي من إعلان ولائها، يعينها في ذلك الجماهير التي إنتخبتها، فما عاد غريبا أن نرى تدخلا إقليميا ودوليا في الشأن العراقي، تبعا لتلك الجهات السياسية، وما عادت يجدي سيل الإتهامات والتراشق الإعلامي الزائف.

  أما الكيانات والشخصيات السياسية الوطنية، فقد أصبح البحث عنها أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، ورغم وجودها إلا إن الأقلام المأجورة قلبت الصورة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/23



كتابة تعليق لموضوع : أقلام مأجورة تقلب الصورة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net