صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

ثمانون عام من الصك
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلمتان ذاع صيتهما بعد ٢٠٠٣ في العراق، ضمن كلمات كثيرة مستحدثة.. أولاها كلمة "صكاكة" والتي توصف من يقوم بإغتيال الأشخاص علناً..

الثانية "ميليشيا" وهو توصيف لأي فصيل مسلح خارج عن الأطر القانونية للدولة، الأهم أن هذه المصطلحات ألصقت تلاحقاً بالشيعي فقط، وأوهمَ الإعلام الناس بأنهم أول من أسس للإغتيالات والفصائل المسلحة في بلدنا..

تاريخيا أول من "أخترع" السيطرات الوهمية هم أتباع الحزب الشيوعي، أبان فترة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم.. وكانوا يعرفون "بالأنصار" وهي المليشيا الرسمية التابعة للحزب الأحمر..

نصبوا السيطرات الوهمية في مداخل ومخارج العاصمة بغداد، بحثاً عمن يخالفهم بالتوجه السياسي من القوميين والبعثيين، وقاموا بأبشع الجرائم في العاصمة الحبيبة آنذاك، وكان عناصرها يتفاخرون بحملهم للسلاح، وكان "الصك" نصيب كل من يخالفهم بالرأي.. فهذه الحركة تعد الأولى في مجال المليشيات الوقحة..

في عام ١٩٦٣ تأسست مليشيا تابع لحزب البعث، وهم عناصر من الحرس القومي، تشكلوا في ظل نظام عبد السلام عارف بعد أنقلاب ٨ شباط ١٩٦٣، وبعدها تم توفير غطاء قانوني شكلي لهم، فهو أحد الفصائل التي تحمل السلاح خارج الأطر القانونية، وكان للفصيل دور في العديد من عمليات التصفية السياسية، التي تستهدف المعارضين للنظام.. وهذا يظهر أن تاريخ الصك العراقي وتأسيس المليشيات، بدأ قبل ثمانين عاما..

منذ تأسيس الجمهورية، قام الساسة بحل مشاكلهم بأقصر الطرق.. الصك! لذلك نجد كثير من الأحزاب، تتجه إلى تكوين فصائل مسلحة لحماية مناصبها.

ما يحدث اليوم من زوبعة إعلامية تتهم قادة الأحزاب "المتأسلمة“ بأنهم مذهب راديكالي يستخدم الكاتم لحل مشاكله، ما هي إلا لعبة سياسية يراد منها أسقاطهم سياسياً، وقد نجحوا نسبيا بذلك فعلاً..

شعبنا اليوم مال لتصديق كذبة أن سمة الإغتيال، وحمل السلاح خارج الدولة، هي صفة للشيعة فقط، لكن الحقيقة غير ذلك إطلاقاً.. لأن الإسلاميين هم تلامذة صغار، عند القومجية البعثية والأنصار من الحزب الشيوعي.. ولو أتيحت للأخير فرصة أن تكون لهم دفة القيادة، لما توانوا في أن يبيدوا نصف العراق من أجل أن تستمر مناصبهم، أما المليشيات الآن فهي مجرد لعبة طفولية بالنسبة لحركة الأنصار..

رغم ذلك فمن المتوقع إزدهار الأغتيالات في الساحات والمقرات هذا العام.. وستخطف "البيك آب" أصحاب البيجات والقادات، والحسم سيكون "لصك" الناشطين والناشطات، ولن يعم عراقنا الهدوء حتى أجراء الأنتخابات، وأصابع الإتهامات سيحولها الأعلام على المليشيات.. الشيعية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/16



كتابة تعليق لموضوع : ثمانون عام من الصك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net