رسالة إلى علي بن يقطين. .
احمد لعيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد لعيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ زمن وأنا تشغلني شخصية بن يقطين بكل أبعادها وحيثياتها فكيف يكون الوزير الأول في حكومة بني العباس هو الثقة الأول لامامه موسى بن جعفر عليه السلام والذي يدقق بمفردة الوزير الأول يعرف أن الرجل كان بمثابة رئيس الوزراء في الوقت الحالي ومما قرأته من سفر هذا العملاق الشيعي الحاكم أن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بعث له شخصا من الشيعة فقير المظهر ورث الثياب لكي يقضي له ابن يقطين حاجة وعندما عاد الرجل إلى بمظهر يختلف سأله عن ما فعله معه ابن يقطين فقال للإمام عندما قلت له أنني من شيعتكم وبعثني إليك مولاي موسى بن جعفر قام من مكانه مرتعشا وظل واقفآ بخدمتي وقضى حاجتي واكرمني حتى رجعت إليك فبكى الإمام حتى ابتلت لحيته والرجل ينظر إليه فقال له الرجل سيدي قلت لك ان ابن يقطين قضى حاجتي فعلام بكائك فقال له الإمام أن علي بن يقطين قد سر الله في عرشه وسر قلب أمام زمانه بقضاء حاجة عبد مؤمن فكيف لا ابكي فرحا بهذه النعمه فهو زين لشيعتنا ..وقبل أيام قلائل جمعنا لقاء بأحد السنة السعودين عندما كنت أصلي إلى جنبه في المسجد النبوي الشريف فشاهدني أصلي وعرف اني شيعي فقال لي هنا في المدينة المنورة أغلب السنة يشترون من شيعة المدينة سواء كانت البضاعة طعامآ أو ذهبآ أو قماشآ أو اشياءآ أخرى ولايشترون من السنة لسبب بسيط وهو أن الشيعة هنا لا يغشون في بضاعتهم ولا يدلسون ولا يغبنون الناس في تعاملهم وهذا الشئ معروف هنا على مستوى المملكة ويشهد الله أن دموعي يومها هطلت مثل المطر في صحراء فالفضل ما يشهد به المخالفون وهم يعانون ما يعانون لكن ثباتهم كان الصفة الغالبة وكانوا سفراء حق لشيعة جعفر بن محمد الصادق ومابين الحاكم ابن يقطين وبين الرعية من شيعة مدينة رسول الله هناك تشابه كبير وهو إدخال السرور على قلب أمام زمانهم في حسن تعاملهم واظهارهم الصورة الحقيقة لمعنى (الشيعة )هذه المفردة التي أصبح البعض يتاجر بها ولعلي ابعث برسالتي بعد مئات السنين إلى علي بن يقطين لأقول له كم نفتقدك؟ ونفتقد هذا التعامل الإنساني مع الرعية رغم شماعة الظروف التي اتكأ عليها البعض ليبرر فشله في توفير العيش الكريم والخدمات الضرورية لشعب أغلبه هو شيعة موسى بن جعفر وليت البعض ممن يدعي الوصل بامامك يدرك كيف كانت ظروفك في بلاط العباسيين لكنك رغم كل ذلك لم تفشل في أن تكون قاضيا لحاجة الفقراء ورجل دولة من الطراز الأول لا يمكن لباحث أن مر على حقبة بني العباس دون أن يذكرك فتحية لك يا أيها الإنسان الحاكم الذي ابكى أمام زمانه فرحا وقضى حاجة شيعته فاستحق أن يكون في سفر الخالدين وأنها لعبرة فليعتبر من يحكم البلد بذلك النبيل والله من وراء القصد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat