صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الرئيس برهم صالح وزيرا للخارجية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   أنتجت العملية السياسية في العراق شخصيات كان لها تأثير في رسم معالم العراق الجديد، رغم الملاحظات على هذا النظام وما إعتراه من مشاكل بنيوية إختلط فيها الحابل بالنابل وأضاعت منجزات مهمة لتلك الأشخاص لولاها لما وصل الوضع الحالي العراقي الى ماهو عليه.

   الرئيس الحالي لجمهورية العراق برهم صالح، من تلك الشخصيات المؤثرة التي لعبت دورا مهما، في تاريخ العراق السياسي بعد عام 2003، فعلى الرغم من كونه الرجل الثاني في حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، الذي كانت تطغى عليه شخصية الرئيس الراحل مام جلال، لكنه صنع لنفسه مكانة متميزة كانت مرادفة لشخصية الرئيس، فهو كان أول وزير للتخطيط بعد عام 2003، ثم تسنم منصب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وكان له دور بارز في رسم السياسة الإقتصادية نالت ثناء جميع القوى السياسية العراقية، ويبدو أن رئاسته لاقليم كردستان في الفترة ما بين 2001 الى 2004 كان لها دور في رسم شخصية برهم صالح السياسية.

   طبيعة النظام السياسي الجديد جعلت من منصب رئاسة الجمهورية منصبا بروتوكوليا، يكاد يكون تأثيره محدود سياسيا، وهذا ظهر واضحا في الدورة البرلمانية الماضية، حين لم نشهد أي دور لرئاسة الجمهورية في الفترة العصيبة التي مر فيها العراق وهو في حرب مستعرة مع عصابات داعش الإرهابية، بل ربما إن دور رئاسة الجمهورية كان سلبيا عند إعلان رئيس الإقليم مسعود برزاني سعيه للإنفصال عن العراق، حيث لم نر مبادرة مهمة لرئاسة الجمهورية التي ينتمي رئيسها للمكون الكردي للحيلولة دون وصول الأوضاع الى الأزمة التي وصلت إليها.

   جاءت إنتخابات 2018؛ التي أوصلت برهم صالح الى رئاسة الجمهورية، بعد إتفاق أغلب الكتل السياسية العراقية على إختياره – بإستثناء الحزب الديمقراطي الكردستاني – مصحوبا برضا شعبي ليس له نظير على هذا الإختيار، فالجماهير العراقية تملتلك وعيا سياسيا، جعلها تدرك أن برهم صالح سيكون له دور مهم ومحوري في المرحلة القادمة، وأنه سيرفع من شأن رئاسة الجمهورية التي إضمحل دورها وضاع تأثيرها، حتى إن شعار " برهم يرهم " أصبح مرادفا لأحاديث الشارع العراقي.

   لأن الأدوار تؤخذ ولا تعطى، والكاريزما الشخصية هي التي ترفع قيمة المنصب أو تضعفه، فقد كان برهم صالح على الموعد، وأحدث تغييرا جذريا في منصب رئاسة الجمهورية فاق توقعات المراقبين والمتابعين، وتجاوز الدور البروتوكولي لهذا المنصب، وتقاسم الأدوار مع رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان، فكانت جولات صالح الأقليمية والدولية تثير إستغراب المتابعين كون المعني بها هو وزارة الخارجية، لكنها أحدثت طفرة نوعية في علاقات العراق الدولية، وإنفتاحا دوليا على العراق لم يشهد له مثيلا منذ أكثر من نصف قرن.

    لقد تقمص رئيس الجمهورية دور وزير الخارجية، ونفض جلباب رئاسة الجمهورية البالي، وتجاوز الأدوار المرسومة لها، راسما صورة ناصعة عن رئيس جمهورية العراق بعيدا عن إنتمائه الحزبي والمناطقي، مبشرا بمرحلة ربما نتخلص فيها من موروثنا السياسي الحالي، ونراه رئيسا لوزراء العراق في المرحلة المقبلة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/19



كتابة تعليق لموضوع : الرئيس برهم صالح وزيرا للخارجية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net