صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عام دراسي جديد فتح أبوابه لاستقبال الطلبة بمختلف مراحلهم الدراسية بأعداد تجاوزت العشرة ملايين طالب، في ظروف دراسية لم تختلف عن الأعوام السابقة رغم زوال غيمة الإرهاب وتحسن الوضع الأمني في مختلف مناطق العراق.

رغم تضاعف أعداد الطلبة، مازالت المدارس هي نفسها، لم تشهد تحسنا على المستوى الأفقي أو العمودي، وكأن الأمر مقصود!، فلم نشهد زيادة تذكر في أعداد المدارس، لاستيعاب الأعداد الجديدة، ولم نر تحسنا في بناها التحتية، فبعضها آيل للسقوط، يهدد حياة الطلبة، وبعضها أصبح متهالكا لا يحتوي حتى على مرافق صحية.

المناهج الدراسية تتغير كل عام دراسي، وعليه يحتاج الأمر الى عقود جديدة لطبع الكتب، أغلبها يطبع في الخارج بصفقات بعضها مشبوهةّ!،أصبح واضحا أن القصد منها ليس تحسين الواقع التربوي للطلبة، الذين تصلهم هذه الكتب بعد منتصف العام الدراسي.

فوضى في التوزيع ونقص في الملاكات التدريسية، عند بداية كل عام دراسي، وبعض المدارس تبقى تعاني من نقص الملاكات التدريسية على مدى عام كامل، بسبب سوء التوزيع، لينتهي العام ولم يفتح الطالب أوراق تلك المادة الدراسية، ولا تفتح أبواب التعيينات لكوادر جديدة، إلا بعد إنقضاء نصف العام الدراسي، وهذا ما تعودت عليه وزارة التربية منذ سنين.

أصبح في معظم المدارس دوام ثلاثي بعد إن كان مزدوجا! أي أصبح في كل بناية ثلاث مدارس، تصل إعدادها أحيانا الى الألف طالب إ، حيث تجد في كل صف منها أعدادا تتجاوز الستين طالبا، وكأنهم دجاج في قفص!، يفترشون الأرض بعد أن عجزت الوزارة عن توفير المقاعد اللازمة.

رغم الجهد الذي يبذل من الهيئات التدريسية في التعامل مع حشود الطلبة، وسط فوضى عارمة، وأنظمة غائبة وإدارة إرتجالية، من قبل المديريات العامة التابعة للوزارة، بعضها خاضع للأمزجة والتدخلات السياسية في الواقع التعليمي، إلا إن بعضهم هؤلاء التدريسيين لا يستحق أن يكون مربيا، فقد إفتقد لأبسط مقومات المهنة، ولم يخضع لدورات تطويرية، بل هو غير قادر على تدريس المادة، ناهيك عن إنشغاله بأعماله الخاصة بعيدا عن مهنة التدريس.

شهدت الأعوام الماضية، حوادث إعتداء على الهيئات التدريسية يندى لها الجبين، بعضها وصل الى حالات القتل، وبعضها أدى الى إغلاق المدارس، بسبب تحولها الى ساحة صراع عشائري أو شخصي مع أولياء أمور الطلبة، لغياب القوانين التي تحمي المؤسسة التعليمية.

كنا نتمنى أن يكون عاما دراسيا مختلفا، ولكن يبدو أنه كسابقاته من الأعوام الماضية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/02



كتابة تعليق لموضوع : كل الأعوام تختلف إلا في العراق متشابهة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net