صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

سوريا من القاتل ومن المقتول ؟!
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المضحك المبكي اليوم ونحن نراقب الحراك الشعبي العربي ، نجد ان اكثر الدول تخلفا في مجال حقوق الانسان،واكثر الدول دكتاتورية وظلما لشعوبها ،هي من يتبنى هذا الحراك وهذه الدول تتظاهر وكأن شعوبها خارج هذا الحراك،ولا اظن ان القارئ الكريم  يخفى  عليه  من  المقصود  بهذه الدول ، فالسعودية وقطر وبقية دول المحور الخليجي، هي من يتبنى هذا الحراك او الربيع العربي حسب ما يطلق عليه في وسائل الاعلام ، نحن استبشرنا خيرا بهذا الحراك ، وتمنينا ان يكون فعلا ربيعا عربيا ، لكن عندما رأينا الحماس غير الطبيعي لحكام السعودية وقطر وبقية دول المحور الخليجي ودول المحور الامريكي في المنطقة والعالم ،  لدعم هذا الحراك ومحاولة سرقة نتائج  هذا  الحراك  لصالح  جهات او مجموعات  معينة  في المجتمع ، ومحاولة توجيه هذا الحراك الشعبي لغيرمصلحة الشعوب الثائرة،عندئذ  بدأت الشكوك،وتولدت المخاوف   لأن هذه الدول التي تدعي دعمها للربيع العربي بقيادة السعودية وقطر، هي  من  اشد الدول عداوة للحرية والديمقراطية ، فحكام هذه الدول يؤمنون بالحكم العائلي الوراثي منذ سنين طويلة ، ولن يتركوا كرسي الحكم للشعب كي يختار الحاكم الذي يريد مهما كلف ذلك من اراقة للدماء ، وخير مثال على ذلك ما يجري في البحرين اليوم، وكذلك ما يجري قي السعودية من مسيرات سلمية احتجاجية ، وكيف تقمع بشكل دموي وبلا أي شعور بالرحمة والانسانية ، فكيف تدعي هذه الدول دعمها للحراك  العربي  الذي يطالب بالحرية والديمقراطية ، ونبذ التشبث  بالحكم  الوراثي الذي  يتقاطع مع الحكم الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، ولفترة زمنية ينص عليها الدستور الديمقراطي ان الشعوب العربية الثائرة تطالب بحريتها ، وتتوق لممارسة ديمقراطية حرّة، ونحن نعرف ان فاقد الشئ لا يعطيه، فدول المحور الخليجي تحكمها دكتاتوريات وراثية ،لا تعرف الحرية او الديمقراطية ، واي  حراك  شعبي يطالب بالحرية والديمقراطية في هذه الدول الخليجية يقابل باقسى انواع القمع والقهروهذا ما يحصل اليوم في البحرين والسعودية وبقية دول الخليج العربي ، مع ممارسة التعتيم الاعلامي الكبير  من  كافة وسائل الاعلام التي تكون غالبا اما خليجية او امريكية او صهيونية ، فلا  تكاد  تسمع خبرا عن أي حراك شعبي في هذه الدول الخليجية رغم وجوده ، هذه الدول  المعادية للحرية والديمقراطية، تتبنى اليوم الحراك الشعبي في سوريا ايضا، وبدعم من امريكا والدول المتحالفة معها ، اذ  سمحت هذه  لدول  للقاعدة بالتغلغل في  سوريا  ودعمتها بكل وسائل الدعم ، وكذلك دعمت الحركات السلفية السائرة في الخط السلفي القطري او السعودي سواء كانت من داخل سوريا او المتسللة من خارجها ، ودخلت تركيا مع  مع امريكا ودول الخليج كونها وقعت فعلا في فخ الطائفية الذي تقوده السعودية وقطر  في المنطقة ، واخذت هذه  المجموعات السلفية  تمارس العنف والقتل  العشوائي بحق الناس الابرياء وتلقي مسؤولية ذلك على الحكومة  السورية  ، رغم  اننا  لا  ننفي  ان الحكومة السورية ترتكب اخطاء وربما قتل ابرياء ، لكن لا ندعي ان  جميع  عمليات القتل في سوريا هي من الحكومة السورية ، كما ان هذه المجموعات  المسلحة  عندما تستخدم  السلاح  لابد وان تقابل من الجهة الاخرى بالسلاح ايضا ، ان السلفيين الذين يمارسون العنف في سوريا وبدعم من دول المحور الخليجي،ودول المحورالامريكي     الاخرى،انما يهدفون لاسقاط الحكومة السورية عن طريق العنف اولا،وتدمير سوريا على غرار تدمير ليبيا ثانيا،وخلق ميلشيات متقاتلة مع بعضها ، كل ذلك يجري خدمة لاسرائيل بغية المجئ بحكومة سلفية تسير بالخط  السعودي  او القطري ،  الخادمتين لاسرائيل وامريكا ، وهذا ما خططوا له في تونس ومصر،وما يخططون له في اليمن ايضا، وفي تقديرهم ان التغيير في سوريا لو حصل،وجاءت حكومة سلفية سيقود هذا للتغير في العراق ايضا ،لان الوضع السياسي الجديد في العراق ، قد  ازعج  واخاف   الحكومات  الطائفية  في المنطقة ، وفيما  يخص الوضع  في  سوريا ، نرى  الاعلام  الامريكي  الصهيوني الخليجي هو المسيطرعلى الاسماع اليوم، ينقل  لنا هذا الاعلام في كل يوم تقريباعن قتلى وجرحى في سوريا، ويوحي او يشير صراحة ان الحكومة السورية هي  من  تقوم  بعمليات  القتل  هذه ، كذلك  بدأت تظهر في الساحة السورية تفجيرات ارهابية   بسيارات  مفخخة  تطال المدنيين  الابرياء ، او افراد  من  الجيش السوري ، السؤال المطروح ، من الذي يقوم  بعمليات القتل هذه ؟
الاعلام ينقل عدد القتلى عن مصدر واحد هو(المجلس الوطني السوري)المجلس يقال  انه يضم المعارضين والمنشقين من الجيش  السوري ،  وهذا المجلس يحمّل الحكومة السورية مسؤولية القتل ، طيب  مقبول  ، لكن  المراقب  للوضع يعرف ان المسلحين السلفيين المدعومين من  خارج  الحدود  يقتلون  ايضا ، هؤلاء  مَن  يقتلون ؟  ولماذا لا يشار اليهم عندما يقتلون ؟ 
اعلام الدول المعادي لسوريا يعلن عن عدد القتلى ، ويوحي بأن هؤلاء القتلى  هم من ضحايا النظام السوري ، في  حين  ان شهود  العيان يؤكدون  ان  السلفيين المسلحين يقتلون الناس عشوائيا ، ويلصقون تهمة جريمة القتل على  الحكومة  السورية ، افراد الجيش السوري عندما يُقتلون من الذي يقتلهم ؟  السيارات  المفخخة التي  تقتل الناس عشوائيا من الذي يفجرها ؟ هذه الاسئلة وغيرها تحتاج الى اجابات، تأتي الاجابة من الاعلام وهي توحي بالمسؤولية على الحكومة السورية  ،  ارى انها  اجابات  منحازة فاقدة للمصداقية ،وحتى يصدقها الناس يجب ان تنقل وسائل الاعلام الاخبار الايجابية والسلبية للطرفين المتخاصمين وبحيادية تامة .
نحن كعراقيين نتمنى للشعب السوري ان يحقق مطالبه المشروعة سلميا ، وبعيدا عن العنف او التدخلات الخارجية ، ونتمنى ان يتم تغيير السلطة سلميا ،وان يتمتع الشعب السوري بالحرية والديمقراطية الحقيقيتين ،وعلى المعارضين السوريين غير السلفيين ان لايقعوا في الخطأ الفادح ، بأن يتخلصوا من السئ ليقعوا في الاسوأ  ، لان  الاسوأ هو الخط السلفي السعودي القطري الذي سيأتي كما في مصر وتونس وما هو مخطط له في اليمن ، سيصادر الحريات والديمقراطية التي اوصلتهم الى الحكم حالما يكسبوا القوة ، وامريكا وحلفاؤها هي من يريد هذا الخط السلفي المتخلف لانه هو من يخدمهم  وهو الذي يعطي الصورة المشوه للاسلام وهذا مطلب امريكي اسرائيلي،فمهمة الخط السلفي هو المشاركة في الثورات ،من  اجل سرقة  نتائجها لصالح هذا الخط المدعوم من دول المحور الخليجي ، اما بالنسبة الى سوريا فالطبخة السلفية السعودية القطرية جاهزة بل وبشكل اقوى من بقية الدول ، نظرا  لموقف سوريا من المقاومة واسرائيل اما بالنسبة لموضوع القتل في سوريا  ،  فالمراقب  ومن خلال معطيات الوضع على الارض ، يستطيع ان يشخص من الذي يقوم بالقتل ؟ 
ان القتل في سوريا يأتي من الطرفين، من المسلحين السلفيين وافراد القاعدة ،وهؤلاء متجهون صوب تفجير الوضع ، من  خلال  اعمال  ارهابية  كبيرة  تطال  المواطنين الابرياء ، وهذه طريقتهم في الجهاد المزعوم ، قتل الابرياء من المدنيين  ،  ولا  نبرأ ساحة النظام السوري ايضا من عمليات القتل، لكن يأتي احيانا القتل من جانب الجيش السوري للمسلحين الذين يتعرضون لافراد هذا الجيش ، وهذا ما نسمعه  في  الاعلام ايضا ، حيث نسمع بمقتل عدد من افراد الجيش ، ان  القتل  في  سوريا  مسؤول  عنه المتطرفون المسلحون، ومسؤول عنه كذلك النظام السوري ، واننا لانجيز القتل تحت أي مسمى اوتبرير، سواء اتى من هذا الطرف او من ذاك، وان كنا نسمع في الاعلام  المضلل ان عمليات القتل في سوريا مسؤول عنها النظام السوري فقط ، فعلى الشعب السوري ان ينتبه ، لهذه  اللعبة  التي ترمي لدعم المسلحين المتطرفين المدعومين من المحور السعودي القطري الامريكي ، حيث  يقتل  الابرياء  ويرمى  بالكرة في ساحة الحكومة السورية ، كما  ندعو الشعب السوري  ان ينتبه  من اجل ان لا تسرق ثورته من هؤلاء السلفيين السائرين في الخط السعودي القطري ، ولابد  من الانتباه  لقنوات الدعم الخارجي للمسلحين،ان الطريق الصحيح الذي يخدم الشعب السوري هو سلوك 
الطريق السلمي لتحقيق المطالب المشروعة ،  في الحرية  والتداول  السلمي  للسلطة بطريقة ديمقراطية سليمة وفضح القتلة الحقيقيين من أي طرف كان،لان قتل المدنيين الابرياء لا احد ينتفع منه الا هؤلاء المسلحين السلفيين  وافراد  القاعدة  ، عليه  ندعو الشعب السوري للتعرف على القاتل الحقيقي، كي يعرف العالم من هو القاتل ومن هو المقتول ، ولمصلحة مَن تجري عمليات القتل العشوائية هذه ؟!
         
A_fatlawy@yahoo.com         

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/27



كتابة تعليق لموضوع : سوريا من القاتل ومن المقتول ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net