صفحة الكاتب : صادق الموسوي

الوعد والوعيد ونيل الجزاء ويوم الحشر
صادق الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى(فلكل وجهة هو موليها)
ان الدنيا والآخرة حالتان للنفس ، وان النشأة الثانية عبارة عن خروج النفس الانسانية
عن غبار الهيئات البدنية ، كما يخرج الجنين من بطن امه ،
وان سبب الموت الطبيعي لفعلية النفس وتجوهرها ورجوعها الى عالمها واهلها
ورجوعها الى الله عز وجل، اما ان تكون متنعمة مسرورة او معذبة منكوسة الرأس كالحيوانات
فمن تحقق بهذا تيقن بلزوم عود الكل ولم يشتبه عليه ذلك ،
وهذا مقتضى الحكمة والوفاء بالوعد والوعيد ولزوم الجزاء على مايراه الحكماء من لزوم المكافئة في الطبيعة
والمجازاة أمتناع وجود ساكن في الخليقة معطل في الطبيعة ،
 اي لا يوجد شيء ميت وبدون روح ، مثل الجماد ليس هو ساكن
بل هو متحرك وفيه روح، وذلك لعدم وجود ساكن في الكون ، وان الكل متوجه نحوه الغاية المطلوبة ،
الا ان حشر كل فرد الى ما يناسبه ويقصده ،
فاللأنسان بحسبه وللشياطين بحسبهم وللحيوانات بحسبها والنباتات كذلك بحسبها ، ودليل هذا الحشر المتنوع هو ما جاء في اقوال الكتاب الكريم ،


*قال سبحانه وتعالى في حشر افراد البشر :
**(يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا") *** ( ونسوق المجرمين الى جهنم وردا") .

*وفي حشر الشياطين قال تعالى :** (فوربك لنحشرهم والشياطين )
* وفي حشر الحيوانات ( واذا الوحوش حشرت * *والطير محشورة كل له اواب)

وقال تعالى عن الحشر للجميع :
(وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم * ما فرطنا في الكتاب من شيء * ثم الى ربهم يحشرون)
وكما ذكر الله سبحانه عن حال النباتات فقال
(وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج)
وقال في حق الجميع
(ويوم نسير الجبال *وترى الارض بارزة *وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا* وعرضوا على ربك صفا".......)
وقال تعالى (انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون)
(وكل آتيه يوم القيامة فردا ) ***(كما بدأنا اول خلق نعيده)

فالسر في هذا الحشر والذي لا يعلمة اغلبية الناس هو :
هناك حشر تدريجي وعود الى الدنيا بعد الموت وهو لا ينقطع ومستمر ما دام عدم ظهور القيامة الكبرى.
وهذا الحشرالاول :
هو رجوع النفوس دون الابدان بولادات جديدة ، اما للتطهير او تكملة السير الاستكمالي مادام قائم آل محمد (عج) لم يظهر بعد.
وليس شرطا" ان يرجع الى الدنيا وبرازخها بصورة انسان ، الا اذا كان في السير الاستكمالي ونيل الكمال ،
كما قال الامام الرضا (ع) ( اللهم اني خائف مستجير فلا تغير اسمي ولا تبدل رسمي)
واما المتدنين في السير الاستكمال يرجع بصورة الملكات التي يحملونها ، من حيوانات ونباتات وغيرها ،
كما جاء في كتاب الله (ائذا كنا عظاما"ورفاتا"أئنا" لمبعوثون خلقا" جديدا" )*
(قل كونوا حجارة او حديدا"او خلقا مما يكبر في صدوركم..).
وقوله تعالى ( وينشأكم في مالا تعلمون) ***( ويجعلكم من ذرية قوم آخرين ).
وهذا كله يكون لصاحب النفس الشهوية والغضبية ، فاذا حصلت مآربها الدنيئه
فيكون هذا موجب شقاوتها وتألمها وحسرتها ، لان اقبالها كان على البدن وشواغله
فهذا الاقبال ينسيها امر عاقبتها ويشغلها سكر الطبيعة عن الاحساس بفضيحتها ،
فاذا زال العائق وارتفع الحجاب وانكشف الغطاء بموت البدن تتأذى النفس بتلك الهيئات الرديئة اشد الاذى .
فالانتقال من مقام الى مقام او من صورة الى صورة حتى يصل الى ما هو المطلوب الاصلي من الحضرة الالهية
وان الاهتداء الى الحق لا يمكن الا بالعثور على الجهة التي بها يقع الاهتداء والانتهاء اليه ،
فان هذه السعادة ليست فطرية ولا تحصل الا بمقربات وعلوم سابقة ، وكل علم غير فطري لا يحصل الا بعلمين سابقين مزدوجين
يحصل من ازدواجهما علم ثالث .

الحشر الثاني :
هذا الحشر هو لكل البشر من كل الامم السالفة لنيل الكمال وغاية الله من خلق الخلق ،
حتى تتحقق غاية الغايات في قوله تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ليقوموا لله في آن واحد - اي لعبادته ،
ويكون هذا بعد قيام صاحب الامر(عج)
وقوله تعالى (يوم نحشر من كل امة فوجا) وهذا الحشر غير حشر يوم القيامة لانه هذا من التبعيض (من كل امة فوجا)
اما حشر الآخرة فيكون لجميع خلق الله .
فعندما يكتمل حشر الافواج من الامم السابقة والله وحده اعلم بهذه المدة ، عندها يتحقق
قوله تعالى(وحشرناهم فلن نغادر منهم احدا)
( قل ان الاولين والآخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم)
وهذا الحشر يبدأ من ساعة زوال ابليس اللعين الذي طلب من الخالق عز وجل ان يبقيه الى يوم يبعثون ،
ولكن الله ابقى له حياته الى يوم معلوم كما جاء في كتاب الله ( انك لمن المنظرين الى الوقت المعلوم )
فعند انتهاء هذا اليوم يبدأيوم جديد في حياة البشرية دون وساوس او اغواء من احد ، لكي تصل الى الغاية الكبرى الا وهو التكامل ودخولهم في دين الحق
(ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) فيبدأ الحشر المعلوم ( قل ان الاولين والآخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم)،
كما قلنا للتكامل ومعرفة الحق سبحانه وتعالى ،
اما الذين تكاملوا ووصلو الى الحقيقة ودخلوا دين الحق من خلال اسلام الروح (هم الافضل والاقرب لدى جنابه وجناب صاحب انهي والامر (عج)
فيحجز له مقام قرب ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر).

والحمد لله وحده


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/12



كتابة تعليق لموضوع : الوعد والوعيد ونيل الجزاء ويوم الحشر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net