صفحة الكاتب : حيدر زوير

 احتجاج تشرين من اعلان متمايز للذات الى الواقعية ما السبيل للانتقال للمرحلة الثانية ؟  
حيدر زوير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هو اجتماع ساحر يرى حسنه كل من يؤمن به . احتجاج تشرين القائم للحظة كتابة هذه الكلمات تعبير مغاير ايما مغايرة عن ذات اجتماعية متحدية و متطلعة ( ساكتب في وقت اخر عن سلوكياته) ، لن يرى هذا من يؤمن بأن اجهزة مخابراتية او اعداء النظام الاشرار وراء كل هؤلاء الملايين  ،و لن يراها المنتفخون من التهام المواعظ و اعادة رميها بوجه الناس و لا يعرفون النظر الا بعين أحكام القيمة بمسطرة الذوق و اللغة و السلوك الرفيع ، هذا الجمال الذي تصوغه الملايين في ساحات الاحتجاجات و خاصة ساحة التحرير ببغداد حقق اشياء اجتماعية و نفسية مهمة و شكل فاصلا عما قبله و ما بعده لكنه لن يبقى ، لن تبقى روح الجماعة هذه طويلا هو زمن استثنائي تفسره مقولات الجماعة الواسعة في العلوم الاجتماعية . سيجابه اول تحدياته و هي الواقعية ، يمكن ان يسمي كل باحث المرحلة الثانية باي اسم . و لنطلق عليها بالشيء " تشييء الاحتجاج " تحويله الى شيء دعكم من الفلسفة التشييئية . فما هو مهم كيف يكون هذا المد العاطفي شيئا " واقعيا " . منذ ايام و انا اتبادل الحديث مع اكاديميين و باحثين عن هذه المرحلة.  ما لفت نظري ان اغلبهم يرفضون الحديث عنها و يدعون الى تأجيلها و منهم من يعدها من اكبر المخاطر على النجاح القائم .  
اتفق معهم بامرين ، الاول انها تحدي غاية في الخطورة . و الاخر ان المرحلة الثانية " التشييء " لا ينبغي ان يُجر من المستقبل ، بل ينبغي الصبر على ان تعطي المرحلة الاولى كل ماعندها كي يحصل الوصول الى الثانية بانسيابية . لكن ما يدفعني للكتابة هذه هو الخوف على ان لا تستمر هذه المرحلة او تنحرف او بشكل دقيق يتم توقيف هذه المرحلة و تعطيلها لزمن لا نعرف متى يأتي رغم الايمان بانه يأتي لا محاله ، او ان تنتهي المرحلة و لم تصاغ المرحلة الثانية ، لذا لزاما ينبغي و هذا شأن علمي متقدم ان يتم اهتمام علماءنا و باحثينا باستباق نظري يقدم رؤى تشكل خارطة طريق لهذا الاحتجاج . و من هنا ستشكل هذه الورقة الحلقة  الاولى و دعوة للمشاركة في هذا الهم    
السعة الوطنية 
بشكل مباشر يعاني احتجاج تشرين من مشكلة جوهرية تتعلق بالشمولية   فلا زال هذا الاحتجاج الوطني لم يقنع العراقيون في اقليم كردستان و المدن الغربية الى درجة تدفعهم لفعل ما يفعله عدد كبير من ابناء العاصمة بغداد و مدن جنوب و وسط العراق . لذا ينبغي السعي بشكل كبير من اجل توسعة هذا المشروع كي يحقق اهم دعائمه و هي السعة الوطنية  
 
النخبة التنظيرية  
يقوم الكثير من الباحثين و الكتاب مستثمرين فاعلية مواقع التواصل الاجتماعي و اشكال الاتصال الاخرى لتقديم رؤاهم المختلفة حول الاحتجاجات و مستقبلها  بحسب التوجه المعرفي لكل منهم ، بيد انهم لم ينظموا دورهم في جماعات او منتديات او عنوان محدد يتناسب و المسؤولية التي عليهم القيام بها للوصول عبر التعاون لتقديم تصورات و خرائط طريق للجمهور العام . على ان يمارسوا ادوارا تأهلهم ان يكونوا محل ثقة هذا الجمهور و يقوموا بما يأديه العالم و الجماعة الملهمة و المؤثرة في نماذج اجتماعية مختلفة .  
 
تيار تشرين الوطني  
التشيء " الواقعية " السياسية تفرض ان صندوق الاقتراع هو الفيصل في حسم صراع من يمسك السلطة و كيف تدار هذه الاخيرة ، و هذا الاحتجاج مهما اتسع حجمه و فاعليته يبقى انه يطلب من غيره " الأيديولوجي " ما يريد و هذا امر غير منطقي ، و لا قيمة لطلبات اقالة الحكومة و اجراء إنتخابات مبكرة و تعديل الدستور او اي مطلب اخر ، فمن يا ترى سيقوم و يحقق هذه المطالب!؟ في الواقع الذي لا يوجد غيره سيقوم به من خرجت الناس ضدهم ، و دعكم من كل الافكار عن اشراف اممي فقانون الامم المتحدة لا يتيح لها ان تشرف على انتخابات في بلد مثل العراق ، و لا حتى مشاركة علماء و اكاديميين مستقلين في مشاريع تعديل الدستور او كتابة قانون الانتخابات و اختيار مفوضيها فكل هؤلاء رايهم للاستئناس لا اكثر ، اذا لم يصبحوا من اجل مصالحهم الشخصية اكثر ملكية من الملوك ،  و لا قيمة لنظرية " ضغط الشارع " فهنالك اكثر من طريقة للالتفاف و التموضع من اجل المصالح الفئوية . و هذا يفرض على الاحتجاج التشريني ان يفرز تيارا سياسيا يصاغ خطابه من فلسفة الاحتجاج ، و الا فالمرحلة الاولى ستبقى مجرد زمن حلمي جميل عاشته الجماهير تنفست فيه ذاتها المغيبة و ادملت جراحها لايام عن طريق ارعاب خصومها من الفاسدين و محتكري النظام بغير حق .  
 
التقاط الفرصة  
الهزة التي احدثها احتجاج تشرين و الذي لا يتكرر في اي وقت ليس كاحتجاج فحسب بل كسياق كامل ، يشكل فرصة تأريخية ينبغي ان تلتقط و يتحقق عن طريقها الكثير و هذا ما يفرض التفكير جديا بوضع مطالب جوهرية من شأنها اعادة بناء النظام السياسي . من قبيل اشتراط اعتماد الية الدوائر الانتخابية و الانتخاب الفردي و تفعيل قانون الأحزاب السياسية بعد تعديله بمنع تشكيل اي حزب سياسي على اسس قومية او دينية . و العمل بشكل واضح عن الكشف عن مصادر تمويل الاحزاب و الزعماء السياسيين بعد تشريع قانون يمنع بموجبه كل من يعمل في الشأن السياسي ان تكون لديه تجارة مرتبطة بمؤسسة من مؤسسات الدولة و لا حتى على مستوى  الضرائب و الكمارك . و اعادة النظر بقوانين الهيئات المستقلة بما يحقق تطبيقيا استقلال فعلي لها و ايقاف عملية الهيمنة لاحزاب معينة على المناصب التي تسمى بالخاصة .  
يتبع  
حيدر زوير


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر زوير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/02



كتابة تعليق لموضوع :  احتجاج تشرين من اعلان متمايز للذات الى الواقعية ما السبيل للانتقال للمرحلة الثانية ؟  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net