صفحة الكاتب : سجاد العسكري

محمد"ص" مابين قريش الامس واليوم !
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    قال الكاتب الإنجليزي "برنارد شو" في كتابه "محمد": "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على عضم جميع الديانات، خالداً خلود الأبد، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".
    مازلنا ونحن في الالفية الثانية ونبينا قد اثر في الكثير من اصحاب العقول المتفتحة والمنصفة , وهي تمتدح ماجاء به نبينا الاكرم "ص" من منهج لسعادة الانسان والانسانية , وتوضيح طرق التعامل مع مايدور حول هذا الجرم الصغير الذي انطوى العالم فيه , ويطل علينا بانواره القدسية , والتي جوبهت بالمواجهة من قريش المشركين والمنافقين واصحاب الاطماع , وما اشبه اليوم المسلمين وللاسف وهم يقتفون اثر قريش المشركة والمعاندة لنهج النبي المصطفى محمد "ص" , ليعودوا على دين ابائهم الاولين من قبلية وجهل مطبق على عاداتهم وتقاليدهم , وتمسكهم بافكار لا واقعية لها, بل زادوا عليها التطرف والقتل؛ فانبرى لهم ثلة مؤمنة لمحاورتهم ونقاشهم ودعوتهم الى وحدة رص صفوف المسلمين واستثمار المشتركات مابين المسلمين في العالم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ؛ولكن التعصب من افات هلاك الامم  وتقسيمها؟!
   فرسول الله محمد"ص" جاء بما ترضى به فطرة الانسان من فعل حسن , ونصرة الطبقات المحرومة والمظلومة, وايقاف الظالمين عند حدهم ؛ لكن تصدت قريش المشركة بما جاء به محمد "ص" , فاعداء الاسلام في كل زمان ومكان , ولجأوا الى استخدام كافة الوسائل والاساليب لاطفاء نور الاسلام , والوقوف في وجه كل من يوقد شعلته .
   وهنا نقف امام اساليب العداء للنهج النبوي المحمدي الاصيل , ونقارنه مع الاساليب القديمة للمشركين وسنلاحظ الفارق , فمن تلك الاساليب:
1- بدء العداء بالاتهامات المفترية الباطلة لصد الناس عن الحقيقة وتشويها , فهذا الاسلوب كان حاضرا من قبل مشركي قريش سابقا ومنافقين اليوم , بجعل للمسلمين عدو وهمي من قبل الفكر الوهابي , واطلاق تسميات لترسيخ العداء بين المسلمين كالرافضة والصفوية والفرس والشيعة والافتراء على عقائدهم ؛ لتكريس العداء لهم والكراهية , ونسيان عدوهم الحقيقي الذي يهدد جسد الامة المسلمة والتخلي عن اهم القضايا المحورية كالقضية الفلسطينية .. 
2- الاستعانة باعداء الاسلام والمسلمين من اليهود قديما  اما الان  تتمثل بالصهيونية وامريكا التي ذلت لهم رقاب حكام الخليج والتحالف معهم في نخر جسد الامة وتفريقها الى دويلات وطوائف واثنيات..
3- الاعتداء والتحريض وملاحقة المسلمين وقتلهم وتعذيبهم , حتى في بيت الله الحرام لم تسلم من اذية وقتل المسلمين بل الى اكثر من هذا بالتحريض ضدهم وملاحقتهم عبر مجاميعهم الارهابية التي تلقى تسهيل من الصهيوامريكا في تنفيذ سياسيتهم المشؤمة لأضعاف الامة.
4- المقاطعة اي الحصار ومن ثم شن الحرب , فهي من تامرت على المسلمين عبر فرض الحصار على العراق وايران وسوريا واليمن والبحرين مع حلفائها ومقاطعتهم اقتصاديا , ولم تكتفي بهذا بل دفعت الاموال لشن الحروب في المنطقة مع جيرانها كما نشاهد ما يحدث في المنطقة من سياسات هوجاء للقضاء على قوة المسلمين وتفتيتها .
     الفارق ليس بكبير رغم الفترة الزمنية الطويلة , فالعداء مازال مستمر ؟! والانكى من كل هذا يمول ويدعم باموال هذه الدول وبأشراف مباشر من العدو الاول والاخير للاسلام والمسلمين المتمثل بالصهيوامريكي , فهذا ما قاومه نبينا محمد "ص" ليصل الينا لتنبري فتية لمقاومة الاعتداءات المتكررة على اغتصاب اراضي المسلمين , وتتعرض للقتل والتخريب من قبل ايادي التطرف الوهابي التكفيري الذي رضع في احضانهم الحقد والقتل والعنصرية , من اجل اجبار الاحرار الدخول في ملتهم الخاضعة التي باتت لا تمتلك اي كرامة ؟!( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )!!
   كل تدخلاتهم وشقهم الصفوف, لم تثمر في الثلة المؤمنة حتى بات الجميع يتحدث عن مواقفها العظيمة لأنها مأخوذة من انسانية وشجاعة واخلاق نبينا محمد"ص" العظيم , اما مواقفهم فقد اخزيت صفحات التاريخ منها , فنبينا محمد "ص" وانتم المنافقين والمشركين!      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/25



كتابة تعليق لموضوع : محمد"ص" مابين قريش الامس واليوم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net