صفحة الكاتب : ساهر عريبي

جلسة غذاء مع رسول الله (ص)....(2)
ساهر عريبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان طالبا يدرس  في أحد جامعات  تونس الخضراء أيام الطاغية الهارب زين العابدين بن علي الذي لا يتطابق إسمه مع صفاته.وبعد تخرجه وضع شهادته الجامعية على الجدار وأكتفى بالنظر إليها يوميا ,وبعد أن عجز عن الحصول على وظيفة تليق به, اضطر  الى ممارسة أنواع من المهن كالبقالة والحمالة وغيرها بعد أن سيطرت إمبراطورية الكوافير ليلى طرابلسي على معظم النشاطات الأقتصادية في البلاد حتى تجاوزت ثروتها عدة مليارات من الدولارات على حساب الشعب التونسي الذي عانى من الفقر والجوع والكبت والبطالة تحت ظل حكمها حيث كانت الحاكم الفعلي لتونس كما سربت وثائق ويكيلكس.
 
وبعد أن ضاقت به سبل العيش وبعد أن كاد أن يقتله الهم والغم والحسرة وهو لا يستطيع أخذ موقعه الطبيعي لخدمة وطنه قرر الأنتحار فهو الطريق الوحيد الذي يضع حدا لألامه في الحياة الدنيا , وعقد العزم على ذلك حتى إلتقاه جاره الشيخ صاحب اللحية الطويلة والدشداشة القصيرة إذ رأه مهموما سارحا شارد الذهن وبعد ان حيَاه سأله عن حاله وأحواله فأجابه بأنه سأم من الحياة وقرر أن يضع حدا لها. وحينها نظر إليه الشيخ نظرة ماكرة سرعان ما بدلها إلى نظرة حنونة فقد وجد فيه صيدا ثمينا فقال له ولم يا بني إتق الله فالأنتحار حرام فأجابه كلا يا مولاي إن الأنتحار حلال فقال له الشيخ ويحك وكيف؟ فقال له لقد ورد في كتاب البخاري أن النبي حاول الأنتحار عدة مرات عندما إنقطع عنه الوحي فكان يصعد إلى أعالي الجبال ليتردى منها لولا أن جبرائيل  منعه عدة مرات من فعلها .
  وحينها لم يستطع هذا الشيخ السلفي أن يكذب هذه الرواية التي تطعن في النبي الأكرم لأعتقاده بأن البخاري لم يذكر في كتابه إلا الصحيح من الأحاديث ولهذا سماه صحيحا فأثر عدم الطعن بالبخاري على الأساءة للنبي  لأن هؤلاء قد وضعوا عقولهم جانبا  إلا أنه أجابه قائلا :إعلم يابني إن الأنتحار لم يكن حراما يومها لأن أية تحريمه لم تكن نزلت بعد! فقال له  الشاب أو يعقل أن رسول أريد له أن يكون خاتم الأنبياء أن يصيبه إحباط شديد  (Depressin) يدفعه للأنتحار عند أول إمتحان إلهي فهل مثل هذا النبي مؤهل لتبيلغ  الرسالة؟
 
 فقال له الشيخ يابني إنها بلاغات الزهري فقال له أنا لا أعرف كتابا إسمه بلاغات الزهري بل هناك كتاب إسمه صحيح البخاري إدعى صاحبه أنه جمع فيه الأحاديث الصحيحة فقط  وقد وردت فيه هذه الرواية فقال له الشيخ دعك من هذا  إن كنت تريد الأنتحار فلا مانع لدينا ولكن بطريقة أخرى ترضي الله ورسوله!فأنفرجت أسارير الشاب لحديث الشيخ وقال له ولكن ما يقلقني هو أمي وأختي اللتان أعيلهما, فأمي إمرأة قد بلغت من الكبر عتيا ,وأما أختي فقد كانت طالبة تدرس في كلية الطب إلا أن نظام بن على فرض عليها نزع حجابها أو ترك الدراسة فأثرت ترك الدراسة على معصية الله وهي اليوم جليسة الدار . فقال له الشيخ لا عليك سأتكفل بمعيشتهما وكانت أخته مليحة طار عقل الشيخ لدى رؤيتها.
 
 وأما أنت فكل ما أطلبه منك أن تأتي معي للمسجد لتصلي ولتستمع إلى المحاضرة التي ألقيها كل يوم بعد الصلاة.فقال له يا شيخ لا فائدة فأنا مصمم على الأنتحار فهدده الشيخ قائلا له إن شرط مساعدتي لعائلتك هو في حضورك معي إلى المسجد وكن على ثقة بأني لن أحاول منعك من الأنتحار ولكني سأوجهك نحو الطريقة المثلى لفعل ذلك. وبعد لحظة من التفكير لم يجد بدا من الأستجابة للشيخ رأفة بأمه واخته.وبدأ بحضور الصلوات والأستماع لخطب الشيخ أبي عياض التونسي!وكانت لا تخلو خطبه كل يوم من تذكير الجالسين بالأخرة وتوصيته إياهم بالصبر على مصائب الدنيا ومحنها .
 
 فماكان من صاحبنا إلا أن  يقاطعه قائلا يا شيخ ماذا نفعل وقد سُدَت أبواب الحياة في وجوهنا وأضحينا غرباء من الفقر في أوطاننا بينما حكامنا الفاسدون يعيشون مرفهون في قصورهم العاجية هم وعوائلهم واعوانهم وإن إرتفعت أصواتنا مطالبة برغيف الخبز فإن الزنزانات والتعذيب بإنتظارنا. وهم لم يكتفوا بتجويعنا بل صادروا حرياتنا ومنعونا حتى من  تطبيق أحكام ديننا بل وحتى ممارسة عاداتنا العربية.فهاهي أختي إضطرت لترك دراستها في كلية الطب بعد أن فرضوا عليها نزع حجابها وألزموها بإظهار محاسنها كما أظهرتها ليلى إنطوانيت. فما ذا نفعل وقد منعتمونا من الثورة على هؤلاء الحكام الفاسدين والظالمين؟
 
 وهنا إنتفخت أوداج الشيخ وكاد ان يقضي عليه او يسلمه لزبانية الطاغية لولا أنه كتم غضبه ففي نفسه غاية اخرى. فقال له يابني أنا اتفق معك في كل ماقلت وأنا اتعاطف معك ولكن عليك ان تتذكر بان طاعة الله فوق كل شيء وعليك بالصبر في هذه الحياة الدنيا الزائلة وعليك بالتفكير فيما اعد الله لك من أجر ومن جزاء في الحياة الأخرة. وأخذ يحدثه عن الأخرة وعن انواع مختلفة من الحور العين وأنهار الخمر والعسل والقصور وماتلذ الأعين وتشتهي الأنفس حتى أصابت صاحبنا سكرة وذهب به خياله إلى عالم اخر فهو لم يعرف طعم حور الطين فكيف بحور العين, إلا أنه أفاق وسأل الشيخ أوليس الوقوف بوجه هؤلاء الحكام الظالمين فيه مرضاة لله  وموجب للجزاء في الأخرة؟ أولم يقل النبي أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر؟
 
وهنا إنتفض الشيخ وقال له ثكلتك أمك  أولا تعلم بأن الحاكم ظل الله في أرضه؟ اولا تعلم بأن عقيدة السلف الصالح امثال الشيخ الطحاوي وابن تيمية وأبن عبدالوهاب هي في عدم جواز الخروج على الحاكم وإن كان فاسقا وإن كان فاجرا أو ظالما؟ أولا تعلم بأن الخروج على اولي الأمر يقتضي الفتنة والفوضى وتمزيق الأمة وفي ذلك مفسدة ما بعدها مفسدة؟ فأخذ الطالب يهمهم مع نفسه قائلا وهل هناك مفسدة أعظم من مفسدة هؤلاء الحكام؟ وهل هناك تمزيق للمجتمع شر من تمزيقهم للأمة  , إلا أنه إستمر بالأنصات ولم يقاطع الشيخ.
 
وأستمر الشيخ في حديثه قائلا  فاعلموا يأيها المؤمنون إن علينا بالصبر وأن نعطي هؤلاء الحكام أربعين سنة أخرى لعل الله يهديهم , وهنا عيل صبر الأنتحاري وقال له يا شيخ ولم لم يصبر الحسين بن علي على حكم يزيد بل خرج ثائرا مطالبا بالأصلاح والتغيير ؟ فأمتعض الشيخ من سؤاله قائلا له إعلم يابني إن سيدنا الحسين وهو سيد شباب أهل الجنة قد قتله سيدنا يزيد رضي الله عنه وأرضاه بسيف جده لأنه أمرنا بطاعة اولي الأمر والحسين خرج على الخليفة الشرعي  , فقال له صاحبنا ياشيخنا وهل يزيد الفاسق الفاجر حاكم شرعي ولم يبايعه أحد لا في الحجاز ولا في العراق إلا في الشام عندما أخذ له أبوه البيعة عنوة من أهلها؟وإن لم يبايعه  الحسين فهل يستحق القتل؟ 
 
وإن كان الأمر كذلك فلم لم يبايع أبا يزيد الخليفة الرابع علي الذي له بيعة شرعية في أعناق المسلمين ولم خرج يقاتله في صفين؟وهل أن يزيد أعلم بحدود الله و بشرعة محمد من الحسين إبن علي خليفة المسلمين ومن المبشرين بالجنة وهنا أجابه الشيخ إن الحق مع الحاكم ولو كان خصمه سبط رسول الله وريحانة النبي واحب الناس لنفسه كما ورد في صحيح البخاري , اولا ترى بانه لولا ثورة الحسين لم تكن لتسقط دولة بني امية ؟ اولا ترى بأنه لولا ثورة الحسين لما قامت للروافض قائمة؟ فقال له الطالب ومن هؤلاء الروافض يا شيخنا فلم أسمع بهم من قبل.
 
وهنا بدأ الشيخ رحلة تعريف هذا الشاب بالروافض وبمدى خطورتهم على الأسلام والمسلمين ومنذ عهد النبي وإلى اليوم. وقد شعر الشاب بان بابا من المعرفة قد إنفتح عليه وطالما أن الشيخ تكفل به وبعائلته فما عليه إلا بالمواظبة على اداء الصلوات في المسجد والأستماع لمحاضرات الشيخ. وبعد ان إنتهى الشيخ من محاضرته رفع يديه بالدعاء لولي الأمر زين العابدين راجيا الله أن يديم ظله الوارف على رؤوس المسلمين ولخادم الحرمين داعيا الله أن يديم عطاياه في جيوب السلفيين.
 
وفي اليوم التالي قال الشيخ إعلم يابني إن الروافض هم كل من يعتقد بان النبي قد اوصى بالخلافة من بعده لأبن عمه علي ابن أبي طالب واول هؤلاء الروافض هم صحابة الرسول عمار بن ياسر وابو ذر الغفاري والمقداد وخزيمة ومحمد وعبدالرحمن أبناء الخليفة الأول أبو بكر وسلمان المحمدي وغيرهم. فقال له المريد أتقصد سلمان الفارسي ؟ فقال نعم فإن بلاء هذه الأمة هو من هؤلاء الفرس منذ دخولهم في الأسلام . فقال له الشاب اوليس معظم أئمة المذاهب الأسلامية من الفرس؟أوليس أبا حنيفة والشافعي والأمام مالك فرساً؟ 
 
اوليس اصحاب الصحاح وجامعي الأحاديث فرسا؟ اوليس البخاري والنسائي والترمذي وأبن ماجة  من الفرس؟ اوليس معظم رواة الأحكام والأخبار ومعظم الفقهاء والمفسرين فرسا؟ أوليس مجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير فرسا؟اوليس الليث بن سعد مؤسس المدرسة العلمية الدينية في مصر والذي قال عنه الشافعي بأنه أفقه من الأمام مالك فارسي من إصفهان؟ أوليس الحسن البصري والبيهقي وابن سيرين والرازي وابن خلكان والثعلبي والنيسابوري ووو... كلهم من الفرس كما جاء في كتب المترجمين؟
 
فقال له الشيخ ويحك أنا لا اعني هؤلاء فإنهم مسلمون ولكن الفرس المجوس هم من أصبحوا شيعة يوالون عليا وأهل بيته فهؤلاء حكمهم حكم المجوس. فقال له الشاب ولم؟ أوليس موالاة علي وأهل بيته إتباع لسنة الرسول كما روى مسلم في صحيحه أن النبي قال إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي؟ فقال له إن أهل بيته زوجاته وليس هؤلاء فقال له الطالب إلا أن مسلم يروي في صحيحه أن النبي جمع علي والحسن والحسين وفاطمة ثم قال هؤلاء هم اهل بيتي ولم يدخل معهم أحدا من زوجاته. فقال له الشيخ أتعرف لم لم يدخل أحدا من زوجاته معه؟ لأنه لا يجوز أن تكون مع محرم تحت رداء واحد وليس لأن أهل البيت هم فقط هؤلاء فقال له ولم لم يجمع كل زوجاته تحت رداء واحد ويقول هؤلاء أهل بيتي؟ فقال له الشيخ إعلم ياهذا إني إحذرك من كثرة السؤال والتفكير لأنك ستخسر الدنيا والأخرة.
 
ثم عاد الطالب ليسأله عن عقيدة هؤلاء الروافض فقال إعلم يابني إن هؤلاء المارقون يعتقدون أن النبي أوصى لعلي من بعده وهذا كذب وأفتراء فسنة النبي هي ترك الأمر للأمة لتنتخب من تراه مناسبا لقيادتها.فقال له المريد أو يعقل ان أمة دخلت لتوها في الأسلام وتعتمد على نبيها في تسيير أمورها وفي توضيح أحكامها يتركها النبي بدون أن يشير إلى خليفة من بعده؟ أولم يمنع بعض الصحابة النبي وهو على فراش الموت  فيما عرف برزية الخميس من كتابة وصية عندما قال أتوني كتفا ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعدي فقال أحدهم إن الرسول يهجر (يهذي) كما ورد في صحيح مسلم , وفي صحيح البخاري بلفظ أخر؟ ثم ألم يقل النبي في ما عرف بيوم الغدير (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) كما رواه الألباني وابن كثير وفي سنن ابن ماجة؟ وإن كانت سنة الرسول عدم الوصية فلم يخالف حكامنا ومنذ قرون سنة رسولهم فتراهم يورثون الحكم لأبنائهم ؟
 
فقال له إعلم يابني  إن وصية الرسول ليست مهمة بعد أن أكمل الدين وإن بعض الصحابة لهم أراء وقد إجتهدوا فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر, فقال له المريد وهل هناك إجتهاد مقابل النص؟ أوليس قول النبي وفعله وتقريره سنة يجب إتباعها؟ فقال له الشيخ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون واما عن حديث الغدير فنحن نفهم كلمة الموالاة بمعنى حب علي فقال له وهل حب علي بالرضا بقتل إبنه الحسين وسبي عائلته؟ وهل إن إعتقد الروافض بأن كلمة موالاة تعني البيعة لعلي قد خرجوا من الدين ؟
 
فقال له إعلم يابني بان هؤلاء الروافض قد أحدثوا شرخا في الأمة وأصروا على أن عليا هو أفضل الصحابة فقال له الشاب أوليس ذلك هو الحق؟ ألم يرد في صحيح مسلم ان النبي قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ ألم يرد في صحيح مسلم أن عليا هو نفس الرسول عندما خرج لمباهلة نصارى نجران؟ اولم يرد في كتب الصحاح أن عليا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا؟ أولم يذهب معظم المفسرون إلى أن أية الولاية التي نزلت في حق من تصدق في صلاته نزلت في علي أبن أبي طالب؟
 
فقال له الشيخ يابني إعلم أن هؤلاء الرافضة قد مزقوا الأمة منذ أن رفضوا بيعة يزيد ومن قبله أبيه وفي ذلك مفسدة عظيمة وقد قال الله في محكم كتابه (وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم) , إلا أنه لم يذكر الأية التي سبقتها وهي (وإذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل) وهو شرط الطاعة , إلا أن هذه الحيلة إنطلت على صاحبنا فأسلم قياده للشيخ الذي سيطر على عقله من بعدها وأقنعه بأن الحسين قد عصى الله بخروجه على إمام زمانه يزيد وإن كان فاسقا ظالما وإن إستباح مدينة الرسول وإن ضرب الكعبة بالمنجنيق لأن في طاعته طاعة لله ورسوله.
 
وهكذا بدأت رحلة غسل مخ هذا الشاب اليائس والمحبط  حيث بدأ الشيخ يشرح له تأريخ الروافض منذ القدم وحتى العصر الحديث حتى وصل إلى العراق فأخذ يبكي على الطاغية صدام الذي يعتبره حاكما واجب الطاعة وقف بوجه الفرس المجوس الروافض بعد أن حولوا إيران من دولة شاهنشاهية مسلمة كانت موضع إحترام الحكام المسلمين في الأمس القريب حيث كانوا لا يعصون لشاهها أمرا وحتى يأخذون إذنه عندما يتزوجون ويزورونها كل عام للتمتع بهوائها العذب صيفا إلى دولة رافضية مجوسية . وبعد أن أوغل صدام في قتل الروافض الشيعة العراقيين لأنهم فرس وليسوا عربا ,أبى هؤلاء الروافض الذين قتل منهم الملايين طيلة فترة حكمه إلا  قتله في يوم العيد فتبا لهم وتعسا وخصيمهم الله ورسوله يوم القيامة على ذبحهم الشهيد السعيد صدام ابن صبحة.
 
ثم إن هؤلاء الروافض الكفرة قد إستعانوا بالكفار الأمريكان للقضاء على حكم الرئيس المؤمن صدام فقال له الطالب ولكن هؤلاء الروافض ساروا على سنة أولي الأمر في السعودية عندما إستنجدوا بجيوش العم سام وفتحوا لهم أبواب أرض الحجاز لشن الحرب على صدام وجيشه لأخراجه من دولة الكويت؟ فما الفرق؟ فقال له إعلم يابني إن ألأستعانة جائزة شرط موافقة فقهاء الأمة العظام وهم أفتوا بجواز ذلك وأما في العراق فقد حرموا ذلك , وهم اليوم يجوزون التدخل الدولي في سوريا وجوزوه في ليبيا إلا العراق فهؤلاء أهل شقاق ونفاق ولا بد من قتلهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم.فقال له الشيخ أوليس محاربة الغزاة والمحتلين اولى ؟ فقال له الشيخ أولا تعلم أن شيخنا أبن تيمية قال إن الروافض أسوأ من اليهود والنصارى ؟وأنهم شر من وطأ الحصى؟
 
 فهم يذكرونا كل يوم بمصيبة الحسين سبط الرسول ويذكرونا بقيم تلك الثورة التي تستهدف الحكام ولقد أحسن الرئيس صدام بمنعهم من إحيائها بل وقتلهم وتشريدهم, فذكر الحسين يحدث بلبلة في الأمة ويؤدي إلى إنقسامها فهي فتنة لأن البعض يرى في خروج الحسين على الحاكم دليلا شرعيا على جواز الثورة على الحكام وهذا ما لانرضى به أوترضى بهدم معتقداتنا وفقهنا القائم على إعتبار الحاكم ظل الله في أرضه؟أو ترضى بالفوضى تصبح سيدة مجتمعاتنا؟ أو ترضى بأن فكر هؤلاء الروافض بدأ ينتشر في بلداننا ؟ أولا تعلم بأننا حتى لم نعد نأمن على عوائلنا من فكر هؤلاء فقد إخترقوا حتى بيوتنا نحن مشايخ السلفية ؟أو ترضى بقطع العطايا والأنعام التي يسبغها الحاكم علينا؟ كلا فقطع أعناق الروافض ولا قطع أرزاقنا.
 
ثم إستمر الشيخ يعبئه ضد الشيعة قائلا له إن هؤلاء إتخذوا من قبور الأولياء مساجد وهذا شرك فقال له الشاب أولم يقر الله في كتابه بناء مسجد على قبور أهل الكهف؟ فقال له الشيخ إعلم يابني إن هذا حصل قبل الأسلام !فقال له المريد وما الضير في زيارة القبور والصلاة عندها؟ فقال له هذا غير جائز وفقا لعقيدتنا نحن السلفيون ولولا خوفنا من ردود الفعل لهدمنا قبر محمد. أولا تعلم بأننا الوهابيون قد هدمنا قبر الحسين في العام 1802 وأستبحنا مدينة كربلاء وأغتصبنا النساء وقتلنا الأطفال ونهبنا الكنوز التي كانت موجودة في الضريح؟فقال له الشاب ولكن قبر الحسين اليوم قباب من ذهب تناطح عنان السماء؟ فقال له واحسرتاه وهذا ما يحز في نفوسنا اوتدري بأن هؤلاء الروافض المارقون يزورون قبر الحسين وبالملايين وطوال العام؟ وإن الواجب الشرعي يقتضي منعهم من زيارته؟ 
 
فقال له الطالب ولكني أعلم بأن الحكام وطوال التأريخ قد قتلوا وصلبوا وعذبوا الرافضة إلا أن ذلك لم يمنعهم من زيارته بل هم اليوم أكثر إصرارا وعزيمة من قبل, فقال له يابني إن علينا أن نؤدي واجبنا الشرعي إبادة هؤلاء ونترك الأمر لله. فقال له وكيف؟فقال علينا أن نقتلهم, نفجرهم, نذبحهم لا ندعهم يعيشوا بأمان ؟ فقال وكيف ؟ قال لقد سبقك أخوة في الأيمان من قبل ومنهم رائد البنا الأردني والزرقاوي وأبو بلادة السعودي , وأبا حمار السوداني, وأبي معزى السوري, وأبو زبالة الليبي, واليوم جاء دورنا نحن التونسيون لنلتحق بركب هؤلاء البهائم الأنتحارية. فقال له البهيمة التونسي وما السبيل لذلك ؟ فقال له لا عليك إذهب الليلة وودع عائلتك وغدا سأوضح لك.
 
وفي اليوم التالي كانت بإنتظاره تذكرة سفر إلى الجنة ولكن ذهاب بلا عودة ((one wayفما كان منه إلا أن يودع أمه وأخته موصيا الشيخ بهما. ثم شد الرحال نحو أرض الحجاز   حيث إستقبله عدد من المطاوعة في مطارها ثم أخذوه ليبيت ليلته مع أحدهم وليشد الرحال في اليوم التالي إلى بلاد العراق وإلى ناحية البطحاء في مدينة الناصرية حيث مراسم أربعين الأمام الحسين. وكان بإنتظاره الرفاق وأصحابه من الأرهابيين حيث أعدوا له حزاما نفسه وقالوا له أن أوان الذهاب إلى عليين ولقاء النبي الكريم والغذاء معه والحوار معه حول جواز الأنتحار وماعليك إلا ان تضغط الزر وسط الرافضة من زوار وشرطة وحينها ستجد نفسك واقفا امام باب الجنة ولم ينسوا تزويده بجهاز ((GBS يدله على المطعم الذي سيلتقي به الرسول على طاولة واحدة ليتباحث معه حول محاولة إنتحاره.
 
وبالفعل وعند رؤيته لأول تجمع فجر نفسه حتى تناثرت أجساد الرافضة العراقيين وتحولت إلى أشلاء, وأما صاحبنا فأخرج جهازه ليبحث عن الجنة والمطعم. حتى وصل بابها. فأوقفه خزنتها قائلين له ويحك يا أيها المغفل إن مكانك في سقر فأنت ممن ينطبق عليهم قوله تعالى (قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا, الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).إذهب والتحق بمن سبقوك من البهائم المغفلين ممن باعوا دنياهم وأخرتهم .اولا تعلم بان أبا عياض التونسي قد خدعك وقد تزوج إختك زواج مسيار ؟
 
اولا تعلم بأنه قد اعدك كقنبلة موقوتة يبيعها عند الطلب وبالثمن المناسب؟ او تظن هؤلاء الشيوخ يؤمنون بالله ورسوله؟ اولم لم يقل الله تعالى ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا؟ فما ذنب هؤلاء النساء والأطفال والزوار؟ أو لا يشهد هؤلاء الشهادتين ويقيمون الصلاة ؟أو ليس دم المسلم وماله وعرضه حرام؟أولم يكرم الله بني أدم وجعل كرامة المؤمن أعز عليه من الكعبة؟ وأخيرا ساقوه إلى مثواه الأخير في جهنم قسم الأرهابيين ليلتقي بمن سبقوه من الضالين ولم ينسوا تذكيره بأن قوانين السماء كما هي قوانين الأرض لا تحمي المغفلين. 
 
 
 
*لقد كتبت الحلقة الأولى من هذه المقالة قبل سبعة أعوام ولم أكن أتصور بأن الأرهاب سيظل يعيث في أرض العراق دمارا وإلى اليوم وهذا هو رابط الحلقة الأولى التي نشرت بتأريخ 7/1/2005 في عدد من المواقع والصحف اليومية:
http://208.100.14.96/showthread.php?t=113407   جلسة غذاء مع رسول الله (ص) ....(1)  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساهر عريبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/08



كتابة تعليق لموضوع : جلسة غذاء مع رسول الله (ص)....(2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net