نعرف أن هناك رخصة لقيادة السيارة ، أو رخصة لحمل السلاح ، أو رخصة لممارسة مهنة معيّنة .. أمّا رخصة لمسك القلم فلم نسمع بها ..!
في الواقع أنّ القلم هو أهم آلة ينبغي ان تُعطى لها رخصة استعمال ، والكتابة من أخطر المهن التي تحتاج الى إجازة ممارسة ، وهكذا كانت فعلاً .. فمقدمات الكتب والتعليقات التي يطلبها في العادة أصحاب الأقلام لنتاجاتهم من علماء او كتّاب كبار أو أدباء او أصحاب اختصاص انما هي في الواقع طلب الرخصة واستحصال الموافقة على الكتابة والنشر .
القلم لسانٌ ثانٍ ، وأحد أهم سفراء العقل كما قيل ، قَسَم به الرب ( نون والقلم وما يسطرون ) وحفظ لنا التأريخ ، القلم والقرطاس أول وأقدم منصّات المعرفة ومواقع التواصل الإجتماعي عرفها الإنسان .
ونحن نعيش في ظلّ هذه الفوضى العارمة وغير المنضبطة أحياناً في الكتابة والنشر حتى أصبح كل من هبّ ودبّ - من أمثالي - يكتب هنا وينشر هناك ، وعند هذا الانفلات الكبير أصبحت مسؤولية القارىء أكبر وأخطر ، لأنه قد يتناول غذاءً لمّ يخضع لسيطرة نوعية ، ويتعاطى عقاراً لم يوصف من قبل طبيب . فلا بد أن تكون للقارىء ميزة الفلترة - إذا جاز القول - وإمكانية التثبّت مما يقرأه .
القارىء أهمّ مانح لرِخَص الأقلام ، لأنّه كلما استشعر الكاتب برضا قرّاءهِ وإعجابهم بمدادهِ كلما كسب التخويل الرسمي من قبلهِم بل والمَطالب الضاغطة باتجاه شحذ يراعهِ وغزارة إنتاجه ..
ولا يفوتنا الى ما يُكتب ويُنشر في مواقع التواصل الإجتماعي الالكترونية ، فإن الضغط على زر الإعجاب او المشاركة أو التعليق الإيجابي على أي منشور إنما هو عبارة عن منح رخصة مجانية للكاتب بل لهكذا نوع من الكتابات والمنشورات .. فللنتبه جميعاً إذن .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat