صفحة الكاتب : زكي آل حيدر الموسوي

الشباب و فكر الالحاد
زكي آل حيدر الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمھيد

خير ما ابتدأ به ھو بسم لله الرحمن الرحيم ، والحمد له على ما انعم والصلاة على من

صلى وسلم ، رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقھه قولي...

 

نرى في ھذه الايام انتشار ظاھرة اعاقة فكرية تجعل اصحابھا لا يؤمنون بما تدركه حواسھم ولا عقولھم ، وھي ما تسمى بظاھرة ( الإلحاد ) اي،انكار وجود لله او الخروج عن الدين ، حيث ان ھذه الظاھرة سلبت اخص خصائص الانسانية الا وھي ( التفكير ) ...

ومن العجيب نرى ان من يتحول الى فكر الإلحاد يعتبر شخصآ مميزآ في المجتمع ،،، ومن الغريب ان عقول الملحدين تؤمن بإن الكرة لھا صانع والكون صدفه !!!!!!!!

نعتقد ان ھناك اساب كثيرة دعت الى انتشار ھكذا افكار منھا : الانفتاح الثقافي والاعلامي وقلة الوازع الديني وغيرھا مما دعت الى انتشاره بشكل كبير وھو خطر على الجميع لإنه ضد فكر منھج التوحيد ، وقد وجدنا البعض إنھم يشككون في ضروريات الدين ويؤولونھا، كالصلاة غير واجبة والحجاب ليس بفريضة والربا ليس محرمآ ....ألخ

ولا نستغرب بإن ھذا الفكر كان موجودآ من قبل الاسلام ،حيث كان ھناك قوم يدعون بالدھريين الذين وصفھم لله عزوجل بالقرآن : ﴿ وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدھر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ﴾([1])( سورة الجاثية آية 24

الإلحاد والشرك

ھناك أسلوبان ( إلحاد و شرك ):

فالأول ( الإلحاد ) كما ذكرناه ھو نكران وجود الخالق وعدم إيمان بما تدركه الحواس..... عزوجل ولكن يشمل الإيمان بشريك آخر،يرزق. اما الثاني ( الشرك ) فھو الإيمان با وينفع ويضر ....وھكذا وصفھم لله تعالى في كتابه: ﴿ أرءيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً ۝ أم تحسب ان اكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم اضل سبيلاً ﴾([2]) سورة الفرقان آية 43-44

وقال تعالى: ﴿ إن لله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشآء ومن يشرك به فقد ضل ضلالاً بعيداً ﴾([3]) سورة النساء آية 116

لھذا نرى إن الشرك بالله ذنب عظيم لا يغتفر فكيف بالذي لا يؤمن بوجود لله عزوجل!!!!

قال تعالى: ﴿ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الاولين﴾([4]) سورة النساء آية 38

كيف نعالج ھذا الفكر ( الإلحاد )

ھناك اسلوبان يمكن من خلالھما علاج ھذ الفكر ھما :

أولاً ( العقل )

يعتبر العقل رسول من الداخل كما يعتبر الرسول عقلآ من الخارج ..... علينا ان نستخدم اسلوب الحوار العقلي والفكري مع الملحد بطريقة تجعله يلجئ الى الإيمان بالله تعالى من خلال بيان معالم الخالق وكيف خلقه، وكيفية خلق الإنسان من نطفة ومن ثم علقه ثم كونه رجلآ ينطق ويسمع ويتنفس، كما في كتاب لله عزوجل: ﴿ إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لأياتٍ لأولي الألباب ﴾([5]) سورة آل عمران آية 190

وقال عز من قائل: ﴿ ولقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ﴾([6]) سورة التين آية 4

وقال تعالى: ﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ۝ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ۝ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامآ فكسونا العظام لحمآ ثم أنشأنه خلقآ أخر فتبارك لله احسن الخالقين ﴾([7]) سورة المؤمنون آية 12-13-14

 

 

 

ثانياً ( الجانب التنموي )

إن اللين في الكلام وحسن الخلق يؤدي إلى تغيير الإنسان جذريآ من أسوء الى الإحسن.....

حيث كان تعامل رسول لله (ص) مع المشركين بأرقى الاخلاق و وصفه لله تعالى بالخلق العظيم وقال عزوجل: ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك..﴾([8]) سورة آل عمران آية 159

ھذا وقد نرى تكرر قصة موسى عليه السلام مع فرعون في القرآن لما فيه عناداً وأعظم كفراً وإلحاداً.. لكن لله عزوجل عندما خاطب نبيه موسى واخيه في القرآن بأستخدام الإسلوب الحسن واللين في الكلام، قال : ﴿ اذهبا الى فرعون إنه طغى ۝ فقولا له قولاً ليّنا لعله يتذكر أو يخشى ﴾([9])( سورة طه آية 43-44

حتى لو كان كافراً لعله يخشى الله بسبب المعاملة الحسنة.... في الختام ... يقول الدكتور أحمد ديدات: ( إن الملحد قد أدرك نصف الطريق الى الحق ، فھو يؤمن انه ( لا إله ) ويبقى دورك ان يكملھا ويقول ( إلا لله ) )... ھذا كله ما استطيع اقدمه لكم لعلي أبلغ الأسباب وان أحقق كلمة ( لا إله إلا لله ) بأكملھا...

حررته بجوار مسجد الكوفة (2019.03.17)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكي آل حيدر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/06



كتابة تعليق لموضوع : الشباب و فكر الالحاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net