الاعتبارُ بنموذجيّةِ المُتَّقِين وصفاتهم ورؤيتهم – ضرورةٌ مَنهجيّةٌ وسُلُوكيّة
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
:1: إنَّ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) قد شرحَ في خطبةٍ له أحوالَ المُتّقين لصاحبه (هَمَّام) ورسمَ صورةً كاملةً تشتمل على ذكرِ خصالِهم ورؤيتهم ونظرِهم إلى هذه الحياة .
:2: هذه الصورة تُمَثّل الصورةَ الثاقبةَ والنظرةَ المُتبَصِّرة والحقيقية لهذه الحياة ، وأيِّ صورةٍ أخرى وأيِّ نموذجٍ آخرٍ دون ذلك يكون مخلوطاً بشيءٍ من الزيف الذي يوجب الحسرةَ والندامة .
:3: لذلك وإن كُنّا قاصرين عن بلوغ ما رسمه (عليه السلام) من صفات للمُتّقين ، ولكن ينبغي لنا أن نعرضَ هذه الصورةَ على أنفسِنا ونجعلها شاخصةً أمامنا - ولا أقلّ من أنّها إن لم تمدّنا بشيءٍ من العزم على مَزيدٍ من الصلاح - فلا أقلّ مِن أن تشعرنا بالحسرةِ والأسفِ وبالقصور والنقصان ، ولعلّ اللهَ سبحانه وتعالى يلتفتَ إلى هذه المشاعر مِنّا فيكتب لنا توفيقاً في هذه الحياة .
:4: وعلى أيِّ حالٍ للإنسان وإن قَصُرَ عن شيءٍ ،لكن لا ينبغي به أن يُعرِض عنه ، إذ من الواضح وبحسب السُنن النفسيّة أنَّ الإنسانَ على مسافةٍ بين النموذج الذي يضعه أمامَه وبين عمله – والنموذج هو المتقدّم دائماً ، ومَن لا يضع النموذجَ الأمثلَ أمامَه من عمله فهو في الحقيقة غافلٌ غير مُهتمّ بذلك الحقّ .
:5: من طبيعة النفس الإنسانيّة أنّها إذا اهتمّت بشيءٍ وضعَت النموذجَ الأمثلَ لذلك الشيء أمامها ، ولذا ينبغي لنا أن نتأمّل هؤلاءِ الصفوة مِن عباد الله الّذين ذكرَ أميرُ المؤمنين ( صلوات الله عليه) صفاتهم ونتأمّل أحوالهم ورؤيتهم للحياة وكرامتهم عند الله سبحانه وتعالى – لعلّ اللهَ سبحانه يكتب لنا شَبهَاً بهم.
: قبسٌ من تذكِرَةِ سماحة السيّد الأُستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني (دامت إفاضاته)
: الاثنين 29 جمادى الآخرة، 1441هـ - 24 - 2- 2020 م :
:تدوين: مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat