صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

الأفكار تزرع ولا تموت 
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تركيبة العقل البشري معقدة جداً، فهذا الأسفنجي يتحكم بكل الأختلاجات والمشاعر والأفكار الأنسانية، سواء أكانت تخدم المجتمع الحياتي أو تضره.
الأهم أنه يفرز الهرمونات التي تعمل على إنتاج تلك الأفكار،  المفيدة أو مهلكة للبشرية، لكنها تبقى مجرد أفكار إلى حين تطبيقها.
يدعى له في النظم الديمقراطية هو الايمان بمشروع ما.. فغالبية الأحزاب والتيارات في مختلف بقاع الأرض، تعتمد على نشر مشروعها لكي تؤمن به العقول الأسفنجية، وتتبع كل ما يصدر منه، لكن قبل أن نشرع بفهمه، يجب أن نعرف الشيء الذي يجعل الأحزاب، مستمره في الحياة داخل شوارع وأرصفة العقول البشرية، رغم أختلاف طبائعها وذلك الشيء هو الفكر..
المشروع هو وعاء يحمل الأفكار لتصل لكافة أدراج العقول وتستقر بها، ولكن أسرع طريقة لإيصالها هو الإعلام(المرئي، المسموع، المكتوب) ومع تطور التكنلوجيا أصبح من السهل أن تصل أفكارك لمختلف المجتمعات البشرية، عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وذكاء بعض السياسين وتوافق الوقت معهم، جعلهم يزرعون الأفكار في عقول الناس، بالصورة التي تجعلها تنمو بقوة ولا تموت!
العراق هو معقل حياة وأندثار مختلف الأحزاب والحكام السياسين، لكن هناك بعض الأحزاب مازالت تشغل حيزاً فكريا في شوارع المجتمع العراقي، وتنقسم أحزاب اليوم السياسية إلى أربعة أقسام : 
الأحزاب الإسلامية، هي التي يكون محورها ومرتكزها الأفكار الدينية، سواء كانت حقاً إسلامية أم متأسلمة من أجل السلطة، كالحزب الذي حكم آخر خمسة عشر عام.
الأحزاب المدنية، وهي التي تتمحور فكرتها حول التمدن البشري، وضرورة تجرد الدين عن السياسة، فهي مستمره في القتال، من أجل أن يكون لها حيز أكبر، داخل أروقة البرلمان العراقي.
الحزب الشيوعي، حزب ذو أصول أوربية روسية، يحاول أن يحيا في بلاد العرب، دخيل أكثر من كونه وليد، حاز عدة مقاعد في البرلمان الجديد بذكاء الأغبياء.
حزب البعث العربي، أكثر الأحزاب حكما للعراق، أستمر قرابة الخمسون عام، وأكثرها أزدهارا حزبيا هي فترة حكم الدكتاتور صدام، الذي أنتشر في أرصفة العقول بإسم القومية العربية، لكنه عمل على مأسسة لأستمرار فكرة البعث، ليكون ذو فكر عميق داخل أوردة الدماغ البشري للمنتمين لذلك الحزب.
ما يحدث اليوم من بروز شخصيات متلونه بصبغة البعث، مثل بعض الكتاب المتغنين بصدام وحكمه، وبعض الشعراء المتصدعين بدواوين الصدفة الشيوعية، هو دليل على أن الأفكار تزرع ولا تموت.
النار تقتل النار، وأكثر مايقتل اليوم هم صناع القرار، الذين ولدوا نتيجة الصدفه العمياء ومال الأجراء، ليدافعوا بصورة متلونه عن أفكار الخبثاء، للأحزاب الجرداء، كالبعث والطاغية صدام البلاء، كل هذا كان سهل لهم، فهم خاطبوا عقول الشباب المتصحرة من علم السياسة وفكر المنطق السليم، ليصنعوا شخصا واحدا يقود المئات بالأفكار المسمومة، ليتجهوا بالبلاد إلى هاوية الموت.
متى سنأخذ على عاتقنا نحن الشباب أن نقتل أفكار الفساد، بأفكارنا المزدهرة، لنضيء درب العراق، ونخرج بشبابنا من مستنقع الجهل، وتبعية الإعلام العمياء؟ فالأفكار لا تقتل سوى بالأفكار.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/07



كتابة تعليق لموضوع : الأفكار تزرع ولا تموت 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net