صفحة الكاتب : د . احمد خضير كاظم

الانسان يولد على الفطرة
د . احمد خضير كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل الدين غريزة ؟

   خلق الله سبحانه وتعالى الانسان  وخلق معه ميوله وغرائزه وكانت هذه الغرائز هي الهداية الطبيعية للكائنات الحية  وكان الانسان وهو المخلوق المركب اعقد هذه الكائنات في غرائزه وميوله الكثيرة .

وكان اشباع تلك الغرائز هو السبب في رقي الانسان الى الكمال او سبب تدهوره الى السافلين .ويتبع في ذلك الطريقة في اشباع تلك الغريزة واحد هذه الغرائز الكثيرة غريزة التدين . فالانسان كان يبحث عن الله الغريزة الفطرية التي جبله الله عليها وكان خلال بحثه عن الله يحاول اشباع تلك الغريزة من خلال اساليب عبادية تعبر عن ارتباطه وحبه وخضوعه وتقديسه الى خالق الاكوان . وهذه الاساليب العبادية التي يتقرب بها الانسان الى الله هي ما يعرف عندنا بالدين او المذهب .وتختلف البشرية في التعبير عن هذه الطقوس بشتى الطرق والمذاهب .

الامثلة من القران

1.نبي الله ابراهيم عليه السلام  حينما حاول البحث عن اشكال العبادة النجم  القمروالشمس

  1. اصحاب الكهف .

المثال من غير القران

ظهور الاصنام للتقرب الى الله

ظهور الاديان الارضية غير السماوية .

ان ظهور مختلف الاديان غير السماوية( الارضية )لعله يكون السبب الاقوى لنعتبر ان الدين لدى الانسان غريزة وليس شيء اخر كان يكون التدين مثلا تعبير تقليدي يراه الانسان عند والديه ومجتمعه ويبداتطبيقه .

اذا كان الدين غريزة ..........الخ.....فلماذا ينكر الوجوديون وجود الله ..؟

واذا كان الدين غريزة .......الخ فما هو دين الوجوديون ؟

فالحقيقة ان منكري الله من الوجوديون والماديون وما نسميهم احيانا بالعلمانيين لهم دين ولهم معتقد! وليس كما يتوهم البعض بان ليس لهم دين وليس لهم مبادئ العبادة ...

بل ان لهم عبادة مكرسين لها كل وجودهم الا وهي عبادة المادة( وهي كل شيء يشغل حيزا في الكون )

وقد اشار القران الى هذه العبادة في مواقع عدة . فان عدم اعتراف هؤلاء الناس بالروحانيات وما بعد المادة وما وراء الحياة يقابله من الميل الشديد الى اثبات ان المادة هي اساس الكون وان المادة والقوانين الطبيعية هي الكفيلة بصنع الحياة وهو الاساس الاعتقدي لدينهم . واما طقوسهم العبادية فمتمثلة بانجرارهم وراء المادة طيلة الوقت والبحث عن كل مادي طوال النهار .....الخ

 

 

 

ان جميع هذه المقدمات تدعونا الى البحث عن

اصالة الدين الاسلامي وان الدين كامل ولم يترك شيء الاوتطرق اليه

فهم هذا الدين الاصيل في زمن الغيبة يجب ان لا يزحف عن معطيات الدين المحمدي ولو بمقدار ذرة لان هذا الانحراف سيؤدي بالتهلكة

 

بدءا بالطفولة

رسما للمعتقدات تبدأ عند الطفل

دور التهاون ببعض القضايا الاسلامية ادى الى ظهور بعض المذاهب المنحرفة

دور الاعلام في تشويه صورة الدين الحقيقي واثاره في حياة الفرد.

 

كل مولود يولد على الفطرة

قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )

بحار الأنوار الجزء 58 الصفحة 187

وفي شرح نهج البلاغة الجزء 4 الصفحة 114 قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كل مولود يولد على الفطرة وانما ابواه يهودانه وينصرانه

وفي كتاب التوحيد الصفحة 329 قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون ابواه يهودانه وينصرانه

ان الحديث على اختلاف لفظه في الكتب الثلاث الا انه ذي معنى واحد ويعطي اشارة الهية على لسان نبيه واضحة صريحة ويعطينا لفتة جميلة الا وهي ان ولادة الانسان تكون على الفطرة أي ان فكر الطفل الذي لم يشوبه شيء من مخاطر وافكار الحياة الدنيوية هو فكر خالص لله فالتسبيح والتحميد لله ملئ حياة الطفل في بطن امه . وان الانسان اذا ما ترك على سجيته فان غرائزه الطبيعية هي التي ستقوده الى الهداية الربانية وستدله على خلافته بالارض.فغريزة التدين و وجود العقل البشري هو قائده الى سنته في الحياة

فالاحاديث تشير وتنبهنا الى الدور الكبير الذي تلعبه بيئة الطفل في تكوين المقدسات والمرتكزات العقائدية عند الطفل بل عندما يكبر ايضا .والى ما تلعبه هذه البيئة المتمثلة بالاسرة والمثل الكبير للطفل الاب والام.من اساس شخصية الفرد الدينية والفكرية عند بلوغه.

فالبحث عن الدين كما سبق هو غريزة في الانسان كبقية الغرائز الهادية له.واذا ما سئل الانسان كما يشير القران عن خلق السموات والارض فان جوابه البديهي والاساسي والفطري هو الله.

في المقالة في ملحق الصباح علوم وتقنيات في عددها الاثنين 8 جمادي الثانية 1427 هـ 3 تموز 2006 م اذ تقسم فيها اختصاصية الطب النفسي الدكتورة مائدة عباس مراحل الطفولة الى ثلاث مراحل والمرحلة الاولى تبدأ منذ اليوم الاول للطفل بعد الولادة وحتى السن الثانية كما يقسمها علماء النفس وفي هذه المرحلة قد يتصور البعض ان على الام تلبية حاجات الطفل الجسدية فقط ويخفى عليهم ما لهذه السن المبكرة من اثر بالغ على سلوكه في المستقبل ولنبدأ اولا من التكلم كان يكون كلام الام مع وليدها منذ اليوم الاول وقد اثبت العلماء ان الطفل في ايامه الاولى يكاد يفقد الارتباط الاجتماعي بالعالم المحيط به فنلاحظ الطفل في الاسبوع الاول والثاني من عمره يبتسم من دون هدف ودون ان يوجه ابتسامته لشخص ما ولا ضير من ان تبدا الام بحديثها مع وليدها بعد الاسبوعين الاوليين من الولادة ولا نقصد بالحديث المناغاة فقط بل الحديث بكلام مفهوم لان هناك اطفالا يفهمون ما يتحدث به الكبار ولكنهم عاجزون عن الاجابة. وقد اثبتت التجارب ان الاطفال الذين تكلموا قبل اقرانهم لا بل الاطفال الذين يملكون فصاحة وبلاغة في الكلام قد سمعوا الكلام قبل غيرهم من الاطفال.

ويمضي المقال الى المرحلة الثالثة ما بين العمر السنة الثالثة والخامسة ان سلوكيات الطفل في هذه المرحلة وفي هذا العمر هو تقليده والده ان كان ذكرا او تقليد امها ان كانت انثى كأن تلبس لباس والدتها وتضع العطور ومساحيق التجميل وغيرها ويحذر المقال من الانتباه الى الطفل في هذا العمر في سن الثالثة الى الخامسة من ان ياخذ الطفل دور الجنس الاخر وبشكل غير طبيعي ولاكثر من مرة ويكمن هذا الخطر في كون الطفل غير راض عن هويته مما تعطي اثارا غير مرضية في سن المراهقة ومرحلة البلوغ. وفي نهاية المقال وتواصل الدكتورة مائدة عباس ( ان من المسائل المهمة الاخرى المطروحة في سن الثالثة وحتى السادسة هي مسالة التعرف على القيم الانسانية والحضارية جملو وليس تفصيلا وقد يتعجب البعض من طرح امور في هذه السن المبكرة ولكن علماء النفس اثبتوا بان افضل سن لتعريف الطفل بالقيم والمبادئ الحميدة هو هذا السن وليس بالضرورة تدريس القيم حرفيا لاطفالنا في هذه السن بل مجمل الممارسات والسلوكيات لمن حوله من الوالدين والاقربين وما يراه ويتلمسه من صدق وامانة.....)

 

نستنتج ان البيئة والمجتمع هي من سيصنع الفكر والعقيدة عند الطفل من اليهودية والنصرانية الى اخره من افكار ومعتقدات. فهل نحن مهتمون حقا لحياة الطفل في هذه المرحلة الخطرة ؟ وهل نحن مراقبون له تصرفاتنا من اجله ؟ وهل نحن حقا نريد بناء جيل صالح ؟ وما الذي ادخله الغرب في اعلامنا الخاص بحياة الطفل ؟ وعلى ماذا يربي الغرب ابنائنا (جيل الغد ) ؟          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 فما هي الفطرة ؟ التي يولد المولود عليها .

الفطرة بمعناها العام هي المعرفة والحنيفية من توحيد لله ففي الحديث في كتاب التوحيد الصفحة 330 عن زرارة عن  ابي جعفر عليه السلام  قال سألته عن قول الله عز وجل حنفاء لله غير مشركين به وعن الحنيفية فقال هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله وقال فطرهم على المعرفة قال زرارة وسالته عن قول الله عزوجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم الاية قال اخرج من ظهر ادم ذريته الى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم واراهم صنعه ولولا ذلك لم يعرف احد ربه وقال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كل مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بان الله عزوجل خالقه فذلك قوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله .

وبمعنى اكثر تخصصا تكون الفطرة هي الاسلام ففي الحديث المذكور في بحار الانوار الجزء 64 الصفحة 44 وفي الكافي قال عن الصادق عليه السلام انه سئل ما تلك الفطرة ؟ قال هي الاسلام .

والمعنى الشامل للفطرة هو التشيع ففي البحار الجزء 44 الصفحة 180 (دعوات الراوندي ) فقال يا حبابة نحن وشيعتنا على الفطرة وسائر الناس منها براء.

وفي البحار ايضا الجزء 29 الصفحة 16 قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول يا علي انت وشيعتك في على الفطرة والناس منها براء.

ففي الحقيقة ان المعاني الثلاث التي طرحناها لفكرة الفطرة انما هي معنى واحد لا اختلاف فيه .فكماال المعرفة توحيد الله وتوحيد الله باتباع رسالته الحقة دين الاسلام والرسالة الحقة متمثلة بالتشيع....

فمذهب التشيع الذي اعتمد في اول مبادئه على العقل في اثبات اصول الدين ومنه استدل على الدين والرسالة المحمدية ومنه استدل على مذهب ال البيت الاطهار ففي عقائد الامامية ....

يقول المغفور له الشيخ محمد رضا المظفر (وبالاختصار عندنا هنا ادعاءان:

الاول) وجوب النظر والمعرفة في اصول العقائد ولا يجوز تقليد الغير فيها.

(الثاني )ان هذا وجوب عقلي قبل ان يكون وجوبا شرعيا.اي انه لا يستقي علمه من النصوص الدينية وان كان يصح ان يكون مؤيدا بها بعد دلالة العقل.

وليس معنى الوجوب العقلي الا ادراك العقل لضرورة المعرفة ولزوم التفكير والاجتهاد في اصول الاعتقادات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . احمد خضير كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/23



كتابة تعليق لموضوع : الانسان يولد على الفطرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net