صفحة الكاتب : رحيم الشاهر

إعلام( الهَبة)
رحيم الشاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من مفارقات هذه المرحلة أنها صارت ماهرة بما اسميه( إعلام الهبة) ، فما هوهذا الإعلام؟ وماهي ملامحه؟،وما الذي يروم تسويقه عندما يهب مرة بريح قوية ، وأخرى بريح متوسطة ، واخرى بأعصار قوي كإعصار ( ساندي)، او إعصار ( مالكوت)، او إعصار( تايفون مانغهوت) ؟ الحقيقة إن هذا الإعلام خطابي طارئ ، أكثر منه موضوعي ثابت ، فهو يصلح للحالة الجوية ، أكثر من صلاحه لظواهر وأحداث الواقع والتاريخ ؛ لأنه مزاجي لايمتلك نفسا طويلا لمواصلة التغطية ، بل هو يقوم على منطقية تفاوت قوة الأصوات والأحداث المؤثرة 00 حصلت لدينا كثير من المواقف ، والأحداث دللت على أننا نمتلك من قدرات هذا الإعلام (المجنون) ، مالايمتلكه غيرنا ، فترانا عند الجنازة لاطمين ، وحول القبر محلقين ، وبالقرب من المأتم باكين ، وعند النعي مكبرين بصوت (بلال)، يموت لنا كاتب ، أو شاعر، أو فنان ،أو 00الخ فترى أن الدنيا تقوم ولا تقعد ، ويتحول –هذا الفقيد فجأة- الى مارد إبداعي لانظير له في الكون  ، يستحق ان تبكي السماء لرحيله ، وتندك الأرض لفقدانه ، وتزول الجبال لزوال اثره00 بينما هو وقبل موته بيوم لااحد حتى يسلم عليه ، او يحدق بوجهه ، او يترجم حرفا من حروفه ، أو يقلب سلعته ، لعل فيها كنزا، إنها – والله – من مفارقات عجبنا اليوم!00 يعيشون معنا ، فلا نراهم رؤية الحقيقة ، ويرحلون عنا فلا ننصفهم إنصاف الحقيقة ، انها عاطفة مريضة مهتزة ، كعاطفة الأم من شدة ولعها بإبنها تشجعه على ارتكاب المهلكة ، وتظن أنها تحسن صنعا!00 عاطفة تحركنا مرة إلى أقصى اليمين ، وأخرى الى أقصى الشمال ، وقلما تتوقف بنا في حد الإنصاف 00 المرء عزيز في حياته ، وكريم بعد مماته ، وهو يستحق من آله أحسن عبارات الذكر والتتويج ، لكن ليس بطريقة مهووسة ، تجعلنا نغالط الحقائق الكونية ، علينا – اذا احتفينا بفقيدنا- أن لانشتمه حيا، ونترحم عليه ميتا ، فهو لايستفيد من هذه ، ولا ينتفع من تلك 00 إعلام الهبة يركض في العدو ليوم ، أو يومين ، او ثلاثة ، ثم يتوقف فجأة ، وينفصل  عن امه الحقيقة كأنها ماربته ، ولم يعرفها سابقا ، فلا يمكنك ان تجمع من أثرياته ( كتاب محاسن الحقيقة)00 وليس كل إعلامنا 00 إعلام هبة ، فلدينا من (إعلاميي) المهارة ، والجدارة ، والتعقل ، والتفكر ، والتريث ، والتندي ،والتوقد ، مايجعلك تشعر ان الحقيقة مازالت فارسة ، وان الجريدة مازالت آنسة، تصدر من مؤسسة ( دار القلوب) للنشر والتوزيع! 00 إعلام الهبة ،هو نفسه إعلام الصيحة ، فإذا سمع صيحة من هنا هب نحوها ، وإذا سمع صيحة من هناك ، وجدته أول من نصب السردق وعزى ، دون ان يتأكد من صحة خبر وفاة الفقيد، وهكذا هو يجري  سريعا على الصيحات ، دون ان يحقق إشباع الحقيقة ، فتتساقط من جيبه كثير من خردة الأخبار ، والحقائق وإنها لهبةٌ لو تعلمون جسيمة00


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الشاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/23



كتابة تعليق لموضوع : إعلام( الهَبة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net