صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

خطوات عملية لتنظيم وبناء العلاقة مع الحجة الغائب ع
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أشرف وأعز وأرقى وأنقى وأدوم العلاقات بعد العلاقة بالله جلّ وعلا هي العلاقة بحجج الله على الأرض، هي الامتداد الشرعي للعلاقة مع الباري عز وجل .

ونحن إذ ندرك هذا الحقيقة ونؤمن بها ونستشعرها وجداناً إلّا إنه عادةً ما ينقصنا أبجديات تحريك هذه العلاقة وبنائها وتعزيزها والاستفادة منها واستثمارها بوجهها الصحيح ، فالإيمان بهذه العلاقة يعوزه التنظيم العملي لها ، والعمل بها يحتاج الى ترك العمل بما ينافيها او ينقصها، ويحتاج العملان (الفعل والترك) المداومة والمطاولة حتىْ يصبحا سلوكاً وحالاً وملكةً ، وذلك هو الفتح المبين...

ولا ندّعي اننا من أصحاب ذلك الفتح المبين ، وقد ينطبق على حالنا ما قاله الشاعر :

وغير تقي يأمر الناس بالتقى+طبيب يداوي الناس وهو عليل

وتعلّقاً بما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ما يشير إلى أنّ الدال على الخير كفاعله... نضع بين أيديكم بعض الخطوات العملية لتنظيم وبناء هذه العلاقة المقدسة :

أولاً: النظر بهذه العقيدة المباركة ، ونقصد بالنظر هنا التفكّر والتمعّن والتأمّل بالقضية المهدوية ، نحتاج الى التسلّح بالثقافة المهدوية الرصينة ، نتعرف على تفاصيلها عقيدة وأحكاماً وتأريخاً ومستقبلاً، وكذلك علينا أنْ نتعرف على الشبهات التي تُثار ضدها وردودها ، فقد كُتب في هذه القضية المباركة ما يزوّد القارىء والباحث مادة علمية تغنيه خير غناء...

ثانياً: الإحساس والاستشعار بوجود الإمام عج شخصاً أو رعايةً أو بركةً أو دعاءً في كلّ خير نجده ونراه ونحس به في حياتنا.

فقد كتب الإمام عليه السلام مخاطباً الشيخ المفيد : (...انّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء _أي الشدائد_ واصطلمكم الأعداء، فاتقوا اللَّه جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم ، يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله..) .

ثالثاً : علينا أنْ نلجأ إليه ونندبه ونتخذه وسيلةً عندما نمرّ بأية أزمة نفسية أو جسدية أو في عمل وما شاكل ذلك، فإنّ إغاثة الملهوف وإعانة المضطر من أعماله صلوات الله عليه وديدنه.

رابعاً : أنْ نذكره في دعائنا وصلاتنا وصدقتنا وحجنا وعمرتنا .. نستطيع أنْ نهدي إليه ثواب جميع الأعمال الصالحة حتى إماطة الأذى عن الطريق والكلمة الطيبة...الخ ، ونحن بإهداء الثواب له عليه السلام سوف لا ينقص من ثوابنا شيئاً وإنما سيزداد ثوابنا ويضاف إليه ثواب إهداء العمل .

خامساً : نستطيع أنْ نعمل جميع الأعمال الصالحة بنية الانتظار الصحيح أو التمهيد للظهور ، بل حتى الخبرة التي نكسبها من خلال أعمالنا الجائزة والمباحة فضلاً عن المستحبة والواجبة نستطيع أنْ نجعلها بعنوان التهيؤ للظهور عسى أنْ يحتاجنا الإمام عليه السلام بخبرتنا هذه، فسيخرج الإمام عليه السلام بدولة ، ودولة الإمام عليه السلام فيها السياسي وفيها العسكري والطبيب والمهندس والمدرس وفيها النجّار والحدّاد والصبّاغ والسائق...الخ ..

سادساً : هنالك أدعية وأعمال مخصوصة للإمام عليه السلام، كدعاء الندبة ودعاء العهد وزيارة ياسين ودعاء تعجيل الفرج... الى غيرها من الأعمال التي ذكرتها الكتب المختصة، فهي تجدد العهد معه وتجدد البيعة له وكذلك إنها من أنواع العلاقات الواردة إلينا بطريق شرعي معتمد ، فالعمل بها من أبجديات هذه الرابطة المقدسة ..

سابعاً : أنْ نحضر - عند الإمكان - في الأماكن والأزمان التي يحتمل تواجد الإمام فيها ، كموسم الحج أو زيارة الأربعين أو مسجد السهلة في ليالي الأربعاء ، فإنها بلا شك ستكون مباركة وستكون الأعمال أقرب للقبول وعسى أنْ نرزق بنظرة شفقة ونظرة رأفة ننال بها سعادة الدارين.

ثامناً : علينا أنْ نستشعر بأنّ مراجع التقليد همّ نوّاب الإمام عليه السلام ، واننا عند الرجوع إليهم وتقليدهم إنما نرجع للإمام عليه السلام كونه هو الذي أمرنا عليه السلام بذلك بقوله : (...وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة حديثنا...) ، فالارتباط مع المرجعية الشريفة انما هو ارتباط بالحجة ع .

تاسعاً : علينا أنْ نستشعر بأنّ أعمالنا تُعرض عليه عجل الله فرجه اسبوعياً ، وأنه سينظر لها وسيقلّب ملف ما نقوم به وسيفرح عندما يجد عملاً صالحاً ، وسننال بذلك رضاه وثواب إدخال السرور على قلبه ، وسيحزنه ما لو رأى غير ذلك، معاذ الله ، فحركاتنا وسكناتنا انما هي إعداد تقرير اسبوعي يُقدم لحجة الله علينا ..

عاشراً : أن نُحيي أمره ونهتم بقضيته ، وعند إحياء أمر أهل بيت النبوةيجب أنْ يكون عليه السلام هو المهنّأ الأول من قبلنا في أفراح أهل البيت ع .. وأنه هو المعزّى الأول في المناسبات الحزينة لهم عليهم السلام .

وشكل وحجم العلاقة معه عجل الله فرجه بعدد أنفس المنتظرين له ..
#١٥_شعبان_ولادة_الأمل

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/05



كتابة تعليق لموضوع : خطوات عملية لتنظيم وبناء العلاقة مع الحجة الغائب ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net