صفحة الكاتب : عادل القرين

خلك معي (سويعة)
عادل القرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا أعلم ما الذي شدني لكتابة هذه الوقفة..

غير أن يدي امتطت طبق (فطوري)، والذي هو أمام استحضاركم للمكان والزمان (طماطم، وعشرة حباتٍ من الزيتون الأخضر، وفصين جُبن كيري، وخيار)..

 

الشاهد في هذا الأمر (ليش)، ولماذا لا نستمتع بوجبة الإفطار حالياً؛ مُقارنةً بذات النفس والبهجة التي كُنا عشناها سابقاً؛ رغم بساطتها بذاك الزمن المُنصرم؟!

 

 

نعم، اليوم ولله الحمد والمنة عندنا خيرات الله كثيرة، ومُترفة بالوفرة، ومُترفلة من هامة الرأس إلى أخمص القدم.. بيد أن المسرة تنقصها ولا تُشكلها إلا بالوقتية واللحظة الزمنية السريعة..

فالدنيا لم تتغير، والنهار لم يتبدل، والليل لم يتشكل بهذا مكان ذاك بين أقاليم الأقطار..

 

 

أنا لا أرمي هذا الوقت بالتشاؤم والسلبية، ولكن هي وقفة تسكُنني من زمانٍ بعيدٍ، والحيرة تُتوج الإجابة بالهروب ربما!

 

 

ففي عُمر الطفولة كانت وجبة الفطور (جبن كيري، أو جبن مُثلث، ورهش أبو تنكة، وجُبن مالح، أو جُبن كرافت، وزيتون، وجام بو جحة، أو خبزة زعتر من مخبز البحراني بالفاضلية)..

وكما يعلم الجيل الحالي، وما قبله، ومن سيأتي بعده

أن إجازتنا المدرسية كانت الخميس والجمعة وإلى عهدٍ قريبٍ..

 

 

المُهم" وتفيد نشوة الاسترسال بالحديث، لخطبة (التوستماسترز) لكسر الجمود وحاجز الرهبة والخجل.."

كُنت أتعارك مع إخواني وأخواتي على مقدار (فصوص جبن الكيري، ومسحه على كامل الرغيف/ الخبزة/ القرص من نفس المخبز، أو على الخبز الأحمر الحساوي، أو الخبز الزبيري)..

 

 

وما أجمل هذه الوجبة إذا ما اقتربت من وقت افتتاح التلفزيون، (وفرار السلة والصورة قزاز، والهواش من صباح الله)، وانتظار وقت (الجناني) ــ أي الرسوم المُتحركة ــ هذا بخلاف من يُغطي وجهه عن شاشة التلفاز، (ويشتغل حوله التنحيز، والمساسر، والتغميز تارةً أُخرى)!

 

 

وما أجمل (لمّتنا) بأحضان وجبة (البريك فاست)، والتغني على معزوفة (سالي، وهايدي، وبيتر، ونحول وأمه، وزينة، والسنافر، وعدنان ولينا وعبسي، وفارس الصغير يُصبح البطل)..

 

 

ولا أنسى مكان (بطحة) العمدة للأخ الأكبر، أو من يحجز مكانه أمام الشاشة مُباشرةً لشاهد (النملية).. وأرجله مُتكأة على أطرافها من أسياد (العمودية، والمطاريش، أو من يتحنن على سيادتهم وموقعهم بالحب المقلي أو الحب الدمامي، والماي، والشربت الفينتو، وعسكريم بو كيسة على الصبار).. قبيل وقت البرنامج والتقرير الرياضي والأسبوعي لمُجريات مُباريات الدوري لكرة القدم، وباقي الألعاب لكافة المناطق..

 

 

(ياوووو)، وتعني التعجب بلهجتنا الحساوية المعظمة بالمد والجزر على شواطئ بعض أفواه وألسنة الأُسر والمناطق والقرى هُنا وهُناك..

بين تقاسيم ونبرة (أها عاد) المُعتادة للتوسل بين كل الأعمار والأمصار..

 

 

أعلم جيداً بأن النص تسيد شاهد خيالكم، وأمكنتكم، وملامحكم..

لتطاير غبار أرشيف الذاكرة، فظل كل واحدٍ منا ومنكم يكتب الأحداث، والحوارات، والنظرات لمن يعيش بيننا، ومن ارتحل عنا بآهات الرحمة والحنين..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/20



كتابة تعليق لموضوع : خلك معي (سويعة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net