مبدعون من مدينتيأ.د.خالد الفرطوسي (منقذ جاموس مابين النهرين )
حسين باجي الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين باجي الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في طريق عودتنا من الجبايش قبل سنة تقريبا وعلى حافة الهور الذي تصحرت أطرافة وذوى قصبة وهجرة الأهل والخلان ..توقف الدكتور خالد الفرطوسي ممثل العراق في الاتحاد الدولي للجاموس وهو يرى جثة لجاموسة ميتة ....بالواقع صدمت وأنا أرى ملامح الفرطوسي قد تغيرت ودمعه سقطت من خلف زجاجة نظاراته وهو ينحي على جثة هذا الحيوان المسكين ويتفحص ماحل به ..والذي ربما مات عطشا أونتيجة الأوبئة التي ضربت الثروة الحيوانية نتيجة لشحه المياه في الاهوار ..
طوال الطريق حدثني ابا ميثم عن تاريخ وعراقة هذا المخلوق والذي يتواجد منه اكثر من 160 مليون تقريبا في ضفاف الانهار في العالم ..والذي كان ولايزال له دور اساسي في حياة عرب الاهوار و فی اقتصادهم و حیاتهم ، وينقلون الاساطير والحكايات العجيبة من حياة هذا الحيوان ،وكيف يحارب الاسد وينجي أبنهم حين يهاجمهم .. وحين الفيضان والماء الهائج يغطي بيوت المزارعين وتغرق البيوت فأن الجاموس ينجي صاحبه من الغرق،هذه القصص تتداول عند الاهواريين حين يسمعون ذكر هذا الحيوان ، و يعتقدون أن الجاموس رمزا للنجابة وهو الذي لايتزاوح مع اقاربه(امه واخته) ،وهذه الصفة عند الجاموس صنعت منه رمز للطهارة والنجابة ولايزال هذه الامثال تتداول بين اهل الاهوار ويقال أن زوجة فلان نجيبة كألجاموسة ، طاهرة كطهارة الجاموسة ،فألعربي عرف هذه الصفة عند الجاموس وأعجب بها فخلدها وصنع منها التماثيل والالهات والكثير من القصص والامثال والحكايات الجميلة ،وهو من أحب الحيوانات عند عرب الاهوار لأن هذا الحيوان مصدر رزق وحياة الانسان العربي.
لم تتوقف جهود الفرطوسي عن رعايتة ومتابعتة لتفاصيل الحفاظ على مستوى امن ومقبول لمعيشة الجاموس وحضوره عشرات المؤتمرات والتي تعني بملف هذة الثروة الوطنية في الكثير من دول العالم .فأنشأ محطة تربية الابقار والجاموس في جامعة ذي قاروالتي احتوت على العشرات من الجواميس لاغراض الابحاث .وعقد عدة اتفاقيات منها مع جامعة جامعة فلورنسا الإيطالية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية في أهوار المحافظة ،ونص الاتفاق على أجراء دورات تطويرية للعاملين في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية وإدارة معمل خاص بمشتقات الألبان في قضاء الجبايش.كما عقد عددامن الاتفاقيات تهدف الى تطوير الواقع العلمي والبحثي في مجالات الزراعة والطب والطب البيطري لحماية هذا الحيوان ,وزيادة أعدادة .
وسيتوج هذا الجهد باقامة المؤتمر العلمي الاول لجاموس مابين النهرين تحت شعار " لننقذ جاموس مابين النهرين؛؛ والذي سيكون برعاية الاتحاد الدولي للجاموس في روما / ايطاليا وتنظمة ممثلثية العراق في الاتحاد المذكور في النصف الثاني من شهر اذار 2019 في محافظة ذي قار جنوب العراق..
وهي فعالية علمية واكاديمية رائدة تنم عن حرص وجهد وطني خير لحماية ثروتنا الحيوانية ..فالف تحية للدكتور الفرطوسي هذة القامة الاكاديمية الشامخة وشكرا لكل الجهود التي تريد من رفع شان وعلو وطننا العزيز العراق الحبيب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat