صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

 يفعلهُ رجلٌ منّي.!
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 🔹عندما بُعث النبي (ص) لم يكن لليهود أي سلطان أو قوة منظمة ولا دولة تديرها سياسة متكاملة ، بل هم إما شراذم يعيشون متفرقين في دول شتى . أو مجموعات صغيرة تعشعش داخل المدن الكبيرة في أطراف الأرض . إلا مكة والمدينة حيث كان لهم حصونهم وكيانهم واقتصادهم وسياستهم التي تعاملوا بها مع من جاورهم من الأمم، مع استخدام المبدأ التوراتي البغيض في جوازغش الأمم والتعامل معهم بالربا والكيد والخديعة.

🔹 في هذا الجو المعتم لهذه الأمة اهتم الله بهذه الشرذمة القليل عددها الكبير شرها. فلم يذكرها بخير في كتبه السماوية التوراة والإنجيل والقرآن (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) ، وبيّن أسباب معاناتهم على أيدي الأمم وذلك بسبب سوء نواياهم فتعرضوا لشتى أنواع الابادة واصطلام لولا أن القدر انجى قسما منهم تحقيقا للوعد الإلهي. فكان حالهم حال الأمم الأخرى إذا اصلحوا عفا الله عنهم ، وإذا افسدوا سلط عليهم الامم طمعا في ان يُعيد ذلك رشدهم إليهم. فهم على طول مسيرتهم في هذه الدنيا كانوا يعيشون بالمداهنة حتى مع الله تعالى ،فكان الله يُعذبهم بمقدار انحرافهم، فلم يصلوا إلى مرحلة التأديب الكبرى التي أزال الله تعالى الأمم التي وصلت إلى مرحلة الختم والياس، مثل قوم لوط وعاد وثمود وغيرهم. ولكن اليهود لم يتعضوا ابدا (1) فهم في مدّ وجزر حتى يصلوا نهايتهم التي يرسموها بأيديهم.فكل شخص او أمة تسعى نحو شكل الحياة التي تُريدها وتتحمل مسؤوليتها، وعلى ضوئها يتقرر التوفيق أو العذاب.

🔹 هذه الشرذمة لم يكونوا يوما ذوي بأس ولا سطوة والقرآن شاهدٌ عليهم ، فعندما اعطاهم الله أرض ليسكنوا فيها بعد هربهم من فرعون جزعوا وخافوا وقالوا لموسى : ( إنا لن ندخلها إن فيها قوما جبارين فاذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون).(2)

🔹 كانوا من أجبن أمم الأرض كما يخبرنا القرآن وتخبرنا سيرتهم على طول مسيرة التاريخ . وحديثا فقد قاتلتهم فئة قليلة مؤمنة فهزمتهم وفضحتهم وكشفت جبنهم وهم حزب الله في جنوب لبنان وكذلك صمدت لهم حماس، وإذا قاتلوا يوما فليس بشجاعتهم بل يُقاتلون بقوة من الامم والناس حيث يشترونهم (مرتزقة) بالمال والذهب، وهذا ما حكاه القرآن عنهم : ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس).(3) وقوله تعالى : (بحبل من الله). أي بذمة من الله ، وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم فلا يحقنوا دمائهم إلا عن طريق اعطاء الجزية. وبحبل من الناس هو ما نراه اليوم من وقوف امريكا وأوربا خلف اليهود وكذلك ركض بعض الدول الاسلامية وخصوصا الخليجية منها لحماية اليهود.(4)

🔹 الوعد بالقضاء على هذه الأمة الملعونة وتخليص الناس من شرورهم ، سيكون على يد المسلمين هذه المرة : (ثم رددنا لكم الكرة عليهم).(5) لأن قوله (لكم) يعني بها المسلمون . والأحاديث الشريفة عن ائمة آل اللبيت (ع) تؤكد بأن هذا الوعد الإلهي سيجري على أيدي المسلمين ففي مجمع البيان في تفسير هذه الآية قال : (والمعنيُّ به أمة محمد (ص)عند جميع المفسرين ، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر(ع)). وكذلك ما رواه القمي في تفسيره عن الامام الباقر(ع)أيضاً قال : (كلما أوقدوا نارا للحربِ أطفأها اللهُ).(6) وهو وعد إلهي بإطفاء نار الحروب التي يوقدونها ، سواء كانوا طرفاً مباشراً فيها أو حركوا لها الآخرين. وهو وعد لااستثناء فيه لأنه بلفظ : (كُلَّمَا أَوْقَدُوا).

🔹 والتاريخ البعيد والقريب يشهد بأنهم كانوا وراء إشعال عدد كبير من الفتن على مستوى السياسة والاقتصاد والحروب، ولكن الله تعالى حقق وعده باللطف بالمسلمين والبشرية ، وأبطل كيد اليهود وأحبط خططهم ، وأطفأ نارهم.

🔹 الأحداث تسير جنبا إلى جنب وتتسارع للتحقق ، اليهود إلى التكاثر والقوة والهيمنة ، والمهدي على استعداد في اي لحظة ، فقط إذا توفر الانصار.عن أمير المؤمنين(ع): (لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه .فقال عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات ياعباية ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني)، أي المهدي (ع).(7)

🎈 المصادر:
1- وهذا ما تقوله توراتهم عنهم بأنهم لا بصيرة فيهم فلا يتعضون أبدا سفر التثنية 32: 28: (بنو إسرائيل لا يتعظون، لأن لا بصيرة فيهم إنهم أمة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم. لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم.(
2- سورة المائدة آية : 24. وكذلك ذكر سفر العدد جبنهم وامتناعهم عن دخول فلسطين وتمنوا الرجوع إلى عبودية فرعون لانهم خافوا من الفلسطينيين : (وتذمروا على موسى وعلى هارون جميع بني إسرائيل، وقالوا: ليتنا متنا في أرض مصر، أو ليتنا متنا في هذا القفر! . أليس خيرا لنا أن نرجع إلى مصر؟).سفر العدد 14: 3.
3- سورة آل عمران آية : 112.
4- يعتمد اليهود على وسائل كثيرة في اخضاع الامم ومن وسائلهم : الدعارة ، والاغتيال، والهيمنة على الاقتصاد واهما السيطرة على المال كما يقولون : (في أيدينا تتركز أعظم قوة في الايام الحاضرة، الذهب المخزون في حجرات كنزنا السرية. ان كل الذهب الذي ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جداً يساعدنا في غرضنا الصحيح، أي لاعادة النظام تحت حكمنا). بروتوكولات حكماء صهيون البرتوكول 22،المؤلف: ماثيو جولوفنسكي.
5- طبعا ليس كل المسلمين فنحن نشاهد ركض الكثير من الانظمة نحو اليهود تتبعهم في ذلك شعوبهم. سورة الاسراء آية : 6.
6- سورة المائدة آية :64.
7- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٣ - الصفحة ٦٠.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/22



كتابة تعليق لموضوع :  يفعلهُ رجلٌ منّي.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net