صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الأمرَكَة : الوجه السيئ للعولمة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تكون نظريتك أو قضيتك أو صناعتك أو سائر جوانب حضارتك تتميز بخاصيتين :

الاولى : أن تكون معروفة عالمياً
الثانية : أن يتقبلها العالم ويعترف بها

عندها يمكن وصفك كشخص او كأمّة وحضارة أو ما ينتج عن شخصيتك أو أمتك وحضارتك بالعالمية ، وهذا لا يعني بالضرورة تبنّيها من قبل العالَم أو فرضها عليهم وإنّما تكتفي صفة العالمية بإطلاع العالم المصاحب للإعتراف والإحترام .

العالمية بهذا الوصف تعتبر من أفضل مظاهر الانسانية وأجمل صور التعايش والتعارف وتبادل الخبرات بين بني البشر .. فيها تتكامل العقول وعندها تتلاقح الأفكار وتتعاظم المشتركات .. ولكن عندما تتعسّف بعض الدول في كسب عالميتها وتقوم بفرض حضارتها على الآخر وتكرهه على إتّباع طريقة عيشها وتفكيرها ونظم حياتها ، وعندما تريد أن تصدّر فهمها للأمور قسراً وتصادر فهم الآخرين مستغلةً بذلك قوتها العسكرية أو هيمنتها الاقتصادية بحيث تصممّ قالباً بشرياً ينسجم وتوجهاتها ومطامحها وبعد ذلك تعمل على إصهار باقي الحضارات وتسكبها في قالبها الجديد فهذا ما يسمّى بالعولمة او ( القولبة ) القسرية للأمم ..

ولقد أُختلف في تحديد تولّد فكرة العولمة وبالتالي السعي الى تطبيقها ، ولكن ما لا ينسى هو تأريخ بدأ إنطلاق العولمة الأمريكية المعاصرة أو ما يسمى ( بالأمركة ) وذلك بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب الباردة في نهاية عقد الثمانينيات من القرن المنصرم وإعلان رئيس الولايات المتحدة حينها بوش ( الأب ) في عام ١٩٩٠ م وأمام الجمعية العامة للإمم المتحدة بإنطلاق ما يسمى ( النظام العالمي الجديد ) وأنّ أمريكا ستكون الراعية والحامية والمدافعة لهذا النظام والشكل الجديد للعالم .. ولقد لخّص بوش خصائص هذا العالم الجديد بأنه ( عالم مختلف .. ذا حدود مفتوحة ..تجارة مفتوحة .. عقول مفتوحة ) ، جاء بعده بيل كلنتون وأكد على زعامة الولايات المتحدة للعالم ونظامه الجديد وأعتبر أن مسؤولية ذلك واجب على أمريكا وهي حاجة ضرورية لباقي اجزاء العالم ..

فهكذا ينبغي ان نفهم العولمة المعاصرة وأنها مشروع امريكي للعالم ، فنحن نعيش في دورة تدريبية قسرية للتقولب على الحياة الامريكية سواء على مستوى المجال الثقافي او الاقتصادي الرأسمالي او التقني او السياسي وسيؤول بالتالي الى الاجتماعي .. وطبعاً لا يعتقد أحدنا أننا سنكون بمستوى الشخصية الامريكية ودولة الولايات المتحدة ، وإنما سيعيش العالَم تحت الوصاية الامريكية وسيخضع الى استعباد ولكن بإسلوب معاصر لا أكثر ..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/01/25



كتابة تعليق لموضوع : الأمرَكَة : الوجه السيئ للعولمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net