الاستغفار مقرون مع التوبة
علاء تكليف العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء تكليف العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قد أمر الله تعالى عباده بالاستغفار وقد قرن ذلك الاستغفار بالتوبة النصوح وفيما أمر به الله تعالى من الاستغفار مع التوبة, حيث قال الله : " والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "(1) وقال : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " (2), فهذا ما امر الله به من الاستغفار ، واشترط معه بالتوبة ، والاقلاع عما حرم الله فانه يقول " اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "(3) وهذه الآية تدل على ان الاستغفار لا يرفعه إلى الله الا العمل الصالح والتوبة.
وقبل البدأ بالبحث فلا بد معرفة الفرق بيت التوبة والاستغفار :
الفرق بين التوبة والاستغفار أن الاستغفار طلب المغفرة بالدعاء أو التوبة أو غيرهما من الطاعة . والتوبة الندم على القبيح مع العزم على أن لايعود إلى مثله في القبيح أو الاخلال بالواجب والاستغفار مع الاصرار على القبيح لا يصح ولايجوز . وفي الآية تحضيض على التوبة والاقلاع من كل قبيح والانكار لتركها ، وحث على الاستغفار " والله غفور رحيم " إخبار منه تعالى أنه يستر الذنوب ويغفرها رحمة منه لعباده .
ثم ان النبي (صلى الله عليه وآله)قد أشار إلى الحذر في التعامل مع احكام الله تعالى وعدم معصيته حيث قال: "اعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تره، فإنّه يراك" (4), فهم أبداً متوجهون إليه ومقبلون بكلّهم عليه، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية، والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالاَكل والشرب والتفرّغ إلى النكاح وغيره من المباحات، عدّوه ذنباً واعتقدوه خطيئة واستغفروا منه.
وإلى هذا أشار (صلى الله عليه وآله): "انّه ليُران على قلبي وإنّي لاَستغفر الله بالنهار سبعين مرّة"(5), ولفظة سبعين ترجع إلى الاستغفار لا إلى الرين. وقوله: حسنات الاَبرار سيئات الاَقربين.(6)
وذلك قد ثبت في السنة المأثورة عن المعصومين من قولهم ( عليهم السلام ) : " لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار "(7). فإن المستغفر القائم بوظيفة التوبة بمقتضى ذلك لا يبقى عليه شيء من الذنوب لا صغيرة ولا كبيرة كما ورد عنهم ( عليهم السلام ) أيضا : " إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له "(8)
وقد صح عن مولى الموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال: لقائل قال بحضرته، استغفر الله , ثكلتك امك أتدرى ما الاستغفار ؟!
ان الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على معان ستة : أولها : الندم عما مضى . ثم العزم على عدم العود . ثم أداء حقوق الناس . ثم أداء كل فريضة فائتة . ثم إذابة اللحم الذي نبت على السحت بطول الهم والحزن . ثم إذاقة الجسم ألم الطاعة بعدما أذاقه حلاوة المعصية " (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) آل عمران:135.
(2) النساء:110.
(3)فاطر:10.
(4) بحار الأنوار ج25ص:204.
(5) مفاهيم القرآن ج5ص246.
(6)نفس المصدر.
(7) الكافي ج : 2 ص : 288.
(8) مستدرك الوسائل ج : 12 ص : 131.
(9) نهج البلاغة 3: 252 | 417.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat