صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

لعن الله الفيس كم أظهرَ من نكرات!
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هو طالبُ حوزة,
ولكن ليس له من نصرة الدين حظ,
تعلَّم العلوم الآلية, ولم يتعلَّم حبَّ آل محمدٍ – عليهم السَّلام – وليس لقلبه من أفراحهِم وأحزانهِم نصيب.
المهم أن يكتب منشوراً هنا في نقد شعيرة, وآخر هناك في هدم مناسبة, وإذا خرجت من قلم أحدِهم – ممن لا تربطه معه وشيجة – كلمةٌ ضدَّ المذهب أقام عليه الدنيا ولم يقعدها, وإذا خرجت هذه الكلمة نفسها من فمِ ممن تربطه معه صلة أغمض عين النقد عنها.
يا صاح , إذا أردتَ أن تعرف أن ما تكتبه لله أم للايكات اسأل نفسك: لو قام بهذا الفعل الشخص نفسه الذي تربطك به علاقة عملٍ فهل ستنتقده أم يحجمك عن نقده المال, أو من يجمعك معه رباط جوارٍ أتراك تزيف قوله أم يمنعك من عظته الحياء؟
بالأمس ذكرتُ شيئاً عن عيد فرحة الزهراء عليها السلام, فغضب قومٌ وشنَّع آخرون, بعضُهم دخل بزيِّ مسكينٍ للاستفادة فتساءل عن معنى لغويٍّ طلباً للإفادة – على حدِّ تعبيره – فلم يستحِ من الكذب, ولم يقل إنه جاء مناقشاً مجادلا, ولمَّا ذكرتُ له شيئاً من ذلك أخذَ في النقاش والجدال, وهو يخلط بين عوالم اللفظ في الوضع والاستعمال, والحقيقة والمجاز, ويرى أنَّ معاجم اللغة حجةً على الزهراء عليها السلام وليست الزهراء عليها السلام حجةً عليها.
وآخر يزعم أن هذا امرٌ عقائدي فكيف يثبت بروايةٍ ضعيفة! وهل الغسل أمرٌ عقائديٌّ؟ أم مهاداة الاخوان؟ أم خلع السواد أم غير ذلك؟
على أنه حمل على جميع العقائد حملة رجلٍ واحدٍ, غافلاً أو متغافلاً عن ان بعض القضايا العقائدية تثبت بدليل لا يثبت بها بعض القضايا العقائدية الأخرى فليس الدليل على وجود الله تعالى وإثبات صفاته على وزان الدليل للإيمان بتفاصيل ما بعد الموت من منازل الآخرة.
وموت اللعين ليس أمراً عقائدياً بل هو قضيةٌ تاريخية ترتبت عليه ببركة هذه الرواية أمورٌ من قبيل لبس الجديد من الثياب وإطعام المؤمنين وغير ذلك.
وإذا لم تثبت عندك هذه الرواية, ولا قاعدة التسامح في أدلة السنن, ولا الاحتفال برجاء المطلوبية, فأنتَ في سعةٍ من كلِّ ذلك يا محروم, ولكن لِم تعمل معولَك في الهدم, وتضرب فأسك في البناء؟
ألستَ تدري يا طالب الحوزة أنّه لا يسعك ردّ الرواية؟ وإن كُنتَ في سعةٍ من العمل بها؟ 
عن سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جُعِلتُ فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه! قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : أليس عني يحدثكم ؟ قال : قلت : بلى . قال : فيقول لليل : إنه نهار ، وللنهار : إنه ليل ؟ قال : فقلت له : لا . قال : فقال : رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا.
والرواية صريحةٌ في أنَّه لا يحق لك ردَّ الرواية إن لم يستوعبها عقلك الصغير, فإنَّ حديثهم صعبٌ مستصعبٌ لا يحتمله إلا ملكٌ مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان؛ لذلك اختلف إيمانُ سلمان عن ايمان ابي ذر درجة؛ لأنَّ مدار الايمان على فهم أحاديثهم والتفقه فيها, ولكن ما تصنع بضعاف القلوب والعقول؟ فإنَّ الحماقة أعيت من يداويها؛ لذلك كان أشدّ الناس بلاءً على الانبياء والمرسلين هم الحمقى.
نعم, ذلك مشروطٌ بأن لا تُصادم بديهيات العقل وهو المشار اليه بقوله عليه السلام (فيقول لليل : إنه نهار ، وللنهار : إنه ليل)؟ وهو كما لو وردَت رواية أن الله تعالى جسمٌ ينزل من السماء ليلة الجمعة على حمار, فليس لك أن تُصدِّق بها لأن العقل قاضٍ بأنَّ الله تعالى ليس بجسم.
وهل في الرواية التي صارت مستنداً لهذا العيد شيءٌ من ذلك؟ من مصادمة عقلٍ أو معارضة روايةٍ أخرى بحيث لا يمكن الجمع بينهما؟
قسماً بالله إني أخشى على هؤلاء أن تكون عاقبتهم مثل عاقبة كمال الحيدري وحسين المؤيد الذي خرج أول امسِ على قناة صفا وهو يصلي الصلاة البتراء, وفي مضمون بعض الروايات أن الامام الكاظم عليه السلام – على ما اظن – سمع بعضهم يصلي الصلاة البتراء فقال له عليه السلام لِم سلبتنا حقنا؟ – الرواية بالمضمون, ومن مقدمات سلب الحق أمثال هذه السفاسف والسخافات,
إذا أنت شككتَ بهذه الشعيرة,
وذاك بتلك المناسبة,
وثالثٌ بهذا القبر,
وأنتم لم تصلوا بعد الى طول اصبعكم السبَّابة في القامة العلمية, فكم من بناءٍ ستهدموه لو ازدادت اللايكات والاعجابات؟
لعن الله الفيس كم أظهرَ من نكرات!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/20



كتابة تعليق لموضوع : لعن الله الفيس كم أظهرَ من نكرات!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net