حلقة ١٤ تموز من سلسلة الثني عن المطالبة بالدولة الكريمة
نبيل علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رفع الانجليز شعار الحرية وحق تقرير المصير عند اندفاعهم نحو الولايات العثمانية، هذه الولايات التي كانت تعاني الفقر والتخلف والجهل والظلم بأنواعه، لذا شعر أهالي تلك الولايات التي من ضمنها العراق، بأنهم سينجون من الظلم والاستبداد الذي يمارسه العثمانيون، ويعيشون الحرية والكرامة ، ويكون لهم حق تقرير المصير.
ولكن سرعان ما تصادم طموح الاستعمار الانجليزي، بحرية الإنسان العراقي، وتطلعاته إلى بناء دولة يمثل فيها نفسه، فوقع التصادم و نشبت الثورات، وأدى الشعب العراقي وبقيادة مرجعيته الرشيدة ما عليه، رغم تكالب الأعداء وسوء الاوضاع وعدم التكافؤ بين الشعب و المحتل ، ووجود خيانات من الداخل، استطاع العراقيون رغم هذه الظروف الصعبة أن يوصلوا صوتهم للمحتل، ويقولوا له : نريد (دولة كريمة) مُسلمة تمثلنا وتعطينا حقوقنا.
ولقد علم الاستعمار حقيقة الأمر، بحيث لو تركوا العراقي ودولته فإنه سيعلنها دولة مسلمة تستنير بهدى المرجعية الدينية الرشيدة، ما أدى بالمحتل إلى تغيير سياساته والعمل على تغيير واقع هذا الشعب بكل ما أوتي من قوة ومكر.
فجلبوا عائلة مالكة فعلت ما يريده الاستعمار ، وتركت العراقيَ يئن من وطأة التعاسة، ثم عندما علم الاستعمار بوصول الظلم إلى حدود لا تتحمل ، كشفت عن مشروع جديد هو مشروع الجمهورية بدل الملكية وقامت بالانقلاب على العائلة المالكة وتصفيتها، على يد بعض الضباط المتطلعين لبناء جمهورية مطيعة للمستعمر، ثم قام المستعمر بتسليم العراق لحزب البعث الذي عاث فسادًا في الارض ومارس ابشع أنواع الظلم والاضطهاد الطائفي والقومي وعمليات اغتيال للهوية العراقية الأصيلة، وكل همّ الاستعمار ثني الشعب العراقي عن المطالبة (بالدولة الكريمة) بقيادة مرجعيته، ولكن باءت كل خططهم بالفشل فقرروا الإطاحة بالبعث، وتسليم العراق للإسلامويين الذين ربتهم منذ عقود على السرقة والنفاق والخيانة وتشويه صورة الدين باسم الدين، فظهرت مرجعية الحب والغزل ومرجعية الرقص والراب ومرجعية البق والحرمس، وما شابه، وكل هدفهم هو ابعاد الشعب العراقي عن دينه وعن مرجعيته العليا الرشيدة، وعن اصالته ، وتضييع مطالبته (بالدولة الكريمة) التي يعيش فيها عزيزًا مُصانًا.
فهل سينجح المستعمِر بمكره، أو أن العراقي المعروف بصبره وذكائه سيغيّر المعادلة ويحقق أمله (بالدولة الكريمة) التي ما زالت كلماتها على شفتيه في ادعيته ومناجاته.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نبيل علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رفع الانجليز شعار الحرية وحق تقرير المصير عند اندفاعهم نحو الولايات العثمانية، هذه الولايات التي كانت تعاني الفقر والتخلف والجهل والظلم بأنواعه، لذا شعر أهالي تلك الولايات التي من ضمنها العراق، بأنهم سينجون من الظلم والاستبداد الذي يمارسه العثمانيون، ويعيشون الحرية والكرامة ، ويكون لهم حق تقرير المصير.
ولكن سرعان ما تصادم طموح الاستعمار الانجليزي، بحرية الإنسان العراقي، وتطلعاته إلى بناء دولة يمثل فيها نفسه، فوقع التصادم و نشبت الثورات، وأدى الشعب العراقي وبقيادة مرجعيته الرشيدة ما عليه، رغم تكالب الأعداء وسوء الاوضاع وعدم التكافؤ بين الشعب و المحتل ، ووجود خيانات من الداخل، استطاع العراقيون رغم هذه الظروف الصعبة أن يوصلوا صوتهم للمحتل، ويقولوا له : نريد (دولة كريمة) مُسلمة تمثلنا وتعطينا حقوقنا.
ولقد علم الاستعمار حقيقة الأمر، بحيث لو تركوا العراقي ودولته فإنه سيعلنها دولة مسلمة تستنير بهدى المرجعية الدينية الرشيدة، ما أدى بالمحتل إلى تغيير سياساته والعمل على تغيير واقع هذا الشعب بكل ما أوتي من قوة ومكر.
فجلبوا عائلة مالكة فعلت ما يريده الاستعمار ، وتركت العراقيَ يئن من وطأة التعاسة، ثم عندما علم الاستعمار بوصول الظلم إلى حدود لا تتحمل ، كشفت عن مشروع جديد هو مشروع الجمهورية بدل الملكية وقامت بالانقلاب على العائلة المالكة وتصفيتها، على يد بعض الضباط المتطلعين لبناء جمهورية مطيعة للمستعمر، ثم قام المستعمر بتسليم العراق لحزب البعث الذي عاث فسادًا في الارض ومارس ابشع أنواع الظلم والاضطهاد الطائفي والقومي وعمليات اغتيال للهوية العراقية الأصيلة، وكل همّ الاستعمار ثني الشعب العراقي عن المطالبة (بالدولة الكريمة) بقيادة مرجعيته، ولكن باءت كل خططهم بالفشل فقرروا الإطاحة بالبعث، وتسليم العراق للإسلامويين الذين ربتهم منذ عقود على السرقة والنفاق والخيانة وتشويه صورة الدين باسم الدين، فظهرت مرجعية الحب والغزل ومرجعية الرقص والراب ومرجعية البق والحرمس، وما شابه، وكل هدفهم هو ابعاد الشعب العراقي عن دينه وعن مرجعيته العليا الرشيدة، وعن اصالته ، وتضييع مطالبته (بالدولة الكريمة) التي يعيش فيها عزيزًا مُصانًا.
فهل سينجح المستعمِر بمكره، أو أن العراقي المعروف بصبره وذكائه سيغيّر المعادلة ويحقق أمله (بالدولة الكريمة) التي ما زالت كلماتها على شفتيه في ادعيته ومناجاته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat