صفحة الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي

في ذكرى الثورة..
كاظم الحسيني الذبحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد مثـَّلت ثورة زيد بن علي عليهما السلام حافزاً حفـَّز الجماهير العريضة بأن تنتفض بوجه الحكـّام الظلمة الذين يُصادرون حرّيّتها وانتماءها إلى خط الرسالة الحقيقي، فقد عكست هذه الثورة المبرر الأكيدً بضرورة إسقاط النظام الفاسد في كل حين.على هذا فإنّ شهادة زيد عليه السلام لا تمثل انتكاسة للخط المعارض لسلطة الأمويين ؛بل أحيّت الأمل في نفوس الملايين بانتصار عاشوراء الدم والشهادة ،وأعادت إلى أذهان المتسلطين أنّ غضبة الجماهير لا تـُقمع ،أو أن قمعها لن يطول .
وكان زيد بن علي يمثلُ نبض الأمة في رغبتها بالتخلص من كافة أشكال العبوديات المصطنعة باسم الإسلام ،ولذا تجد التفاف الجماهير على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها مع هذا الثائر الضرغام،وابن الأسود الهمام. وكانت الساحة الإسلامية بحاجة حقيقية إلى (زيد) بين حقبة وحقبة ليجدد لها حياتها وديمومتها وعنفوانها ،بأن يأخذ بأيديها نحو الانقضاض على أوكار الفساد السياسي والاقتصادي ومزوّري الحقائق في أعين الجماهير .
 ولقد كانت سلطة هشام متيقظة لهذا الالتحام الجماهيري فعمدت إلى الحرب الإعلامية وصولاً إلى تفتيت عضد الثورة عاجلاً، وهذا هو ديدنُ الحكام الظلمة حينما تتعرّض عروشهم للاهتزاز بفعل غضبة المظلومين ،فكانت المحاولات تنشط في شق الصف الزيدي من خلال إثارة النعرة التفريقية ،لينشغل الثائرون بمعالجة جروح يمكن أن تُوصف بالثانوية ، تاركة الجرح الكبير ينخر في جسد الأمة ،وهو الأمر الذي استثمره العباسيون في ما بعد. إلاّ أنّ الثورة ظلت ناراً مستعرة في أنفس الجماهير ما جعل العباسيون يستثمرون هذه الروح لتحريك مشاعرها باتجاه ضرورة القضاء على أوكار الظلم الذي مثله الأمويون خلال حقبتين ، الحقبة السفيانية ،والحقبة المروانية. ولا عجب في ذلك فقد اعتادت الساحة الكوفية على مثل هذه الحرب الإعلامية حينما تمكنت سلطة ابن زياد من قبل بتفتيت عضد الجماهير العراقية التي التفت تحت راية السفير الحسيني إليهم .ومن بعده المختار الثقفي كذلك ؛بل الحسين نفسه، ولقد ارتكزت هذه الحرب على التشكيك في مشروعية النهضة ووصفتها بأنها خروجٌ على المشروعية ،حتى وكأنّ مثيري هذه الحملات الدعائية يدينون بالولاء لهذه المشروعية، التي لا يُمثلها غير الإمام الحق، أكثر من غيرهم، ليتوهم العوام بصدق مقالتهم وصدقية شعاراتهم ،فيتناولها المغرضون من بعدُ بأقلامهم على أنها تأريخٌ أسودٌ .والغرض العام من وراء ذلك هو تأخير وعرقلة عزم الجماهير بالنهوض مرة أخرى ،والخنوع للظلم على أنه أمرٌ واقع لا سبيل إلى اجتيازه وتخطيه . وحين تتكشف اللعبة فإن الغطاء الفقهي جاهزٌ لتغطية مختلف صنوف الجرائم تحت مقولة : الخطأ نتيجة الاجتهاد !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم الحسيني الذبحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/01



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى الثورة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net