صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

قرأت لك ... الكمالية
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من خلال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اوردغان الاخيرة وانتقاصة من بلد كالعراق وقادتة ، والذي يعتبر من اهم بلدان المنطقة والعالم على مستوى التاريخ والاقتصاد والموقع الجغرافي ، وما يشُم من وراءها من نشر للفتنة وبث التفرقة بين ابناء البلد الواحد ، اشتدت الرغبة عندي للاطلاع على بعض الصفحات من تاريخ  الجمهورية التركية في العصر الحديث .  وكان بين يدي كتاب المرحوم الاستاذ حسن الدجيلي ( أصول التربية الثانوية ) الصادر في عام 1948 من مطبعة الحكومة / بغداد .  والاهداء..  الى طالباتي وطلابي في  دار المعلمين العالية ، اهدي كتابي هذا ...  علما بأن هذا الكتاب حصلت علية هدية من المرحوم الاستاذ زيد علي احمد الحيدري  عم زوجتي والذي كان طالبا في  دار المعلمين العالية ودرس هذا الكتاب عندما كان طالبا في المرحلة الثالثة قسم الطبيعيات عام 1947 واكمل دراستة العليا في الولايات المتحدة الامريكية منتصف الخمسينات . 
 
في القسم الاول من الكتاب وضمن الفصل الخاص " الدولة والتعليم " يتطرق  في الفقرة 6 الى موضوع ( الكمالية ) . وهناك اشارة للكاتب في اسفل الصفحة تشيرالى  .. لقد اعتمدنا في كتابة هذا القسم على مطالعات الدكتور محمد فاضل الجمالي عند بحثة عن اهداف التعليم في تركية كما هو مدرج في كتابة  " التربية والتعليم في تركية الحديثة " ص 5 – 12 مطبعة الحكومة 1938 بغداد وعلى كتاب  " تركية الحديثة "  لمحمد عزة دروزة 1946.
 
الكمالية :  اخذت تركية الكمالية منذ الانقلاب التركي تتجة في بناء كيانها الاجتماعي والاقتصادي نحو الغرب ، تاركة الشرق وتقاليدة وماضية وراءها ظهريا ، فاقتبست منة ما شاءت وكونت لنفسها " شخصية قومية " جديدة جمعت  - كما يقولون – بين محاسن الغرب ومفاخر الامة التركية – شخصية هي من صنع زعيمها كمال أتاتورك . يتطرق الكتاب لموضوع القومية في الصفحة 44 وهذا نصها  : يغرس الاتراك في نفوس ناشئتهم معنى العزة القومية ، فيلقنوهم ان الامة التركية اعظم  أمة ، وانها ذات مجد قديم ، وما السومريون والحيثيون الا الاتراك القدماء ، وما المدنية العباسية الا نتاج العقل التركي ! ويدعون ان قوميتهم ليست عدائية وليست موجهة ضد اية أمة من أمم الارض ، وانما هي قومية ايجابية تكوينية  . ان القومية التركية وان كانت لا ترتكز على أسس قومية عريقة كالقومية العربية والالمانية مثلا ، الا انها هي الاطار الخاص الذي تتجمع فية خصائص الامة التركية المصطنعة . 
 
وقد صارت القومية التركية في السنوات الاخيرة عنصرية عدائية كما يدل على ذلك تاريخها الحديث ويصرح بة  " ميثاق الذئب الاشهب "    *                                                                     وهذا نصة  : 
" من نحن  ؟
" نحن الذئاب الشهب .
" ما ميثاقنا ؟
" سلالة الذئب الاشهب التركية .
" ماعقيدتنا ؟
" ان السلالة التركية والامة التركية فوق كل سلالة وفوق كل امة .
" وما مصدر هذا التفوق ؟
" الدم التركي . 
" هل يفوق التركي غيرة مولدا ؟
" اجل ، فأن ذكاء التركي وشهامتة وبطشة الحربي وعبقريتة وكفاءتة كلها مستمدة من دمة . 
" هل يمكن فقدان السلالة التركية ؟
" اجل اذا ساءت البيئة ، وساء نوع الحكم . 
" هل يمكن ان تفقد هذة السيادة وتصبح أثرا بعد عين ؟
" اجل ، اذا تلوث الدم التركي بالدم الاجنبي يشب جيل مولد خليط ، ضعيف الصفات بدنيا وعقليا وروحيا .
: لم يعتنق الاتراك نظرية تفوق السلالات ؟
" لان الابحاث البايولوجية قد دلت على ان  70 % من الزواج المختلط ينتج أطفالا شواذا ، صما بكما ، مسلولين ، ميالين للاجرام والبغاء والسكر والمخدرات وجنون السرقة والصرع وذهاب العقل ، اما عند الولادة او على ممر السنين . يضاف الى ذلك ان من تلوث دمة بدم غريب لن يخلص لتركية مهما عاش تحت سمائها ، وشرب من مائها ، وتلقى العلوم في مدارسها . ومتى تبوأوا الكراسي الحكومية تظاهروا بالقومية ، وهم في صميم قلوبهم خونة ينقلبون على الحكومة اذا ما اشرفت على الوهن ، مدوا ايديهم للرشوة والتعسف بالابرياء . 
" وما هي بعض اماني سلالة الذئب الاشهب ؟
" ان يكون سكان الدولة التركية  65  مليونا من الانفس .
" وما يبرر ذلك  ؟
" ما يبررذلك ان الحق لا يمنح ولكنة يغتصب .
" أتعني بذلك الحرب ؟
" أجل ، ان الحرب عند الضرورة . ان الحرب نعمة من نعم الطبيعة ، وقانون من قوانينها المباركة . ومن واجب الامة ان ترفع البطولة العسكرية الى أسمى مراتب التجلة والاحترام . 
" وما هو قانون الاخلاق ؟
" الشرف والعمل والواجب والوطن . كل هذة على أساس السيف والدم .  
 
 
لايوجد عندي تعليق ، لكن اضع هذة المقالة امام ساستنا ونوابنا الافاضل للاطلاع ...  لكي يضعوا العراق واهلة في حدقات العيون ، فدفئ الوطن لا يعوضة حضن الاخرين ، رجائي ان تتصفوا بالحكمة في اتخاذ قراراتهم ، وبعد النظر في اتخاذ المواقف الصعبة ، وسداد الرأي في تلافي الاختلاف والمشاكل ، وان تفهموا ان لكل مشكلة وقضية وخلاف حلول كثيرة حاضرا او مستقبلا ، وان التطرف في الرأي والقرار تورث الفوضى والمخاطر والضعف ، عليكم جميعا الابتعاد عن اثارة الازمات وعدم اعلاء النزعات الدينية والمذهبية فيما بينكم ، لتبقى حلولنا من داخل الوطن ، ليكن في علم الجميع ان مشاكلنا لاتحل من قبل الاطراف الاقليمية ، من يطلب القوة من دول الجوار يحصد الخيبة بعد حين ، فالتاريخ مليئ بتجارب مماثلة في منطقتنا العربية والاقليمية ، خيانة الوطن فعل منحط يمارس في الخفاء من قبل رجال نذروا انفسهم للاجنبي ، ان غدرت بأخيك في الوطن بمساعدة الاجنبي خسأت وبانت عوراتك بعد حين ، وختاما ، تبا لكل قلب لايخفق بحب الوطن . 
 
*  مجلة التربية الحديثة ، صفحة  133  ، العدد الثاني ، السنة السادسة عشر ، القاهرة ، 1942
 
 
refaat_alkinani@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/31



كتابة تعليق لموضوع : قرأت لك ... الكمالية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net