صفحة الكاتب : حسين فرحان

هل سيعم الصمت يا كورونا ؟
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 العالم يحبس أنفاسه، والكل حذر من الكل، لا تقترب أكثر .. لا تصافحني .. لاتلمس بيديك مساحة لم ترش بالمواد المعقمة .. ثم ماذا ؟
أصبحنا نرى العالم من خلال ( كمامة ) البعض يظهر وجهها الأزرق والآخر يظهر وجهها الأبيض في لغة طبية بدأت تنتشر لتغني عن كل اللغات، ربما لن تجد كلام - في بعض بقاع الأرض - سوى ( أنت مصاب بالوباء فابتعد ودعني أنتظر دوري ) ..
فرحة صغيرة تعم لتزيح بعضا من الهم أن دولة أكتشفت الترياق المجرب وأن الأمور ستؤول إلى خير وسلام .
الأخبار تتوالى تحمل مع عواجلها الاحصائيات، وحياة الشعوب أصبحت رهينة الأرقام فأسم الدولة يقابله عدد الاصابات والنتيجة شلل في مفاصل حياتها وإن لم يحصد الموت فيها أحد .
البعض يردد ( لا عاصم اليوم .. ) وآخر يجزم أنها حرب بايولوجية وآخر يتهم الخفاش والأفعى ويلعن الثدييات والطفرة الوراثية و التعديل الجيني لهذا الفايروس السيء الصيت ..
القلق من الأصابة هاجس البشرية جمعاء فهل هو القلق على الأنفس أم على الأبناء أم على المتعلقين والاقرباء والأصدقاء ؟ هل تتباين الأولويات في ذلك ؟
اللجوء إلى الحلول كيف سيكون - فالقضية عالمية، - هل ستلتجيءالبشرية الى الحلول الطبية وتؤمن بها ذلك الأيمان المطلق مع استمرار الوفيات وتسارع الانتشار ؟ هل سيكون للتوجه العقائدي نصيبه في نفوس البشر مع اختلاف عقائدهم، فغير المعتقدين بوجود الله تعالى شأنه سيتوجهون حتما لبوذا وللنار والفأر والبقر والطبيعة وطقوس تقديم القرابين للانهار والبراكين .
هو دون البعوضة التي ضربها الله مثلا لايرى ولايسمع له صوت سوى صوت نعي الأخبار العاجلة .
( كورونا ) ربما لن يمنح لكاتب ما الفرصة لأن يكتب فيه قصة قصيرة فضلا عن رواية ربما يعجبه أن يحاكي فيها رواية ماركيز فيكتب ( الحب في زمن الكورونا ) ..
الهواء ذلك المخلوق المجاني الوحيد الذي تنعمت به البشرية منذ بدء نشأتها أصبح يستنشق بحذر من وراء الكمامات فأصبح يحمل إمارات الموت بل يحمل الموت بعينه .. وأخطر مافي الوباء أنه لايعترف بأرض دون أرض ولاشعب دون شعب فهو السائح الذي تحمله الرياح حيث جرت لتصنع فوبيا من نوع جديد هي ( فوبيا الهواء أو التنفس أو الزحام أو العطاس او السعال ) ..
لم يحدث جنون البقر ولا أنفلونزا الطيور والخنازير ما أحدثه كورونا حتى كأن العالم يقف عاجزا أمامه وهو فعلا لغاية اليوم أشبه بالعاجز .. فالقراءة للواقع مرعبة وأسوا مافيها هو أن ينتشر وعندها سيكون الوضع في بلدان كثيرة غير ما نراه اليوم ..
الأيمان بالله طوق نجاة ومن اعتقد بالفرج سيراه أما النظراء لنا في الخلق فسيرددون ( هل سيعم الصمت ياكورونا ؟ )
لا نملك الا الدعاء ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/28



كتابة تعليق لموضوع : هل سيعم الصمت يا كورونا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net