صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

شهداؤنا هوية وطن
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا نعلم اي باب نطرق إذا ما اردنا الخوض في حق الشهيد.. لا يوجد أفضل باب نطرقه في بيان مكانتهم الا باب الخالق وباب رسوله "صلى الله عليه وآله"، الذي خصهم بمنزلة عظيمة، يغبطهم عليها الانبياء "عليهم السلام"، لما لها من الفضل الكبير، وخصوصية خصها الخالق لعبادة المجاهدون في سبيله، فضل فيها المجاهدون على القاعدون، وفي مورد آخر في فضل الشهادة انهم احياء عند ربهم يرزقون، وخصهم بالشفاعة، وهذه منزلة عظيمة، لا ينالها الا من ارتضاه الرحمن تبارك وتعالى.

 

لو مررنا بتاريخ العراق بعجالة وتصفحنا صفحاته سنجد تاريخه زاخر بالعطاء، سيما على صعيد الشهداء، إبتداءاً من إمام المتقين علي "عليه السلام"، مروراً بولده سيد أباة الضيم ابي عبدالله الحُسين "عليه السلام"وصولاً إلى أبناءهم واحفادهم ومن سار على دربهم إلى الآن والماضي القريب خير برهان على ذلك، التي احتدت شدة المواجهة مع جلاوزة البعث ثم بعد ذلك مع تنظيم القاعدة الإرهابي واذناب داعش التكفيري، سطروا فيها ابناء العراق اروع البطولة والفِداء لاجل صون الوطن والعِرض والمقدسات، قدموا ارواحهم على راحة ايديهم، سيما بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي ومن قبلها فتوى التصدي لحزب البعث المجرم. 

 

الجود بالنفس اقصى غاية الجودي، الدماء الطاهرة التي سقطت على منبر الحرية لا يعادلها ثمن، المرء يضحي بدمائه ومستقبله من اجل ان ينعم غيره بامنٍ و سلام، وكان في طليعة الشهداء، "قافلة العُشق الإلهي" الانبياء والرُسل والأئمة الأطهار "عليهم السلام"، تصدوا للعقائد المنحرفة لأجل صلاح الأمم وهدايتهم، وكان ضريبة تصديهم لذلك دمائهم الطاهرة. 

 

حقهم علينا كبير، مهما قدمنا وفعلنا لا يعادل نقطة من بحر جودهم، فنوا زهرة حياتهم لنحيا، لهذا أقل ما نفعله تجاهم يتمثل في أمرين أساسيين؛ اولهما تخليد ذكراهم العطرة، وان لا يقتصر هذا فقط على وضع جدارية "صورة" هنا وهناك، وإنما يكون بسرد مواقفهم البطولية في المحافل العامة والخاصة والأهم من ذلك في المناهج الدراسية، على مختلف المراحل الدراسية، لتترسخ الصورة لتتوارثها الأجيال، بهذا سيخلد ذِكراهم لنرد الجزء اليسير لهم، اما الآمر الثاني هو الإهتمام بعوائلهم ورعايتهم قدر المستطاع، لانهم أصحاب فضلٌ على الجميع، تحملوا وصبروا مرارة فقد الاب والأبن والأخ والزوج. 

 

شهداؤنا هوية وطن.. الإمام الحسين ابن علي "عليهما والهما السلام"، هوية لكل احرار العالم يقتدي به طلاب الحُرية والعدالة، خُلِدَ ذكراه بموقفه يوم الطف، الذي سطر لنا اروع صور التضحية والفداء لاُجل العقيدة والإنسانية، كذلك هو الحال بالنسبة لشهداء العراق الذين هم بحق هوية الوطن والعقيدة، وكان في طليعتهم الأسر العلمية المجاهدة؛ من آل الحكيم وال الحلو وآل بحر العلوم والخلخالي وآل الصدر واسرة الإمام الخوئي وغيرهم من الأسر المجاهدة وآخرها من لبو نداء فتوى الجهاد الكفائي، الذين احيوا الارض بعد ان اراد الطُغاة والتكفيريين والفاسدين احراقها، قدموا دمائهم للعراق والعراقيين، لهذا اصبحوا عنوانه البارز هوية وطن.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/06



كتابة تعليق لموضوع : شهداؤنا هوية وطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net