صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

موقف لا ينسى
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في موقف لن انساه ولن ينساه الكثيرون ممن حضروا مجلس العزاء الذي اقيم قبل يومين على ارواح الشهداء من موظفي هيئة النزاهة في حسينية الزوية في الكرادة.
 فقد تقدمت امراة تبلغ من العمر ما يقارب 50 سنه لتُخرج من تحت عباءتها مبلغاً من المال وتضعه على الطاولة القريبة من رئيس هيئة النزاهة وبعض كبار الشخصيات ممن حضروا مجلس العزاء، لتقول وبصوت ملؤه الحزن والحرقة على فراق زوجها " ان زوجي كان قد اشترك بسلفة مع بعض الموظفين وقد استلم مبلغ مليون ونصف المليون كونه اول من استلم هذه السلفة والان اعيدها اليكم ليرجع هذا المال الى المشتركين لاني اريد لزوجي ان ينام بهدوء في قبره"..
وما ان نطقت هذه السيدة العظيمة بهذه الكلمات حتى ابكت جميع من حضر الى العزاء في موقف كان يتوقع الكثير من الحاضرين ان تقدمها باتجاه طاولة رئيس هيئة النزاهة والسادة المسؤولين كان من اجل ان تطلب مساعدة مالية منه، لكونها اُم  لخمسة اطفال وكان زوجها يعمل موظف باجور يومية في الهيئة. 
 لم يستطع احد ان يحبس دموعه امام هذه السيدة التي شاء القدر والارهاب الاعمى ان يفرقها عن زوجها لتواجه قساوة الحياة بمفردها وصعوبة توفير لقمة العيش التي لا يقوى على تحملها احياناُ حتى الرجال.
كبيرا كان موقفها ،فحتى الفقراء والمساكين في بلدي لا يرتضون الذل ويبحثون عن كرامة العيش.
فلينظر القتلة والارهابيون ماذا فعلوا بهذه المراة وهي واحدة من مئات الالاف من النساء التي رُملت بسبب حقدهم الاعمى وعقولهم المتجمدة التي تصدر الفتاوى التكفيرية بحق الابرياء والمساكين وهم لا يفقهون شيئا في السياسة او الدين ولا يعرفون سوى اراقة الدماء.
 حقاُ ان الالم لا يجد للنفس مدخلاً، فقد اثبتت الايام خسة مخططاتهم ونذالة مواقفهم التي خرجت عن كل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف.
 فما ذنب هذا الموظف البسيط وبقية شهداء الخميس الدامي كي يستهدفوا بهذه البشاعة، ولماذا لا يفرق حقدهم وافعالهم الجبانة بين شيخ كبير او طفل صغير؟؟ ليفعلوا ما يشاؤون فسيبقى هولاء الشهداء الأبرار عنوانا كبيرا لمرحلة تاريخية دقيقة عاشها العراق، ويبقى هذا المشهد للسيدة العظيمة يبعث على الفخر حاضراً في ذاكرة من حضر هذا العزاء..
alikhassaf_2006@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/05



كتابة تعليق لموضوع : موقف لا ينسى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيف الدين العبودي ، في 2012/07/23 .

جميل جدا هذه الالتفاتة لمثل هكذا مواقف وان تعرج عليها بكتاباتك استاذ علي فبالتاكيد تستحق هذه السيدة الشجاعة اكثر من مدحة واكثر من كلمة حق بحقها رحم الله ذويها وأعانها الله على مصائب الدهر . ولعنة الله على الضالمين المتسببين بمأساة هذه السيدة والالاف من النساء والاطفال الذين قد يجدون انفسهم ايتام بفتوى ليس لها دين او مذهب سماوي .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net