صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

ألفضائيات وفضائح الفساد
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"من عجائب الإنسان, يمر من سماع النصيحة, وينصت لسماع الفضيحة" الشيخ الدكتور أحمد الوائلي.

تتسابق الفضائيات العراقية, بالبحث عن الفساد في كل حكومة, منذ خمسة عام مضت, لم يجني منه المواطن, إلا المزيد من الملفات, التي تفوح رائحتها كل يوم, حتى تَرسخ في ذهنه, أن لا خلاص.

بالرغم من عدم نكران الفساد المستشري, المعترف به من أغلبية الساسة, إلا أننا لم نَرَ خطوات حقيقية لمحاربته, بحيث أضحت شعاراً لكل سياسي, يرغب في التصدي للحكم, واستمالة الرأي العام قبل الإنتخابات.

طالما أبدت المرجعية العليا, النصح وبالغت به لكل الساسة, أن يضعوا في أولويات عملهم, وضع الآليات الرصينة, للقضاء على آفة الفساد, إلا أنَّ تِلكَ النصائح, كانت تَمر مَرَّ السحاب, حالما تنتهي الحملة الإنتخابية!

هناك قضايا فاسدة لا يتم كشفها, إلا بعد أشهر من تشكيل الحكومة, وهذا ما اعتدنا عليه, لتجري بعدها عمليات لجنة النزاهة, لقاءات تلفزيونية أشبه بالتهريج, اِستجواباتٌ برلمانية يتوسطها شتم وقذف علني, لترزح الملفات بعدها تحت التراب!

حكومة السيد عادل عبد المهدي, لم تسلم من تلك الفضائح, وكلهم يبدأ حديثه( بالوثائق), فمن قضية شيماء الحيالي, ومشاركة عدد من عائلتها, بتنظيمات داعش وما مارسوه من إجرام, وصولاً لتعيين مليونيرٍ بأجر يومي, ليصبح بعد أيام, مدير مكتب وزير الصناعة والمعادن, ناهيك عن المشمولين بإجراءات المساءلة والعدالة.

هل استمع السيد عادل عبد المهدي, لنصائح الناصحين ومكافحة الفساد, أم أنه سيضيف ملفات أخرى, تجعل من لغبار الصيف القادم, محطة انتظار عسى أن يَمر بعدها, من يقوم بتنظيفها, ليكون بطل العراق الصنديد؟

ما بين النصيحة والفضيحة سَماعٌ وإنصات, نأمل أن يكون الإنصات مُتصل بالسماع, فإن فصلهما سيجعل الإنصات متأخرا, فتحصل الفضيحة, ويضيع البناء والإصلاح والإعمار, في سَلة واحدة, وسيكون كل المتصدين, فاسدين أو متسترين.

"إن العمل الشاق والتعاون الوفير ضروريان، إذا ما أردنا بناء هذهِ الأمة الحرة. أما الذينَ يُضيِّعون مواهبهم في الثرثرةِ، وفي المنازعاتِ التافهة، فإنهم لا يخدمون بحق بلادهم" نهرو ١٩٥٠م.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/12



كتابة تعليق لموضوع : ألفضائيات وفضائح الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net