صفحة الكاتب : نجاح بيعي

القدس بعين السيد "السيستاني" دام ظله الوارف..
نجاح بيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في أجواء اليوم العالمي لـ(القدس) كان قد ورد عن المرجع الأعلى السيد "السيستاني" تعليقا ً على قرار الولايات المتحدة الإعتراف بمدينة (القدس) عاصمة للكيان الاسرائيلي في ١٨ ربيع1 ـ ١٤٣٩هـ الموافق 6/12/2017 م ما يلي:
1ـ إنّ القدس أرض مُحتلة.
2ـ يجب أن تعود الى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن.
3ـ ولا بد أن تتضافر جهود الأمّة وتتحد كلمتها في هذا السبيل والله.
https://www.sistani.org/arabic/statement/25868/

ـ وإذا ما استقرأنا قراءة النص أعلاه نجد :
أن (القدس) وحسب النقطة الأولى هي مدينة عربية (فلسطينية) إسلامية (مُقدسة) مُحتلة بشقيّها (الغربي والشرقي)من قبل كيان مُغتصب هو (إسرائيل). وأن مؤدّى ومآل كل نضال وكفاح شعب من الشعوب, من أجل استرداد حقوقه المُغتصبة هو الظفر مهما طال الزمن بالإحتلال. و(القدس) بهذه القاعدة (يجب) ويجب أن تعود الى سيادة أصحابها الفلسطينيين حكرا ً وحصرا ً بنضالهم وكفاحهم أولا ً وآخرا ً كما في النقطة الثانية.
أما النقطة الثالثة فقد وضعت الأمّة (سواء العربية أوالإسلامية)أمام مسؤوليتها الشرعية والتاريخية والأخلاقية في تقديم يد العون للشعب الفلسطيني المناضل من أجل استرداد حقه المُغتصب, وذلك من خلال تضافر جهودها واتحاد كلمتها في هذا السبيل.
والخطاب هنا موجه بالدرجة (الأساس) الى (الدول) العربية والإسلامية ككيانات وأنظمة سياسية, وتدعوها إلى عدم الإكتفاء بإصدار بيانات الشجب والإستنكار ضد ممارسات وأفعال الكيان الصهيوني المُحتل ضد الشعب الفلسطيني, أو عدم التمترس وراء دفع شعوبها لأجل الحشد الجماهيري لإقامة التظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات والندوات فقط في هذه العاصمة أو تلك. بل على الدول العربية والإسلامية أن تمارس دورها من أجل إقامة حشد دولي يُلزم (إن لم يكن يُنهي) الكيان الصهيوني واحتلاله لأرض فلسطين واستعباد شعبه, من خلال تواجدها ونسبة تمثيلها وثقلها في المحافل الدولية والمنظمات والهيئات العالمية.
ولكن وللأسف تحولت المطالبات والتظاهرات والإحتجاجات السنوية ضد الكيان الصهيوني بيوم الذكرى فقط, من وقفة تضامنية من أجل عملية تحريك الرأي العام العالمي وإلفات نظره لحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة, ومن وقفة جادة للضغط على الحكومات والحكام تحولت إلى كرنفالات سياسية لهذا البلد لإمتصاص النقمة وتذويب القضية , أوإلى مهرجانات تعبوية لذلك البلد لا علاقة لها بـ(فلسطين) إطلاقا ً, إنما تجريها حكومات بعض الدول العربية والإسلامية من أجل تسجيل (رقم) ضمن سباق (ميزان القوى) في المنطقة, وجريا ً وراء السلطة والنفوذ, تاركين الكيان الصهيوني يفعل ما يشاء بالأرض والشعب الفلسطيني بلا رقيب أو حسيب.
إن الإهتمام بالتحشيد وإقامة التظاهرات المناهضة للصهيونية فقط هو التنصل بعينه من قبل الدول العربية والإسلامية عن أداء واجبها الشرعي والتاريخي والاخلاقي تجاه فلسطين أرضا ً وشعبا ً على مدى عشرات السنين . الأمر الذي فسح ويفسح المجال كثيرا ً لإسرائيل ومن يقف ورائها ويتحالف معها بالتمادي في فرض سياسة الأمر الواقع, في تهويد مناطق كثيرة في فلسطين والقدس, من خلال عملية الإستيطان القهرية, حتى علا صوت إسرائيل بضم القدس كلية بلا حرج أو خوف وجعلها عاصمة لها. بل أن تقاعس الأمّة عن أداء واجبها أدّى الى أن شارفت (الأمة) لأن تتداعي لتقبل وتتبنى عن (ذلة ومهانة) بما يُسمّى بـ(صفقة القرن) التي سيعلن عنها بكل وقاحة بعد انتهاء شهر رمضان.
وفي يوم القدس العالمي .. علينا أن ندرك جيدا ً بأن موقف المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والمتمثلة بالسيد (السيستاني) لا يختلف عن أهداف وأغراض موقف الإمام (الخميني ـ قدس) حينما شرع مُطالبا ً اعتبار (آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما ً عالميا ً للقدس) حينما أصدر بيانه حول (الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في 7/8 1979م يوم 13رمضان 1399هـ) حيث قال:
(إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين..).
واضحة جدا ًدعوة الإمام الخميني إنما هي لأجل (دعم الحقوق) المشروعة للشعب المسلم في فلسطين ويكون بمحورين لا غنى أحدهما عن الآخر (متلازمين) لا ثالث لهما :
1ـ محور حشد الجماهير المسلمة لكافة شعوب (البلدان العربية والإسلامية) لأن تقف عن وعي وإدراك الموقف المشرف في دعم نضال الشعب الفلسطيني.
2ـ ومحور التضامن الدولي لـ(كافة البلدان العربية والإسلامية) كأنظمة سياسية في ذلك الدعم وإلا فلا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/31



كتابة تعليق لموضوع : القدس بعين السيد "السيستاني" دام ظله الوارف..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net