صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الى العلمانية بمناسبة ولادة الامام الباقر عليه السلام
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ينظر العلمانيون الى الاسلام والمسلمين نظرة سلبية ودائما يتهموننا بالتخلف ويبحثون بين اوراق تراث الاسلام عن الحديث الموضوع او المحرف او ما لا يفهمونه فيطعنون بالاسلام والمسلمين ، ولاننا نعيش شهر رجب شهر المناسبات ويستهل الشهر بذكرى ولادة الامام الباقر عليه السلام ارتايت ان اذكر رواية واحدة للامام عليه السلام ومن ثم اعقب عليها لانها تصيب صميم الاتهام العلماني .

الرواية في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان وكان يعتمد على الروم في الحصول على القرطاس والاقمشة وصك العملة ، ولان الروم هي المنتجة فمن حقها ان تضع ما تعتقد من معتقدات كشعار على مصنوعاتها ، ولان بعض الشعارات لا تتفق وعقائد الاسلام فنشب خلاف بينهما وهدد ملك الروم بصك العملة وفق شعارهم فاغتم عبد الملك بن مروان لانه لايستطيع الرد فاشار عليه مستشاره باللجوء الى الامام الباقر عليه السلام وبالفعل لجا اليه وطلب منه حلا لهذا التهديد فاستسهل الجواب الامام وقال (عليه السلام): تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككاً للدراهم والدنانير، وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أحدهما في وجه الدرهم، والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها، وتعتمد إلى وزن ثلاثين درهماً عدداً من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعاً واحداً وعشرين مثقالاً، فتجزئها من الثلاثين فيصرا لعدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان، فتضرب الدراهم على وزن عشرة، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الإسلامي، وأن يكون التعامل بها، وتلقى السكة الأولى، ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها، وترجع إلى المعامل الإسلامية لتصب ثانياً على الوجه الإسلامي.وامتثل عبد الملك كلام الإمام (عليه السلام)، فضرب السكة حسبما رأى (عليه السلام)....انتهى

الى العلماني انتبه .... الخليفة الاموي ظالم لاهل البيت ومعادي للامام الباقر وغاصب لحقه ولكن الامام ساعده في هذه المعضلة لان الامام ينظر الى كيان دولة والى عقيدة الاسلام ولا ينظر الى غيرها وهذه النظرة التي يجب ان يعتمدها المسلمون في التكاتف فيما بينهم للرد على اعداء الاسلام .

انتبه ايضا.... ان صناعة العملة في ذاك الزمان وبطريقة لم تخطر على بال احد دليل على سعة علم الامام فيها وفي غيرها من الصناعات التي تعتبر ضربة موجعة للروم وكم هي حاجتنا لتلك الصناعات التي تجعل المسلمين يعتمدون على انفسهم بدلا من الاعتماد على الغرب

انتبه ايضا ... ان صناعة العملة هي صرح حضاري ضمن صروح الاسلام الحضارية ولكن بسبب جهل الخلفاء وتهميشهم او معاداتهم للائمة جعلهم ينقادون للغرب كما هو حال حكام العرب واغلب الدول الاسلامية في اعتمادهم الكلي على الغرب اليوم .

انتبه ايضا .. الى كيفية صناعة العملة ووزنها وكتابة التاريخ وبطريقة يمنع التزوير ومنع المسلمين من استخدام غيرها دعما للاقتصاد الاسلامي ، اين هم حكام اليوم من هذا التفكير الاقتصادي .

هذه قطيرة وليست قطرة من حضارة الاسلام التي يجهل التعامل مع مفرداتها حكام اليوم فانت لا تفتخر بصناعة الغرب على العرب والمسلمين المشكلة في التجاهل والعمالة للصهاينة .

لو ان العرب والمسلمين اتفقوا على توحيد عملتهم وتحريرها من قيود الغرب كما فعل الاتحاد الاوربي يضاف الى الخيرات والخبرات التي في بلدانهم من معادن وزراعة وعقول علمية مشتتة في كل بقاع العالم فانهم سيكونون اسياد العالم بلا منازع  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/09



كتابة تعليق لموضوع : الى العلمانية بمناسبة ولادة الامام الباقر عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net