صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(ذاكرة الورق) في مناسبة استشهاد زينب (عليها السلام)
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يقول حكيم:إن الذكريات المزدهرة بالخير تنمو بنفسها داخل الذاكرة،وبعد اكتشاف الورق أصبح الورق ذاكرة الأجيال، ومع هذا يدرك الفقراء والمضطهدون الرنين الحي عبر التواريخ، كتب احدهم عن التاريخ قائلاً:إن التضحيات أفضل العبادات، ولذلك لا يذكر اسم زينب (عليها السلام)إلا وهو واقف إجلالاً لذكرها.
ذكر تاريخ مثقف من على منبر الورق، لابد أن نعرف سبب الوفاة؛ لنتعلم منها ما يوائم حياتنا،لنتعلم منها الصبر والثبات، هناك بعض المصادر تقول:إن بني أمية قد سموها، في القرون التي مرت الى اليوم والبحث مستمر في التوجه الى معناها، فهي تكبر مع كل جرح وكل حزن وكل مثابرة عنيدة، ولهذا رجح السم لأسباب منها سياسة آل أمية مع معارضيهم،فهم لا يعرفون سوى التصفية الجسدية في أيام معاوية وجماعته، كان الانسان أعجز من أن يدرك معنى الخلود،أو يقدر أن يفهم أن التصفيات الجسدية إزاحة مؤقتة، لذلك هم ماتوا في الحياة، بينما تنفس الامام الحسن ومالك الاشتر وزينب (عليهم السلام) الحياة، كيف لايموت من قتل سبعين ألفاً، ومنهم عمار وخزيمة وحجر وعمروبن الحمق، ومحمد بن أبي البكر، والأشتر، وأويس القرني، وابن صوحان، وهو الذي قتل عبد الرحمن بن أبي بكر، واخته عائشة، وقتل سعد بن أبي وقاص، وجميعهم بالسم، فليس استشهاد زينب (عليها السلام) بالسم وهماً، الذين لا يموتون يدركون أهمية هذا الترجيح ان تقتل زينب (عليه السلام) بالسم، ويدركون ما يترك القتل من جرح نازف لا يهدأ ولا ينام، يرى اكثر من مؤرخ انها تؤلب الناس على اخذ الثأر.
كتب والي المدينة من قبل يزيد وهو عمرو بن سعيد الاشدق الى يزيد يشير بنقلها الى المدينة، ولذلك كانت الشام هي المنفى،الاختبارات القاسية للعزلة والقتل والجنون تجعلهم يخافون من امرأة منفية تحت حدود القسر في الشام لتتذكر كل حين لسعات السياط والنار والعطش والتنكيل؛ كي لا تصحو الذاكرة على عوالم طموحة من عوالم الحياة، ساموا لها الصمت عبر السم، فصحا التاريخ عبر كل آهة من قلب أيقظ الحياة ونام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/28



كتابة تعليق لموضوع : (ذاكرة الورق) في مناسبة استشهاد زينب (عليها السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net