صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

المالكي ... الفتنة الكبرى
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لعل من اروع ما قرات للمفكر الاسلامي الكبير الشيخ مرتضى المطهري عبارة وردت في اغلب الظن ضمن كتابه "الجذب والدفع عند علي - جاذبه ودافعه علي" وهو سِفرٌ جدير بالتدبر والدراسة وليس القراءة العابرة فقط. يقول المطهري - رحمه الله - لدى تناوله ارهاصات معركة الجمل ما معناه انه في ذلك الوقت لم يكن من السهل على المسلمين ،كما هو اليوم، ان تحسم خيارك لصالح طرف على حساب طرف وان الابتلاء كان عسيرا لا يجتازه الا ذوو البصيرة . فانت لو اخترت عليا لاستلزم ذلك ان تقف في مواجهة طابور طويل من الصحابة والقراء والحفاظ بينهم طلحة والزبير تقودهم ام المؤمنين عائشة ، وقد خاضت هذه الجبهة حربا اعلامية واسعة للتاليب على علي ليس من السهل تفنيدها آنذاك. وانت ان وقفت الى جانب اصحاب الجمل فعليك ان تواجه خليفة شرعيا هو اول من انتُخب بدون شروط ولا ضغوط ، وقد ورد في فضله عن الرسول "ص" احاديث صحيحة هي اكثر مما ورد في مجموع الاحاديث التي وردت في الصحابة الاجلاء . ولكي اغلق الباب مقدما، فانني هنا لا اشبه شخصا بشخص ، لانني على يقين من امري بان عليا لا يفوقه الا محمد ، ومحمد عندي افضل خلق الله طرا ، وان عليا لا يدانيه بشر من العالمين، مع اجلالي لكل من يحمل رايا مخالفا شرط ان يكون قد كوّن رايه بنفسه عن قناعة تامة ،لاعن ارث ولا عن مصلحة . ما اراه اليوم من حالة استقطاب وشد وجذب هي نسخة مشابهة للمعارك التي خاضها الامام علي "ع" في زمانه مضطرا لا خائفا ولا وجلا. ولانه فتى الفتيان علي بن ابي طالب الذي يدور معه الحق حيث دار فانه انتصر بها جميعا ، وقد خاب من افترى واعتبر مكيدة اهل الشام برفع المصاحف هزيمة لعلي . ولا استطيع تفسير تلك الفرية الا ان البعض ممن اذلهم الله ببغض ابي الحسن علي راحوا يفتشون له عن مثلبة يلصقونها به ، فالبعض نسب الكفر لابيه حيث لم يجد شيئا يعيب فيه على علي ، والاخر نسب له الهزيمة في معركة صفين وهيهات ، كيف تعرف الهزيمة طريقا لذي الفقار. اليوم نشهد معركة اعلامية تتصاعد معها رائحة البارود احيانا ، مشابهة للتي سبقت حرب الجمل وصفين من حيث التجييش والتاليب . والمشكلة هي ذات المشكلة، ثمة من يرى القيادة ملكا عضوضا خصها الله به وذريته منذ آدم عليه السلام ، وفئة تعتبر هذا الامر من مخلفات الماضي الغابر، وان القيادة الارثية اكل الدهر عليها وشرب ولا عودة لها مهما بلغ التاليب والتجييش ومهما بلغت التضحيات. اكاد اجزم ان هذه الفئة التي تعيش باحلام التاريخ السفياني المقيت لو اتيتها بالف دليل ودليل على ضلالتها لما تغير موقفها قيد انملة لان الحق ليس مطلبها الرئيس . حصل هذا عندما كانت تتردد النبوءة المحمدية الشريفة حول الشهيد عمار بن ياسر " الذي تقتله الفئة الباغية" فكان ياتيك الجواب ان عليا قتل عمارا حيث زج به في قتال اهل الشام . وياتي جواب علي الخالد : اذن نحن قتلنا حمزة عندما استشهد في معركة احد " . هذه الفئة تعرض عليها اعترافات مجرمين لا تقبل الشك فيقال انها انتُزعت بالقوة . وتُريهم امر القضاء فيتهمون الدولة الصفوية باصدار الامر القضائي ، وتعرض عليها الوثائق الدامغة فتقول ان عبد الله بن سبأ دبرها في ليل مستفيدا من الماسح الضوئي وتقنية الفتوشوب . وليت شعري ماهو ردهم على القنبلة التي فجرها خلف العليان ومن بعده سلام الزوبعي وكلاهما من اعمدة المناوئين للمالكي . فقد كشف هذان الشجاعان اللذان ضاق صدراهما بما تحملا من كبت الحقيقة ما لو تفوه بجزء منه احد انصار ابي اسراء لنسبوا اقواله لقائد قوة القدس الايرانية قاسم سليماني . وانا على ثقة بان القادم من الايام سيكشف الكثير من الحقائق والعورات على السنة امثال العليان والزوبعي لان الحق اولى ان يتبع ومن ضاق به العدل فان الجور عليه اضيق . مع الابتعاد عن تاثيرات الدولة الاموية الفاسدة ، وبعد مرور اكثر من عشرة قرون على ذلك الارث السفياني الاسود لدولة بني مروان ، بدات الاصوات ، هنا وهناك ، ترتفع صادحة بحق علي بن ابي طالب في معاركه الحقة ضد الناكثين والقاسطين والمارقين وهذا غيض من فيض ، واول الغيث قطر ثم ينهمر. من يدري فلعلنا سنحتاج الى الف سنة اخرى ليتبين الخيط الابيض لعور ذوي عقول متحجرة ، فيعوا ما قاله الرئيس جلال طالباني بحق صالح المطلك وامثاله " انت في النهار معنا وفي الليل ضدنا " . ولا اشك في ان ثمة من سينبري لتفسير هذا الحديث الطالباني البليغ لنا فيقول : ان الرئيس يعني به ان صالحا  المطلك كان يقضي الليل قياما وقعودا وعلى جنوبه وعلى شمائله متهجدا لله ، وليس بعيدا ان يصدق بهذا التفسير رهط من الرعاع اجلكم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/31



كتابة تعليق لموضوع : المالكي ... الفتنة الكبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net