صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

ما بين الأوثان والأديان ظهرت فئة الطغيان
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن المملكة الفلسفية، هي أكثر مصادر العلوم إختصارا، من حيث طرق الوصول لحقيقة الشيء، ومن أهم ما فسره علماء الفلسفة، طبيعة الجسم البشري وتقسيماته.

حيث أن كل شيء يأخذ حيز في هذا الكون، هو مركب وله تقسيمات، والجسم البشري يحتوي ثلاث أقسام، الرأس والجذع وأسفل الجسد،  وكل جزء له صفه محدده، وعند طغيان إحدى الصفات على الأخرى، حينها تتشكل الطبيعة التصرفية للإنسان.

الرأس هو مقر العقل، والجذع يمثل الأرادة، وأسفل الجسد بؤرة الرغبات والشهوات، كلما سيطر الإنسان على عقله،  كان أكثر حكمة، وكلما زادت إرادته تزداد شجاعته، ولكن الأسوء عندما تطغى الشهوات، عندها تنتفي الإعتدالية، ويصبح مجرد من الإنسانية والحيوانية،  ويأخذ ترتيبا في سلم الكون، لا يتصف سوى بإنعدام المبادئ الأخلاقية، ويصبح مستعبد داخل قوقعة الوحل، لا هدف له سوى نفسه الأمارة بالسوء.

الطبيعة التصرفية منذ الأزل، جعلت البشر يميلون بالفطرة لشيء يتبعوه، عندها ظهرت الأديان، وكل مجموعة لها دين يلبي طموحاتها من حيث الحكمة الشجاعة أو الشهوات.

 بما أن لكل فعل ردة فعل معاكس له بالأتجاه، ظهرت الأوثان التي تنفي وجود الأديان، وكذلك لها أتباع، والتفسير الأقرب لطموحات الوثنيين، هي النفس التي لا ترضى بأن تُأطر ضمن إطار العبودية، لذلك متمسكين بنظرية الصدفة والعامل الفيزيائي، كسبب أنبثاق الكون، لكن الأقبح مايرفض الأوثان والأديان، ويأخذ مستقر بينهما، لا يمتثل سوى لشهواته المالية أو الجنسية، لذلك ما بين الأديان وعبدة الأوثان ظهرت نماذج الطغيان..

ما يحدث اليوم في ساحة الديانات ومحاربتها، مسلط بقوة على الإسلام الشيعي، حيث نرى الإعلام الممول موجه بقوة على تشويه هذا المذهب، ودائما ما يستهدفون مرجعيته، التي تحضى بتقليد مئتان وخمسون مليون إنسان حسب آخر أحصائية في 2015 .

إن آخر بدعة هي ما جاء به الصرخي، الذي يمثل التجسيد الحقيقي لطغيان الشهوة على الطبيعة التصرفية للإنسان، فنجد هذه الحركة الصرخية تهدف الى تشويه المذهب الشيعي في نظر العالم، عن طريق الراب المهدوي! والغالبية تتفق أن كذبة المؤامرة حقيقة تتجسد في هذهِ الحركة، سواء أكانت ذات دعم ماسوني أم وثني.

إذاً ينقسم المجتمع إلى ديني و وثني، والأثنان يُنتقدان بالمطلوب والبرهان، أما أمثال الصرخي وأتباعه، فهم حثالة مجتمعية، طغت عليها شهوات نفسها، لا ينفع معها سوى التهجير إلى منفى النسيان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/21



كتابة تعليق لموضوع : ما بين الأوثان والأديان ظهرت فئة الطغيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net