صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

عندما يتجول فيروس كورونا بين الاغبياء والجهلة
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع الاسف الشديد العراق ينقصه الوعي الصحي والطبي , ولم يكترث الى اهمية القول المأثور الوقاية خير من العلاج . لهذا السبب ينجرف البسطاء والسذج والجهلة الى اللجوء الى الخرافة والشعوذة في العلاج من الامراض حتى الفتاكة , هذه العقلية متشبثة في معتقداتها الخاطئة لا يمكن تغييرها ضمن عقليتها المنغلقة , حتى مع انتشار فيروس كورونا , لم يلتزموا بأبسط شروط العناية اللازمة في الوقاية , والتقيد في الارشادات الطبية والصحية , التي تحد من انتشار عدوى الوباء الخطير . لاشك من الغالبية منها تعاني الفقر والعوز والحالة الرثة في الحياة والمعيشية . تعاني المعاناة والاهمال , في شحة وفقر الخدمات الطبية والصحية . في دولة غنية بموارد المالية للنفط ولكنها فقيرة ومفلسة بسبب الطغمة الحاكمة الفاسدة , التي لم تخلق ابسط الشروط للبنية التحية للاصلاح والتطور وتحسين الخدمات العامة , بما فيها الخدمات الطبية والصحية . التي تؤهلها في العلاج والدواء . في الحالات الخطيرة مثل كارثة هذا الوباء كورونا , سوى استنزاف اموال الدولة لتصب في جيوب وارصدة الفساد والفاسدين . ان تجعل الحياة في خطر فتاك تلعب به الامراض والاوبئة المعدية والفتاكة . لذلك اننا في وضع كارثي في هذا الوباء الخطير فيروس كورونا . ووضع الخدمات الصحية والطبية في أسوأ حالاتها السيئة والعاجزة بالشلل التام , رغم ان وزارة الصحة استنزفت امولاً خيالية وخرافية من ميزانية الدولة , وحسب تصريح وزير الصحة الحالي , بأن رصد لوزارة الصحة امولاً ضخمة وكبيرة جداً من عام 2003 الى عام 2014 رصد مبلغ خرافي يقدر بحوالي 50 ترليون دينار عراقي , وكل عام يرصد مبلغ حوالي اكثر من مليارين دولار . والمفروض بهذه المبالغ الضخمة ان تجعل الخدمات الطبية والصحية في افضل حالاتها حتى على دول المنطقة . ولكنها ذهبت الى جهات الفساد والفاسدين . وظل الجانب الصحي والطبي في فقر مقدع بالشلل , بل رجعت حالة المستشفيات البائسة والفقيرة , التي اصبحت مرتع للقطط والجرذان والبعوض والذباب , حتى رجعت الى الوراء عقود طويلة نتيجة الفساد الذي نخرها وافلسها . والمستوى الطبي والصحي يتدهور عاماً بعد عام , حتى عجزت الوزارة في توفير 5 مليون دولار حسب تصريح الوزير الصحة , لمعالجة كارثة فيروس كورونا . لذلك اطلق الوزير على وزارته تسمية ( الوزارة التعبانة ) . وعاجزة حتى في توفير ابسط مستلزمات الوقاية الطبية والصحية . وعاجزة تماماً في الصد من انتشار العدوى . في اجراءاتها الضعيفة والهزيلة هي نقطة في بحر . وكل ما في الامر لتعويض عن عجزها وفشلها , عدم التصريح الحقيقي في عدد الاصابات وعدد الوفيات يومياً . في غمط الحقائق امام الكارثة التي اصابت الشعب العراقي , لانها مفلسة مثل الدولة التي هي على شبح الافلاس من انخفاض اسعار النفط عالمياً , التي تدهورت بشكل غير مسبوق , وسينعكس على شبح الازمة الخانقة والكارثية , ابسطها بأنه سيجعل الدولة ليس في مقدورها ان تدفع الرواتب للعاملين والموظفين والمتقاعدين . يعني بأختصار شديد سيشهد العراق حالة افلاس كارثية . وخاصة انه يدفع معونة سنوية ضخمة الى ايران التي اصبحت المعونة المالية العراقية اكسير الحياة لنظام خامئني , الذي افلس تماماً وسدت كل الابواب في وجهه . ماعدا الباب العراقي الذي يضخ الاموال بدون وجع وضمير ومسؤولية , كلما في الامر , ان يظهروا انهم امناء وخدم لولاية الفقيه , ولكن على حساب افلاس ميزانية العراق المالية , امام هذا الواقع الكارثي . سترفض الدول والبنوك الكبرى اقراض العراق مالياً لانه دولة مفلسة , رغم الشروط القاسية ومنها الفوائد الكبيرة التي تفرضها , لكن ( بالوعة ايران ) تتحرج هذه الجهات في تسليف العراق , كما امتنعت في تسليف ايران حين طلبت من الصندوق الدولي سلفة مالية ولكنه رفض . لذا فأن الحمل الثقيل الايراني يهدد بأفلاس العراق ايضاً . في هذه الظروف الخطيرة , في كارثة وباء كورونا . ولكن من جهة اخرى يزيد الطين بلة , ان البسطاء والسذج والجهلة لا يتقيدون بالاجراءات الوقائية , لم يدركوا حالتهم الكارثية المحيطة بهم . بخرق الالتزام بمنع التجول والتجمعات والمسيرات الشعبية . بالتوجه الآف الى الزيارة الدينية في بغداد , ولم يلتزموا بالقانون والنظام . في البقاء في منازلهم , انهم جلبوا الكارثة لهم والى عوائلهم والناس الاخرين الابرياء , وحتى الحجر الصحي امام الخطر الكارثي , لم ينفع والله يستر ( لا سامح الله ) سيشهد العراق اذا تمسكوا هؤلاء السذج بعقلياتهم , سيكون العراق مثل مصير ايران الجثث مرمية في الشوارع ....... والله يحفظ العراق من الكوارث المحدقة به من كل جانب . الفساد وكورونا وهما وجهان لعملة واحدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/22



كتابة تعليق لموضوع : عندما يتجول فيروس كورونا بين الاغبياء والجهلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net